11: سنتقابل في بُعدٍ آخر || الأخير

18.6K 2K 265
                                    

السلام عليكم برنسيسات!
كيفكم؟ ان شاء الله تمام.
أحب اقلكم هذا الفصل الأخير من 'خطيئة' أدري انها قصيرة واسفة بس القادم أفضل بإذن الله.
بالنسبة للفصل الأخير أخيراً حتكتشفوا حقيقة هاري، وأدري ان الفكرة حرام وغلط أساساً وماتحصل لأن الله قدير ع كل شي، بس احب اذكركم إنها مجرد رواية من نسج خيالي لا أكثر يعني مالها صلة بالواقع،، فياريت ما أشوف ناس مسويين لي زحمة في الرسايل الخاصة بخصوص حقيقة هاري وحلال وحرام لأني شرحت وجهة نظري هنا.

+ شي ثاني..
نزلت رواية جديدة عن هاري اسمها 'عشق على ورق' اذا تحبوا تقروها، هي شبيهة بـ 'غفوة' اللي انحذفت بس بتغيرات إضافية كثيرة.
استمتعوا ياجميلاتي. ♡♡

_____________________________________

لربما هُم محقون، لربما أنا فعلاً مجنونة، لربما أنا فعلاً أتهيأ..
ولربما أنا الوحيدة المُحقة وجميعهم المخطئون.
لقد بدأتُ أفقدُ صوابي وأنا أُفكر في كل هذا بينما استلقيتُ فوق سرير المشفى كريه الرائحة.
ما الذي سيحصل لي؟ هل سيقومون بأخذي لقسم الأمراض النفسية؟
ماذا سيقول قُرّائي عني؟ كاتبتهم المرموقة.. قدوتهم في مسار الحب قد تم إدخالها لمصحة عقلية؟
طُرق الباب ثم فُتح ليدخُل هاري.
هوَ ليس حقيقياً.
التفتُ بظهري عنه للناحية الأخرى من السرير.
"إيڤ.." همسَ بصوتهِ المبحوح.
لم أُجب، لن أخضع لهلاوسي، هاري ليس حقيقياً لو كان كذلك لرآه الجميع.
هو مجرد أعراضٍ جانبية للحادث منذ سنتين.
"إيڤ.. حادثيني." عاد يقول بتوسل.
بقيتُ صامتة، حتى يمل ويرحل.
"لمَ لا تحادثيني؟ أأنتِ غاضبة؟" سأل.
"أنتَ لستَ حقيقياً.." همست له دون أن التفت.
"بربّك إيڤ، انظري لي." قال بنبرة مُتعبة.
بقيتُ في مكاني.
"انظري لي." عاد يقول وقد سحبَ معصمي ليجعلني التفت.
عندما وضع يده على معصمي كانت بصمة يده وشكلها يشابه طبعات يد الظلّ الغريب الذي انقذني من الحادث منذ سنتين ولم يختفي اثر يده من يومها.
رفعتُ رأسي من السرير بسرعة.
"امسك بمعصمي مجدداً." قلت له وقد مددتُ له يدي.
امسكَ هاري بمعصمي ولم يبدو مستغرباً، بدا وكأنه يعرف تماماً سبب صدمتي.
لقد كنتُ محقة! يد هاري هي ذاتها يد ذلك الظل الغريب.
"ما أنت؟" سألته بفضول وهو لا يزال يُمسك بمعصمي ويُحدق في عيني.
"ماذا تظنيني؟" سأل بهدوء.
"لا أعلم ولكنك.. لستَ بشراً." قلتُ بتردد.
صمتَ هاري.
وللحظة مرّ أمامي شريط ذكريات كل ماحصل في منزلي، حين أُقفلت الستائر وظهر ذلك الرجُل النصف عاري في رُكن غرفة المعيشة.
بدا كُل ما أمر به في هذه اللحظة أكبر بكثير من استيعابي.
"أُريد تفسيراً مُقنعاً، هاري." قلتُ بهدوء.
إما أن يُفسر لي كُل مايحدث الآن وإلا سأقوم بإقتلاعه من حياتي ومن قلبي للأبد.
صمتَ هاري وقبّض يديه حتى اصفرّت.
"لا أعرف ماذا أقول.." صارحني.
"أتحبني؟" سألتهُ من العدم.
"بكل مافي قلبي من نبض." أجاب سريعاً دون تفكير.
"إذاً صارحني! لا تتركني كالمجنونة، ألم تقل بأن الحب هو أن تضحي بكلّ شيء مقابل ابتسامة من ذلك الشخص فقط؟" قلتُ له وقد اقتبستُ عبارته التي قالها لي ذلك اليوم في سيارته.
"سأُخبرك فقط عديني.. بأن لا تتركيني." همس.
"سأستمع لكَ أولاً ثم أُقرر." صارحته.
لأني لن أستطيع وعدِه بشيء لستُ متأكدة من فعله، ماذا وإن كان روحاً؟ ما الذي سأفعلهُ حينها؟
صمتَ هاري وقد بدا غارقاً في أفكاره ثم أخذ نفساً عميقاً وبدأ يتحدث.
"إيڤ، أتعرفين ماتقوله الأمهات؟ بأنكِ إذا صليتِ للإله قبل النوم يقوم بإرسال ملاك لحمايتك؟" سألني.
أومأتُ برأسي نعم انتظرهُ ليكمل.
"لقد كنتُ أقوم بحمايتك من السماء منذُ ولادتك." قال بهدوء.
اتسعت عيناي صدمةً مما يقول.
"ماذا تقصد؟" سألتهُ مترددة.
"لقد كنتُ مُكلفاً بحمايتك، ثم.. أحببتُكِ مع الزمن دون أن أشعر، كنتُ أعلمُ يقيناً بأن هذا خطأ بالنسبة لكائنٍ مثلي وفي مثل ظروفي." صارحني وقد شبّك يديه معاً ونظر للأرض.
"صرتُ مهووساً بكِ، أقوم بحمايتكِ حتى عندما تنسين الصلاة قبل النوم، وحفظتُ كُلّ شيءٍ يتعلقُ بكِ، ماذا تحبين وماذا تكرهين وغيره.." أخبرني بصوتٍ منكسر.
"أهذهِ هي الخطيئة التي ارتكبتها إذاً؟" سألته بهدوء.
"كلا، خطيئتي إرتكبتها في يوم الحادث." صارحني.
"ماذا تقصد؟" سألتهُ مجدداً.
"يوم الحادث كان مُقدراً لكِ أن تموتي مع عائلتك في ذلك اليوم، وقد وصلني أمراً بحماية شخصٍ آخر، لم أستطع استيعاب الفكرة ولم أتحملها، فتركتُ كُل شيءٍ خلفي وهبطتُ للأرض حتى انتشلُكِ من تلك السيارة." قال وقد بدا صوتهُ مرتجفاً على وشك البكاء.
إقشعرّ جسدي لا شعورياً لكلامه.
"ثم؟" سألتهُ هامسة بتردد.
"ثم لُعِنت، تلك الخطيئة لا تُغتفر، فانتزعوا اجنحتي وهبطتُ أرضاً لأُعاقب." قال بهدوء.
"لهذا قُلتَ ذلك اليوم بأني أنا تلك الخطيئة.." بدأتُ استوعب حديثه.
"لم أجد مكاناً أمكثُ فيه سوى منزلك، حاولتُ التعرّف عليكِ لذا كنتُ دائماً أترُك لكِ الورود وغيره لأحاول لفت إنتباهك ولكنك كُنتِ خائفة مما يُحصل ثم وجدتُكِ تحاولين مواعدة بعض الأشخاص.." بدأ يقول ثم توقف ليأخذ نفساً عميقاً.
"لقد شعرتُ بالغضب والغيرة، لذا حطمتُ مطبخك الصغير، وعندما لم تنجح محاولاتي بدأت أحضر مواعيدك معهم وأحاول التأثير في أفكارهم ليقوموا بقطع علاقتهم معكِ." قال بتردد.
"لقد كان ذلك أنتَ إذاً!! في كُل موعد أجد رجُلاً يرتدي ثياباً سوداء ويجلسُ قريباً مني ولا يطلبُ شيئاً!" قلتُ منفعلة.
"لقد كان ذلك أنا.." اعترفَ بهدوء.
"ثم قررتُ الظهور في حياتك على هيئة بشر، لربما اكسبُ محبتكِ قليلاً، وعندما نجحت لم استطع إيقاف رغبتي في تقبيلكِ ذلك اليوم ولكن على مايبدو بأن قوايّ أثرت عليكِ بشكلٍ سلبيّ فأُصبتِ بالحُمّى وشعرتُ بالندم فقررتُ الرحيل لأراقبكِ من بعيد فقط، ولكني اضررتُ للرجوع رُغماً عني لأنقذك من الحادث الذي حدث منذ يومين." قال وقد بدا مُتعباً جداً.
بقيتُ صامتة، أحاول ابتلاع كُل ماقالهُ هاري منذ دقائق.
"ماذا الآن؟ أستتخلين عني؟" سألني.
"هاري فكّر في الأمر، كُل مايُواجهنا الآن من مصاعب وحُزن هو بسبب أنكَ خالفتَ أمراً، لربما علينا إصلاح الموقف." قلتُ له بعد فترة من الصمت.
"ماذا تقصدين؟" سألني عاقداً حاجبيه.
"من المفترض أن أكون ميتة، أليس كذلك؟" سألته.
"أجل ولكن.." بدأ يقول.
"دعني أموت، حتى تستعيد أنتَ حياتك، لا يوجد مايثير إهتمامي في هذه الحياة بأية حال." قلتُ له.
بغض النظر عن كون هاري غير بشريّ، وكونه كذبَ عليّ.
ولكن مجرد وجود قلبٍ يُحبني بهذه الطريقة تكفيني، لقد قام بالتضحية بحياته، وتقريباً كُل شيء لينقذني، ويجعلني سعيدة.
"لقد ضحيتَ لأجلي بالكثير، والآن حان دوري." همست، وقد أمسكتُ بيداه الباردتان.
"إيڤ، لا تفعلي." همسَ هاري متوسلاً وقد اعتصر يدايّ بين يديه.
"أنا أريد هذا، لربما إن أصلحنا الموقف تتقابل أرواحنا مجدداً في الأعلى." حاولتُ أن أطمئنه.
"أخبريني بأنكِ تُحبينني لآخر مرة." طلبَ مني وهو ينظر في عيني.
"أُحبّك." همست.
طبع هاري قُبلة طويلة على جبيني ثم عاد لمقعده.
أمسكتُ بيد هاري جيداً في يدي واعتصرتها، ثم فصلتُ أنبوب الأكسجين بيديّ الأخرى، وكان صوت هاري يتردد في مسامعي: "يا حبيبتي، وياخطيئتي التي لا تُغتفر إني أرى جنوني بكِ عين الصواب."
وإحساس يديه الباردة في يدي آخر شيءٍ أشعر به.


خطيئة | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن