3 : لمسات

19.8K 2K 119
                                    

شابتر قصير، بس رح احدث بعده ف نفس اليوم ان شاء الله ♡ كونوا متفائلين :') ان شاء الله كل شي يتصلح.
وصدقوني رح تحبوا القصة دي زي "غفوة" بس هيا غامضة شويا بس كل شي رح يبان :*
وللي مايعرف شكل زهر القرنفل ف صورته فوق، وفي منه عدة أشكال وألوان

_______________________________________

"هل ستخبريني ماحدث الآن أم لا؟" سألتني هيلين وهي تضع كوب القهوة أمامي.
"صدقاً؟ أنا ذاتي لا أعلم." أجبتها.
"أنا مُصغية." قالت ببساطة.
"ذلك الحادث منذُ سنتين.." بدأتُ أقول لها.
"بربّكِ يا إيڤ، ليس الحادث مجدداً.. لربما ما تمرّين به بسبب ماتعرض له دماغك من اصطدام أثناء الحادث، ولا تنسي خوضكِ في غيبوبة دامت لإسبوعين." قاطعتني متنهدة.
"كلاّ هيلين، الأمرُ لا علاقة لهُ بدماغي، لقد استلمتُ نتائج الأشعة ودماغي سليم." قلتُ لها مُجادلة.
"لربما ماتعرضتِ لهُ نفسياً.." همسَت مترددة.
"لا! أعني أعلم بأني تعرضتُ لعوامل ضغطٍ كبيرة مع فقدان عائلتي في ذلك الحادث ولكن هذا ليس سبباً كافٍ لأُجنّ." عُدت أُجادل.
"إني أرى شخصاً.. أو ظلّ شخص بالأحرى.." همستُ بصوتٍ منخفض وأنا أنظر حولي.
"لماذا تهمسين وتتلفتين؟" سألت هيلين رافعة أحد حاجبيها.
"لقد كان يتجول هنا بالأمس." همستُ مجدداً.
"توقفي إيڤ لا تحاولي إقحام تفاهاتك في رأسي." قالت لي بجدية.
"من المفترض أن تكوني صديقتي المفضلة!" قلتُ حانقة.
"إسمعي أنا أحبك وأهتم لأمرك ولكنكِ تُبالغين.." أخبرتني بهدوء.
"أنا خائفة من العودة للمنزل.." اعترفت.
"ماذا ستفعلين؟ أنا آسفة ولكن هذا سكن جامعة ولا يمكنكِ البقاءُ هنا أكثر." صارحتني.
"أنتِ إبقي معي في المنزل، وسأقوم بإيصالك للجامعة كُل يوم أعدكِ." قلتُ متوسلة.
"إيڤ! ألهذهِ الدرجة أنتِ مرتعبة؟ من المفترض أن تكوني بالغة." قالت لي منصدمة.
"إسمعي، عودي للمنزل وإن حدث شيءٌ آخر أعدكِ بأني سآتي للبقاء معكِ." اقترحت هيلين.
"أتعدينني؟" سألتها.
"أعدكِ." أجابت.
قمتُ بجمع أغراضي ثم شكرتها وخرجت.
أخذتُ نفساً عميقاً ثُم صعدتُ لسيارتي، وتوجهتُ عائدة للمنزل.
دخلتُ للمنزل وتذكرتُ بأنهُ عليّ تنظيف الفوضى التي حصلت في المطبخ.
خلعتُ معطفي ووضعتُ حقيبتي جانباً ثم توجهت للمطبخ.
تسارعت نبضات قلبي، وشعرتُ بالخوف عندما دخلتُ المطبخ فقد كان مُرتباً ونظيفاً وقد عاد رف الأواني لمكانهِ.
هل أنا حقاً أتخيل؟
التفتُ للطاولة، كان هُنالك كوبٌ من الشايّ.. ساخن.. وكأنهُ قد تم تحضيرهُ قبل قليل مع وردة قرنفل بجانب الكوب على الصحن.
لاحظتُ شيئاً في الوردة، اقتربتُ منها وتفحصتها.
وجدتُ حرف H قد حُفر على أحد بتلاتها.
ما الذي قد يعنيه هذا؟
سمعتُ صوت الموسيقى ينطلق من غرفة الجلوس.
خرجتُ من المطبخ سريعاً وأطفأتُ جهاز الموسيقى ثم التفتُ عائدة للمطبخ ولكني توقفت في منتصف الطريق عندما عادت الموسيقى تعمل.
أخرجتُ هاتفي من الحقيبة سريعاً.
"مرحباً هيلين، تعالي سريعاً من فضلك." قلتُ لها فور فتحها للخط وأنهيتُ الإتصال.
جلستُ في بُقعتي حتى طرقت هيلين الباب وفتحتهُ لها.
"ما الخطب؟ ماذا حدث؟" سألتني خائفة.
"لن أخبرك لأنكِ لن تُصدقينني ولكنك ستبقين معي الليلة وترين ما أراهُ كُل يوم." قلتُ لها حانقة.
لقد سئمتُ من يقومون بتكذيبي.
"حسناً، يجدر بكِ إرشادي لمكان نومي لأني كنتُ سأنام قبل إتصالك." قالت لي بتعب.
أرشدتها لغرفتي، نحو الأريكة الكبيرة التي تتحول لسريرٍ ضخم.
"أتعلمين؟ سأنامُ أيضاً، لا أُريد البقاء مستيقظة وحدي." قلتُ لها.
خلعتُ ثيابي وقمتُ بإرتداء لباس النوم.
"ماهذا؟" سألتني هيلين وهي تُشير ليدي.
"ماهو؟" سألتها في المقابل وأنا أنظر لجسدي.
سحبت هيلين معصمي ونظر لعلامات أصابع الرّجل الغريب الذي رأيته.
لم يرى أحدٌ هذه العلامات على يدي من قبل، لطالما كنتُ أقوم بإخفاءها لأنهم لن يصدقونني إن أخبرتهم وقد يظنون أني مجنونة وقد حاولت الإنتحار.
كيفَ نسيتُ أمرها وخلعت ثيابي هكذا ببساطة؟
"لقد احترقتُ وأنا أطهو اليوم." قلتُ لها.
"إنها علاماتُ أصابع، أنا لستُ غبية." قالت لي بجدية.
صمت، أُفكر في إجابة.
"هل هنُالك شخصٌ ما يقوم بمضايقتك؟ أو إبتزازك؟" سألتني وهي تنظر لعينيّ.
"كلا.." همست.
"ماذا إذاً؟" سألتني مجدداً.
"هُنالك جزءٌ من تفاصيل الحادث لم أحكيه لكِ، ولم أحكيهِ لأحد." قلتُ لها.
بدت هيلين مستغربة ولكنها أنصتت لي.
فحكيتُ لها عن ظلّ الرجّل وسحبهُ لي من معصمي.
"ولكن يا إيڤ، لقد مضى على الحادث سنتين! كيف لازالت علاماتُ أصابعه موجودة؟" سألتني.
"لستُ أعلم!" صرخت وقد تلفت أعصابي.
"إسمعي، فلننم الآن، وغداً سنُناقش كُل شيء." أخبرتني وهي تُهدئني.
تمددت هيلين فوق السرير، وتمددتُ أنا فوق سريري وظللتُ أُفكر في أسخف الأشياء حتى خلدتُ للنوم.
ولكني في منتصف الليل شعرتُ بهيلين تتلمسُ ساقايّ، ماخطبها؟
"هيلين، دعيني وشأني." قلتُ بتعب وأنا لا أزالُ مغمضة عينيّ.
شعرتُ بإنفاسٍ ساخنة على عُنقي.
"جدياً هيلين هل فقدتِ عقلك؟!" سألتُ مُنزعجة وقد نهضتُ من نومي لأصفعها ولكني تفاجأتُ برؤيتها نائمة بعمق فوق سريرها.
"هيلين!" صرخت.
"ماذا؟!" صرخت هيلين في المقابل.
"نامي بجانبي من فضلك وإلا سأموت!" قلتُ وقد فقدتُ صوابي.
"ماذا حدث؟!" سألتني بفزع.
"إصعدي لسريري وحسب! سأخبركِ في الصباح." قلتُ لها باكية.
نهضت هيلين مسرعة نحو سريري ثم عادت لنومها وبقيتُ أنا قلقة لا أعرف النوم.
وفي المرآة التي تواجهني كنتُ ألمح إنعاكس الظلّ ذاته يمشي في رواق المنزل.
أعلمُ بأني سأنتحرُ قريباً..

خطيئة | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن