17

4.7K 457 106
                                    

انسكب الهوان على وجهه وكأن ما سمعه هشم روحه وسحقها من الداخل

أمام تلك الحالة لم يجد كواتر مهرب من أخباره
وكأنه استنفذ كل الخيارات (الخطأ كان خطانا ، فقد استهنا بها ،وهي استغلت ضعفك بسبب المرض للتتعاقد معك .....)

رفع ايدن رأسه وقد انعكس الضوء على بشرته الشاحبه وتلألأت قطرات من العرق على جبينه ...لا يستطيع تقبل الأمر ..بل وكيف يتقبله !!
فقد كان والديه ضمن ركاب الطائره
هل هذا يعني انه قتلهم
مرر يده على جبينه وهو يشعر بالدور
(.لماذا لا أتذكر !)
سأل بصوت مهشم

تبادل ديو وكلاين النظرات لبعضهما وادركوا ان ذاكرته لا تسعفه ، بينما استطرد كواتر يجيبه
(لأنك لم تتقبل الأمر ..اضطررنا لمسح الجزء المتعلق بذلك اليوم ..) سكت قليلا وهو يترصده يقيم حالته بنظرات أسى ثم اضاف ( انت حتى الان لازلت غير مستعد ....وانا لا اريد ان اضغط عليك ، لذا أجل الأمر إلى ما في بعد ...) ومع نهايه جملته انسحب دون أن يترك له مجال للاعتراض
وكأنه يهرب من ذنب

- (مالذي تتحدث عنه ...هل ستتركني هكذا )هتف ايدن بانفعال ليوقفه
قبل ان يغادر

فنظر له المعني لدقيقه بعدما توقف
-( كل شيء متعلق بالاستعداد الشخصي يا ايدن ... وانت لا تزال غير مستعد تماماً
اعدك اني ساخبرك كل شيء عندما تعود للمنزل ...)

شعر ايدن بالأرض تفقد صلابتها فانهار وهو يشعر بقلبه ينعصر من شده الهوان أنفاسه ما عادت تنساق على نحو منتظم ..كان بحاله انفعال شديد

بقي اكلاين ينظر له بعدما ترك وحيداً معه فقد غادرة رفيقيه .هي عادتهم يتركونه وحده يواجه مخلفات أخطائهم

انخفض ليجلس على درجات السلم بارهاق ووضع يده اسفل ذقنه دون أن يشيح بنظره عن ايدن ، وقد أخذ الندم طريقه إلى قلبه ليجعله يشعر بالذنب اتجاهه ...تعابير وجهه المتصلبه ارتخت ونظراته الشرسه تبدلت ولكنها لم تكشف مشاعره

في تلك اللحظه كان ايدن يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه ...فقد أدرك الحقيقه رغم جهله بالتفاصيل ..أنفاسه المتقطعه تكشف شده استياءه من نفسه
كاد أن يستسلم لبؤسه ويبدأ بالبكاء ..ولكنه عاد وتذكر عائلته والتمعت بذهنه ابتسامه ويليام الساخره الوديعه التي خصه فيها لحظه مغادرته المنزل فهو يعلق امالاً عليه ...وينتظر عودته

رفع راسه وانتشل نفسه من بين سحائب الهم التي تجمعت فوق راسه واستقام واقفاً ..الوقت ليس مناسب الاستسلام
خاطب نفسه محاول تشجيعها
ومشى خطوه وثانيه ثم قبل أن يقدم على الثالثه سقط من عليائه لتستقبل الأرض جسده

ظل كلاين ينظر له بصمت لعده لحظات وحين راى انه ماعاد يتحرك ! ادرك انه غاب عن الوعي..

في تلك الليلة ارتفعت حراره ايدن وهاجمته الاحلام السيئه لتجعل نومه مضطرب
ولم يجد اكلاين سبيل غير السهر جانبه ...فاخر مايريده هو ان يموت عنده

المصير المعلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن