صعدت نور مع احد شباب مرحلتها ولعبة القدر كانت هنا ، اذ الشخص الذي يلي الشاب الذي صعدت معه كان استاذ احمد ! على الرغم من خصامهما لكنها استطاعت ان تشاهد وتشعر بحزنه على الحظ السيء الذي لم يجمعهما ببجعة واحده ! ليريهما القدر كيف انهما يحبان بعضهما وكيف سيشعران بالحزن لو تجاهلا هذا الحب الذي تولد بينهما بمدة قصيرة ! كانت امسيه حزينه بالنسة لنور حتى انها ظلت صامته طول المسار...
خرجوا من مدينه الملاهي عند الخامسه عصرا متوجهين نحو الفندق لحزم امتعتهم ، والتحضر للعودة الى منازلهم اذ ان الانطلاق كان عند الساعه السادسه صباحا....
جلس بقربها في طريق العوده واضعا الهيتفون باذنه للاستماع الى الموسيقى متجنبا التحدث اليها..
عند وصولهم الى الفندق سبقها بالنزول نزلت بسرعه خلفه اتجهت نحو غرفتها دخلت الى الحمام وهي تبكي بشده تتقطع الما من برودة هذا الرجل بدأ صمته يقتلها بل يقطعها تدريجيا باتت عاجزه عن الاقتراب او الابتعاد عن هذا الرجل الحديدي ! ظنت ان تلك الدموع يمكنها ان تخرج كل لحضة حزينه مرّت بها بهذا اليوم المرير ، حيث كيف ان سعادتها بدأت تتهدم امامها ...
كانت ليلتها صعبه لم تستطع النوم بسهوله اذ خيمت الكوابيس على مخيلتها واصابها الارق بعد عده محاولات استطاعت ان تنام الى ان استيقظت على صوت شهد تخبرها ان عليها الاستيقاظ والتحضر للمغادرة ، غيرن الفتيات ملابسهن واستعدّن للرحيل
زينه: يله نونو متجين ؟
-سبقني هسه لاحگتچن
ودعت نور ذكرياتها بهذه الغرفة وبتلك الرحلة وناهية قصة الحب التي لم تدم الا لبضعة ايام معدودات ، ، حملت حقيبتها وتوجهت نحو الاسفل ، كانا هانز ووليد يحملان الحقائب لشهد وزينه ، تمتمت بحزن وحملت حقيبتها لتضعها في الحافلة ثم صعدت وهي حانيه الرأس ارتطمت باستاذ احمد
-اسفه منتبهتلك
احنى استاذ احمد رأسه باتجاهها قائلا : ليش وين بالچ ؟ ثم لاحت منه ابتسامة انتصار
توجهت نحو الكرسي المخصص لهما ، محاوله ان تخبئ وجنتاها الخجلتين ، بعد بضع دقائق جاء وجلس بالقرب منها ، نظر اليها بتمعن قائلا : اشتاقيتلچ ! كافي بعد !
مسك يدها بقوة ، سحبت نور يدها من تحت يده ثم احنت رأسها نحو الاسفل في تلك الاثناء غادر الباص بعد ان اعلنت الساعة السادسه
-ارجوچ نور لتصرفين هيچ ! اني متأكد انتي بداخلچ هم ترديني مثل ما اني اريدچ يمي وبقربي .... الي وحدي مو لغيري !
- وليش هلگد متأكد ؟
-لان اگدر احس بيچ !
-واني شلون اگدر احس بيك ؟ بالبدايه تتصرف كأنك متعرفني وراهه تتقاسم ويايه لفتك، وبعدين من احاچيك تجاوبني ببرود وهذا سكوتك الي رح يكتلني ! اني بنيه احب احچي هواي ، شلون اگدر استحمل اعيش ويه واحد مثلك ساكت اربع وعشرين ساعة ومزاجي ؟ ساعة العاشق الولهان وساعة الصامت القاتل ! فسرلي تصرفاتك واني اوعدك افكر بأمر علاقتنه ....
نظر لي بحزن وكانت العبرة تخنقه شاهدت دمعه سقطت من عينه ، ثم اشاح بصره عني ، اردتُ ان اكلمه لكنه وضع كف يده امامي مشيرا لي بالتوقف وعدم الكلام .
ظلت صامته طول الطريق محاولة التذكر فيما اخطأت ؟ كانت تحدثه فقط لتعرف لماذا هو متغير المزاج هكذا !! لماذا يحبها بعمق ويريدها له وحده وبنفس الوقت لا يريد التحدث بهذا الحب ويحاول توقيفه ...
ظلت تنظر نور من النافذة الى مناظر الجبال والغيوم الملبدة في السماء ، الى ان لاح النعاس عليها واستغرقت بنووم عميق كانت الاحلام جميلة دافئة سعيده والنومة اجمل ومريحة لم تشعر بهذه السعاده من قبل الا ان توقفت السياره فجأة ، تحرك رأسها فتحت عيناها لتستيقظ ...ظلت تنظر تحاول ان تتأكد هل هي بحلم ام استيقظت ؟ عاد لها وعيها لترى يدين كبيرتين تحيطان بها . ((عزززه وين اني ... وايدمن هاي .... بس لا ..... ))
كانت نور نائمة على صدر استاذ احمد ويداها على جسده، اما هو كان يحضنها بقوة وحنان في نفس الوقت ، كي لا تفلت وتستيقظ من نومها
اعتدلت بجلستها ، فأرادت ان تعتذر عن الموقف وتبرر له سهرها وعدم راحتها ليله البارحه لكنه فضل النزول بسرعه على الاستماع لها ...
تبعته بالنزول كانتا زينه وشهد بانتظاراها ذهبتا معها الى المطعم لتناول الغداء ، عالرغم من لذه الطعام وكم كان مشهي الا انه كان مرا بالنسبه لنور ولم تستمتع به بالمرة ....
لم تبق الا بضع ساعات قليله لانتهاء هذه الرحلة التي كانت بالنسبه لنور كالحكايات والاحلام التي لا تدوم طويلا ، صعدت الى الحافله اتكأت على النافذة ، صعد استاذ احمد وجلس بجانبها ثم تحركت الحافله
-مبقه شي ونتوادع!
نظرت له نور بحزن : اي ، مبقه شي
مسك يدها بقوة ارادت ان تسحب يدها لكنه ضغط على اصابعها انحنى باتجاهها قائلا بعذوبة: ايدچ رح تبقى بإيدي الى ان نوصل وماكو اي نقاش ..
ثم ارخى يده ، لم تستطع مقاومته لانها هي ايضا لا تريد ان تبتعد عنه ، ارادت ان تودع هذه اليد التي لا طالما ساعدتها ووقفت بجانبها على الاقل تشكره على الذكريات الرائعة التي سوف تخلدها بمخيلتها ارخت جسدها على الكرسي تلاصقت كتفيهما كالمغناطيس حتى هي باتت عاجزه على الابتعاد عنه كم تمنت لو تكون هذه الرحلة كل حياتها .
كان كل الوقت يربت على يدها بحنان وحب ، يداه الغليظتين تمسكان بيديها الناعمتين والبيضاوتين كالقطن ودافئتين مثله ، وصلوا في الليل الى سكن الفتيات
-حان الوداع الان...
زفرر بحزن : لا اريد ان اترككِ
-عليك ذلك
-سأفتقد وجودكِ ،
نهضت نور من مكانها مسك ساعدها قائلا : دزيلي اميل بس توصلين علمود اطمن عليچ
-اوكي
أبتسمت له ، فقام من مكانه لتنزل هي ، تبعها بالنزول : يحتاج اساعدچ؟ بالجنطه؟
-لا عادي مو كولش ثگيله
مشيت نور لكنها توقفت والتفتت لتجده لا يزال واقفا ينظر لها
-مع السلامه
- وداعا ايتها العراقيه
ثم غابت عن عينيه اختفت في هذا الظلام الدامس بعدما كانت بقربه طوال ذلك الوقت
بعد نصف ساعه تنبه الى وصول رساله من الماسنجر
- وصلت رح اروح انام
-تصبحين على الف خير ، واحلام سعيده
- وانت من اهل الخير ...
اقفلت الجهاز ثم خلدت للنوم
بدون ترتيب ولا تنظيم غيرن الفتيات ملابسهن ودخلن الى الفراش اما نور فحذرت شهد من ايقاظهما مبكرا .
استيقظن الفتيات عند العاشره صباحا ، فطرن وجهزن انفسهن استعدادا للذهاب لرؤيه عوائلهن وتمضيه نهايه الاسبوع معهم لسرد ماحدث في تلك الرحلة.
بعد يومين رجعن الفتيات الى السكن الداخلي من جديد ، للتحضر الى يوم حافل بلاحداث في الجامعه .
كان الجميع هناك يتكلمون ويسردون الحكايات عن الرحلة ويتذكرون بعض الذكريات والاحداث الحزينة والمضحكة ليضحكو تارة، ويحزنون تارة اخرى لانها انتهت متمنين لو تكرر في السنة القادمة ، دخلت نور الى القسم الخاص بهم رأت استاذ احمد امامها بدا باردا وحازما يكلم بقيه الاساتذة ويتميز بحضوره وشخصيته الفذة لم يبد اي اهتمام لها ، مرّت بالقرب منه كأنها لم تره ودخلت الى القاعه الدراسيه .
مر هذا اليوم كأي يوم عادي جدا قبل ان تتعرف على استاذ احمد ، كأنها كانت في حلم واستيقظت منه الان .
(نور)
كنا نود ان نعود الى السكن
شهد: يله نونو خلي نرجع للقسم فرغت الكليه
-هسه اجي لاحگتچن بس اجيب دفتري من فوگ باللوكر ما اتأخر.
صعدتُ على السلالم وجدت احمد يخرج من مكتبه وهو يحاول قفل الباب التي كانت امام خزانتي تنفست بعمق ، ثم اقتنعت نفسي (( مرح اخلي يقشمرني ، اي شي يگولي مرح اصدگ بي وارفض ، طزز بلاشتياق لازم اقاومة ، وابد ما اضعف ولا استسلم )) فتحت الخزانه واخرجت دفتري ، ثم ادرت وجهي نحوه رأيته يهم بالمغادرة كأنه لم ينتبه لقدومي او حتى لم يكترث لي نزلتُ وراءه على السلالم بخيبات امل ، كانتا الفتاتين بانتظاري و (( شارگات الحلگ)) شهد : الله عليچ سولفيلنه شصار فوگ
-تردين تعرفين ؟
-اي
-سد باب غرفته البوومة ونزل
زينه : شنو
-مثل مگلتلچن ، اصلا اووي ممهتمه، يله امشنه نرجع
مسكت زينه يد نور بقوة محاوله حضنها ومواساتها ثم خرجن .
كانت نور حزينه جدا عالرغم من مضايقات شهد، لكنها لم تتفوه بأي كلمة ونامت مبكرا على امل ان تستيقظ لصباح يوم جديد يحمل اليها بعض الابتسامات .
في الصباح ركبت الحافله المتوجهه من السكن نحو الجامعه ، واضعه رأسها على النافذه وتتخيل استاذ احمد بجانبها ... (( اه كم كان باردا، قاسيا وحنونافي نفس الوقت )) لقد انتهت تلك اللحضات الجميله التي لم تدم طويلا ، حيث كانت تمضي معه كل يومها تقريبا .
لا تريد ان تضييع هذا الحب القوي من يديها اذ عقدت اتفاق على نفسها اليوم ، سوف تلقي عليه التحية حال رؤيتها له
عندما دخلت الى الكليه عند باب الدخول كان هو هناك واقفا وحيدا ، ارادت القاء التحية عليه لكنه بسرعه كلم الاستاذ الواقف بعيدا عنه كأنه يريد ان يتفاداها ، لكن نور اقنعت نفسها بأنه لم يرها .
دخلت الى المحاضره ، جلست بالكرسي ، اخرجت حاجياتها وتلتها زينه وشهد .
دخل استاذ كارل ، ابتسمت نور لفكرة بأنها سوف تر استاذ احمد للساعة القادمة والنصف .
بدأ يشرح استاذ كارل ونور مسلطه نظرها نحو الباب على امل دخول "احمد" لانه لم يدخل بعد،
تنهد استاذ كارل قائلا
- يبدوا ان اليوم علي القيام بكل شيء لوحدي ، لان استاذ احمد متعب قليلا وتعذر عن الدخول
خاب امل نور بلقائه، كانتا نور وشهد تشعران بألم وشوق صديقتهما له ولكن لا يعلمان ماعساهما فعله لها .
نور التي تمتلك قلب يتعلق بكلمة واحده او عمل طيب بسيط لها ، تبني آمال على شخص من نظرة حنونة ولا تعرف العواقب او المستقبل لهذا التعلق، "الحب" الذي ينمو بالشوق يكون اعمق من الحب المتبادل ، وكم هو من الصعب الاشتياق لشخص تراه يوميا ويصعب عليك الاقتراب منه ، اذ يكون اصعب من الاشتياق لشخص بعيد لا يمكن رؤيته .
- نور ...
حركت زينه نور محاولة ان تنبهها بأن استاذ كارل ناداها
-نــ.. ـعم .. استاذ
بلهجة ضاحكة ومرحة : انا اشرح هنا وانت تنظرين الى الجدار تاره وتاره الى الباب ، هل هناك خطبُ ما ؟ يجب ان تركزي هنا
-كلا يا استاذ ، انا اسفه سأنتبه
عندما خرجوا ، صعدت نور الى الاعلى لتضع حاجياتها في الدرج الخاص بها ، كانت باب غرفة استاذ احمد فتوحة يجلس وحيدا وهو يمسك بقلم ويقلبه بلا اكتراث ، لم يبد عليه اي اعراض للتعب اوالمرض !
شهد: بنات عدنه محاضره عملي هسه ، ويگولون استاذ احمد رح يدخللنه بالعملي هو واستاذ ثاني
نظرت نور نحو شهد : استاذ ثاني ؟
- اي منا وجاي احمد علعملي وكارل علنظري
نور:حبابات بسرعه حضرن نفسنچن خلي نروح
ذهبن الفتيات وعندما دخلن تفاجأن بأن الاستاذ لم يكن استاذ بل استاذه !!
كانت فتاة انيقه طويلة ترتدي النظارات الطبيه واثقة الشخصية وتصغر استاذ احمد بسنة او سنتين ، كانا يتكلمان سوية عندما دخلوا الطلاب ....
أنت تقرأ
الصمت القاتل
Romanceاحبه ويعشقني ! لكنه لا يبوح لي بحبه ! يقتلني صمته ! واظن وراء صمته سر كبير يا ترى ما هو ؟ من روائع قصص الحب والغرام تأليف : د.دانيا الموسوي