" لكل نتيجة معطياتها .... ولكل حدث اسباب تصنعه .."
- انا الان فى طريقى الى بيتى .... او ما هو مكتوب فى البطاقة الشخصية ...
وصلت الى بداية شارع ... يبدوا حديث المبانى .... وبسهولة عرفت اين "شقتى " بعد "الف سلامة عليك " التى سمعتها بشكل مكثف ... لم اعرف انى كائن اجتماعى ..!!
دخلت الشقة ... شقة متواضعة الاثاث تليق بفرد يعيش وحيداً ... الكثير من الكتب !! حسنا هذا ليس سيئاً
- و كل انسان يعرف مكان السرير فى اى شقة ... كانه يناديه ... بعض الراحة لن يغيروا العالم ...
...................................
امشى مسرعاً انا وعبد السلام وشخص اخر ...!! الارض من اسفلنا تهتز وترتجف وكأنه زلزال !!او ربما شيئ ما يخرج منها ... لا ادرى !!
شيئاً ما يخرج من المقابر ... انه كالبشر لكنه اطول ... ليس له لون كأنه ماء يتحرك ... صوته مثل صفير اذنيك من عند الانفجار القريب او من كثرة الهدوء حولك .... !! يا الهى ما هذا !!؟
رجل عجوز يظهر لى .... ويقول تلك الجملة الوحيدة التى اعرفها .... :
" ماذا فعلتم ... لماذا اغضبتموهم ... لماذا ترمون انفسكم فى الهلاك ؟؟ لكم الله .. لكم الله ... "
انا اتكلم ولكن لا اسمع نفسى ... نركب السيارة ويركب معنا احد الاشياء الغريبة هذه ..... انه يجلس بجانب الشخص الثالث الذى يقود السيارة ....
فجأة ... يتحول هذا الشيئ الى ...!! ماذا كيف يحدث هذا ... انه انا ... !! اصبحت موجوداً مرتين فى مكان واحد ... واحاول شد المقود من هذا الشخص .... يصرخ فى وجه هذا الشخص ....
فأنتفض فجاة من نومى ....!! انفاسى ستفجر صدرى ... وقلبى يدق وكأنه سيخرج منه ...
انظر حولى ... انا على سريرى ولا شيئ حولى ... حمداً لله ... انه مجرد حلم .
لكنه كان كاملا ... لاول مرة ارى كل شيئ ومصدر الصوت اللعين الذى يتردد كثيراً ..
قمت من السرير وغسلت وجهى ... لكن هناك رائحة سيئة اشتمها منذ استيقذت ... ؟؟ هى لسيت غريبة على انفى ولكنها مقززة
.............................................................................................................
الان على ان اعلم من اين سأبدء .... ما انا فيه نتيجة لعدة معطيات ...!
ما علمته من عبد السلام : المستشفى ... الجثتين ... المقابر .... العجوز ... الحادث .
اذاً البداية من المستشفى !! ... لا اصدق انى سأدخل مشرحة ... مجرد التفكير يثير القشعريرة ... ولا اصدق كيف كان يريد عبد السلام اقناعى انى اعمل فيها ...!! هراء
.............................
خرجت الى الشارع ... يبدوا ان المستشفى التى بها المشرحة معروفة نوع ما ... السائقين يعرفونها ... هذا رائع كبداية ..
بمجرد الوصول دخلت المستشفى ... الجميع مشغولون و الحركة سريعة نوعاً ما فى المستشفى ...
فجأة ... : "اسامة .... يا فتى الف سلامة عليك .... كده تخضنا عليك انت وعبده "
لا ادرى من هو هذا الشخص ... لكن يبدوا انه يعرفنى ... امر جيد .
قلتها فى استدراك للامر : عذراً سيدى ... الحادث الاخير افقدنى جزءاً من الذاكرة ... هلا ذكرتنى بك ..!
نظر لى بنوع من الاحراج ..: انا الدكتور حسام رئيس المشرحة ... يبدو حقاً ان الحادث كان خطيراً ...
- ذهبنا سوياً الى المشرحة .... نتكلم عن الاصابة وحالة عبد السلام ...سألته بسرعة :
ما شأن الجثتين ... عبد السلام اخبرنى اننا كنا ندفن جثتين غريبتين قبل الحادث ...!! هلا اخبرتنى عنهم ...؟
قال : اه .. بالطبع ... الجثتين التان قدمتا الى هنا ... كانتا الى حد ما شبه مفرومين ... تعفنتا بشكل سريع و مريب ... اخذنا عينات قبل انت تدفنوها ...
قلت فى لهفة : وما النتيجة ؟؟
قال متعجباً : اللحم يشبه كثيراً اللحم البشرى ... لكن الغريب انه يحتوى على نسبة عالية من النيتروجين ... اى ان غذائهم كان لحماً و نيئأ ايضاً كما وجدنا فى عينة من الاحشاء التى وجدناها ... ربما هذا يفسر سبب التعفن السريع مع لكن وجود النيتروجين بهذا الكم امر غريب .. ليس فى التعفن ولكن ...
كيف كانوا على قيد الحياة بهذه النسبة الهائلة ... انه حقاً امر غريب . و ايضا العينة قد تحللت بسرعة ولم نستكمل التحاليل عليها ... ورائحتها اصاب الدكتور حسن بمرض ما فى التنفس ...
- دخلنا مكتبه لنكمل حديثنا ... عرفت اسم الضابط " الشخص الثالث فى السيارة " و المقابر والعامل الذى فتح المقبرة ...
حسناً يبدوا ان الامور تسير بسهولة حتى الان ... شكرته و انطلقت خروجاً ... وفى طريقى شممت شيئاً ما ...!!
انها الرائحة التى شممتها فى الشقة قبل ان اتى الى هنا ... !!!
دخلت الى الغرفة التى تنبعث منها الرائحة ... انهم يضعون جثثاً فى اكياس سوداء ... قال لى احد المتواجدين ...:
اسامة اخرج ... ان رائحة الجثث هذه لن تتحملها الان ... تعافى ثم ارجع وساعد ...!!
تباً ... راائحة جثث ...! يا الهى ... وماذا تفعل فى شقتى ...؟
هل هو كما قال عبد السلام ... انهم يبحثون عنك ... يا الهى .. يجب ان انهى هذا سريعاً ... يجب الا يجدونى ...
يجب ان اهرب اسرع ... انطلقت .. الى اين لا خطة لدى ... لكن دائما هناك طريق ما ...