الفصل الثاني

2.2K 85 4
                                    

أستغربتا زينه وشهد من هذا الموقف ! هل هو نفسه الذي كان في المكتب يمازحني بمختلف الكلمات والذي خبأ ورقة الامتحان معه ، اذ انه لم ينظر لي ! كأنه لا يعرفني ! لا اريد ان اكترث للامر كثيرا ........
مسكت زينه يدي قائله : حبيبتي طز لديريله بال
-يا عشتو وليش اهتم يله ولچن خلي نرجع للقسم كوومة ورانه تحضيرات
شهد:اووك عوفن الطبخ عليه وانتن رتبن كولشي
نور : احس رجلج بس رح توكلي كولشي متسويله غير الطبخ لا تنظفين ولا تكنسين ولا تكوين
- اي والله عالجرح
كانت ليله طويله تملؤها الاحلام وانتظار انتهاء هذه الساعات لنرتقب ما ينتظرنا في الغد .....
صرختُ عندما نظرت الى الساعه التي كانت تشير الى الثانيه منتصف الليل : ولچن نسينه نفسنه خلينه نروح انام ولو بس ساعه
انتهت الساعه بسرعه وذهبت لانام رن المنبه واغلقته ، سبقتاني زينه وشهد بالنهوض ثم تبعتهم كنت نعسه للغايه ، كم اكره الاستيقاظ مبكرا
عند الباب الرئيسي للسكن انتبهت الى .....
- لا ولچن نسيتي جنطتي ، سبقني انتن واني اجي وراچن
زينه : وچ تتأخرين وين رايحه ! هسه بلاربعه هم ياله نلحگ نوصل .
-وچ مو جنطتي وبيهه موبايلي وفلوسي وكومة اشياء احتاجهن
شهد:اووك انطينه جنطه السفر واحنه رح نحاول نخليهن ينتظروج ....
ايدتها وركضت بسرعه نحو السكن ....
عندما وصلت الى مكان الحافلات كانت الساعه تشير الى الرابعه والنصف وكل الحافلات مملوءة وزينه وشهد في الحافلة الاولى ، الذي كان مملوءا ايضا ، ناداني منظم الرحلة -اذهبي الى الحافلة الثالثة لقد اتصل بي للتو الدكتور كارل معتذرا عن الذهاب لذلك يمكنك اخذ مكانه .
كانت تسير بخطى بطيئة وعبارات الحزن واضحة على وجهها ، اذ ان صديقاتها بمكان وهي بمكان اخر اتجهت نحو الحافلة الثالثة ...ثم قالت لمنظم الحافله : انا سوف أحل محل استاذ كارل..
أشار لها الى موقع الجلوس ، ....
ازحت خصلة شعرها التي كانت تسد معظم نظرها لتتأكد مما تراه ، فتحت عيناها بتوسع (سوف أجلس بجانب أستاذ احمد ؟ ال12 ساعة القادمة وطوال الرحلة !! ) ، تقدمت نحوه وضعت اناملها الجميلة البيضاء على حقيبتها ثم باللغة الانجليزية قالت: ان استاذ كارل لن يأتي ولا يوجد مكان شاغر ، ان لم تمانع ، هل استطيع الجلوس هنا ؟
اجابها بابتسامة : ولم امانع ؟ تفضلي بالجلوس على الاقل سوف تكون لي صحبه في الطريق وافق استاذ احمد على ان تجلس نور بجانبه ةلكنها ظلت واقفة نظر اليها باستغراب قائلا : شو لسه مگعدتي شمنتظرة ؟
نظرت اليه بمرح قائله : اذا متمانع ... اريد اگعد يم الشباك
ضحك احمد ثم اشار لها بالجلوس ، دق قلبها بسرعه ثم اجابته بابتسامه سريعة ،رفعت حاجبها بأستغراب لانها لاول مرة تظن ان هذه الدميه التي تدعى مارك يمكن ان تضحك !! اتسأله عن ااسلب ام انها سوف تبدوا طفله صغيرة فضوليه امامه ! نظر اليعا استاذ احمد كأنه يعلم مالذي تفكر به ، ثم لاحت ابتسامة على شفتيه قائلا: دأحسچ مستغربة لان ضحكت ، بس اني متعجب على حظچ ! تجين متأخرة وتحصلين احسن مكان
(نور)
لم افهم ان كان يقصد الجلوس بقربه ام بقرب النافذه هو المكان الافضل ! اذ انه الاستاذ ااذي تفضله تقريبا معظم الطالبات ... اجبته بإبتسامة فاتره ...
بعد عده دقائق تحركت الحافله وبدأت معها المغامرات ، ظل استاذ احمد صامتا .. كأنه تذكر من يكون وشخصيته الصامته ، بعد عدة أميال ، شعرت نور بالنعاس حيث بدأت بالتثاؤب ولا تستطيع السيطره عليه كانت تحاول ان تضع يدها على فمها تذكرت بأنها لم تنم جيدا ليلة امس سوى ساعة واحدة ! وان الشيء المخيف ان الطريق اثنتي عشر ساعة سوف تقضيها بقرب هذه الدمية الصامته لكنها ليست مثله يجب ان تنام ! بدأت عيناها تغمض رغم ارادتها بألا تنام ، بعد عده محاولات وضعت رأسها على نافذة الحافلة و استسلمت للنوم العميق ،بدأت الاحلام تخييم على مخيلتها الصغيرة ، كم هي الاحلام جميلة .... سرير جميل مع وساده ولكن ما بها هذه الوساده ! انها قاسية بعض الشيء!
علي الاستيقاظ كفاني نوما لاتمتع بالمناظر ، فتحت عينيها بهدوء ... نظرت امامها ومن حولها لماذا النافذه بعيده ؟ رفعت عينيها للاعلى ، ثم بسرعة انزلتهما ، وفتحت فمها ثم استقامت بجلستها (لا ... يالله چنت نايمة علچتفه ليش مگعدني ... يبوووو شنو هالموقف الزباله)
-نمتي زين ؟
توردت وجنتاها خجلا ثم اجابته : اي ، اتوقع
أبتسم لها بمكر : اكيد چنتي مرتاحه ... لا نمتي هواي
اجابته بذهول : والله
ضحك ثم نظر اليها : شوفي الساعة
فتحت حقيبتها واخرجت هاتفها انها التاسعة ...(عزززة نمت اربع ساعات) وجدت الكثير من المكالمات والرسائل من شهد وزينة ، نظرت اليه بخجل ثم قالت: اي نمت هواية ،ان شاء الله مضوجتك
ابتسم لها:لابالعكس، ثم ازاح وجهه بسرعه عنها. فكرت ماذا يقصد بالعكس ؟ لايهم الان يجب ان اردّ عليهما ... لابد انهما قلقتان ...
اتصلتُ بزينه .. اجابتني بسرررعه وبصووت عالٍ جدا : لچ قندرة وينچ ؟ ليش متردين ! صارلنه شگد نتصل عليچ انتي ويانه بالسفرة لو ملحگتي؟
كنت احاول ان اخفض صوت الهاتف لكي لا يسمع توبيخ صديقاتي !
-اي بلي اني وياكم ، بس مو بنفس الباص
-اووي عيني ست نور شنو هالنزاكة حچيچ علراسي اعترفي منو يمچ ؟الظاهر واحد مهم
-اسفه لان متصلت عليچن ، وصلت متأخرة وچنت تعبانه وراهه نمت
-مممم لهلدرجة مهم ، ديله رسليلنه برساله وگوليلنه منو ، لان هسه شهد مستحيل تستحمل تخبلچ بلاتصالات!
-اووك حبيبتي
(نور)
اغلقت الاتصال وانا خجله ان سمع الاستاذ شيئا ، ثم قمت بكتابه رساله لهما ، انتبهت الى ان عينا احمد على هاتفي ، نظرت له باستغراب مؤشرة بعيني ان يزيح بصره عني ، لكن وهيهات .. كل ماكتبته كان (ولچن گاعد يمي ...) لم اكمل الرساله لكنه بالتأكيد فهم ماذا اريد ان ارسل لهما
-اسف مچان قصدي اباوع
-عادي
-بس ردت اتأكد انو كولشي تمام
-لا عادي مصار شي هن چانن قلقات عليه ، مگتلهن اني وصلت ولگيت مكان...
بعد قليل قال لي : جووعاانه ؟
-اي والله انتظرر كووومة عندي اكل البارحة اني والبنات سوينة كومة اكل طيب
تذكرتُ بأن حقيبه المأكولات مع زينه وشهد...
نظرت اليه بخجل : اسفة الجنطه مال الاكل ظلن وية زينه وشهد
أبتسم لي: عادي ، اني عندي لفه وحده ، هههه الحقيقه مچنت ادري رح تتأخر وحدة حلوة مثلچ عن السفرة وتجي تگعد يمي ، رح اقسمهه نصين ، وهذا عصير اذا متمانعين نشربه سوة
أستغربتُ منه لقد جنّ هذا الاستاذ بالتأكيد ، ابتسمتُ له شاكره واخذتُ النصف ، لانني كنتُ جائعة جدا ! فضلتُ ان اشرب القليل من العصير رشفة او رشفتين ...
شعر الاستاذ بارتباكها وخجلها لذلك مسك العصير ووضعه بيدها ، شعرت بانامله الدافئة على يدها المرتعشه من الخجل ، مسك كلتا يداها وجعلهما تمسكان بالعصير جيدا ، ثم استقام بجلسته......
(نور)
كنتُ مرتعبه من فكره انه شعر بنبضي وارتعاش يدايا تحت انامله القوية !
شربتُ العصير ببطئ ، ظل صامتا طوال الاميال القادمة ، شعرتُ بالملل لذلك وضعت الهيتفون بأذني وشغلت جهاز ال(mp3) أستمع لاغنيه (حالة حب..وائل كفوري) وجلستُ صامته مع هذا الغريب ، بدأت اتجول بخيالي مع هذه الاغاني ، رجعت الى وعي بعد ان انتبهت الى انني اتخيل هذا الصامت المدعو احمد معي بكل اغنيه كأننا ابطال تلك الاغنيه ! هززتُ رأسي محاوله ان امحي تلك الفكرة من رأسي ، الا يشعر بالملل من نفسه ؟ من صمته ؟ يا لفتاته المسكينه سيُحكَم عليها بالجلوس صامتة مدى الحياة معه!
عند الساعة الحادية عشر توقفت حافلات الطلبة لوقت الغداء ، تحركتُ للامام والخلف كردة فعل لتوقف السياره فجأة دون انتبه لها
، ازلت الهيتفون من اذني ، اردتُ ان أسأله هل هذا وقت الغداء؟ لكن قبل ان أسأله وقف وهم بالنزول من الحافلة ، شعرتُ كأنني شيء غير مرغوب بتواجده يحاول التخلص منه بأقرب فرصة ، عندما نزلت من الحافلة رأيتُ امامي زينه وشهد حضنتهما بسرعه قائلة :والله اشتاقيتلچن كولش
زينه:وچ حبيبتي شبيچ مسحي دموعچ ...
شهد:لچ لتنكدين علينه السفره ، صارلنه شگد ننتظر رساله منچ ، يله گولي منو گعد يمچ
تنهدتُ قائله : استاذ احمد !
شهد: وماعاجبهه ست نور
-وچ والله عكرة لعبت روحي منة گضة الطريق كله ساكت ، وفد ضوجة وكآبة بدونچن كولش ، وانتن تونستن ؟ گعدتن سوة ؟
اجابتني زينه بسرعه : هو اني گدرت اذا صديقتچ المكبله گبل راحت گعدت يم هانز...
شهد: اخذت رشوة من وليد ، علمود اني اگعد يم هانز وهو يگعد يم زينه ههههه لا چذب ماريد افشل روحي ويگولي وليد خلي اني اگعد يم زينه احترمت روحي ورحت گعدت يم الكبد مال اني
زينه: لچ مشفتي هانز شلون چان مطنگر ، شهد نامت بالطريق كالعاده وهو گاعد وساكت
شهد: قابل مثلچ الطريق كله لوك لوك
ضربت زينه شهد علظهرها بخفه : يله مشينه متجوزين من سوالفچ
- وانتي عود ممكيفه يعني
نور: هههه شنو هاي منگلبه الاية هنا ! صرتن انتن تختلفن بالرأي
شهد: ولچن خنمشي نروح ناكل فد شي اذا نظل نحچي مرح نسكت لليل
نور:هم صح يله امشنه
اخرجن مافي سلة الطعام من مأكولات وجلسن على فراش زهري تناولن الطعام وتبادلن مختلف الاحاديث عما جرى في طريق الرحلة ثم نظفن المكان وغادرن.... بنظرة أسى نظرت نور الى الفتاتين وقالت : يله اني كون ارجع للصامت
شهد(بهمس):وچ انتبهي استاذ احمد وراچ
ادارت نور وجهها باتجاهه قائله:نروح للباص هسه؟
لم ينظر باتجاهها واجابها ببرود : اي
شهد:انتي متأكده هو نفسه هذا الي حط العصير بديچ
لم تجب نور وصعدت غاضبه الى الحافله
زينه :وچ اووي والله گلبي مكسور عليهه
شهد: اني بس حارگ دمي العصير ، هسه يطلع سنفور ابو الربع
زينه : ههههه الله يطيح حظچ امشي بسرعه
-من اليوم الصادقتچن طاااح
جلست نور بحزن بجانب النافذة بعدما قام لها احمد سامحا لها بالدخول ، ازاحت بصرها نحو النافذها علها تجد ما يواسيها ويؤنس وحدتها
بعد تحرك الحافلة نظر اليها استاذ احمد سائلا : تونستي بلاستراحة مال الغده ؟
صدمت مايا لانه حدثها او بلاحرى لانه تحدث ، ارادت ان تغتنم الفرصة لتجعله يشعر بمللها
-اي والله كولش تونست وتمنيت الاستراحه متنتهي ، اني من النوع الي يحب يحچي ويسولف
-اها .... الحمدلله
وضع سماعات الموسيقى بأذنه واغمض عيناه
(نور)
ماهذا المعتوه الذي تارة يتحدث وتارة يتحول الى دمية صامتة لا تتحدث ابدا ، ولكنه وسيم كم هو جميل وهو نائم ، كم اتمنى ان اغفوا الان على كتفه.....

الصمت القاتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن