اسمي آدم..

114 9 12
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

* * *
لم تجب عليّ ورمقتني بنظرات الذعر والخوف وبدأت ترجع بظهرها إلى الخلف ولكن نبحت عدة كلاب بالقرب من المنطقة فأسرعت ركبت السيارة وأغلقت الباب - ركبت من الخلف وليس بجانبي-

نظرت إليها مبتسماً بأدب ..

ثم قلت :

"أين تريدين أن تذهبي أنستي ؟"

قالت ومازال الرعب في عينيها :

"من أين خرجت لي!
أممم اريد الذهاب إلى ..."

ثم قالت لي عنوان منزلها الذي أعرفه أصلا فتحركت بسرعة خشية أن يكون أخاها في الطريق..

"لو سمحت هل يمكنني أستعمال هاتفك المحمول لأن هاتفي بطاريته قد نفدت"

"نعم.. تفضلي"

إن هذه الصدفة الرائعة وقفت في صفي..

"ألو ..يوسف هذه أنا اين أنت يا غبي!
حادث؟!هل أنت بخير! أه لقد فهمت حسنا هناك رجل طيب يقلني إلى المنزل واكتب هذا.."

ثم قالت له ارقام وحروف لوحة سيارتي..

ثم أغلقت الخط.. ضحكت بشدة لدرجة أني قد استفززتها فقلت لها :

"كم انتِ فتاة ذكية ولكن هل تعتقدين من هذا الوجه البريء أن يؤذيكِ؟"

ثم نظرت إليها ببراءة عندما توقفت عند اشارة المرور، ازاحت وجهها إلى الجهة الأخرى فقلت :

"أسمي آدم "

أرجعت رأسها ونظرت إلي بارتياح ثم قالت :

"وأنا بسمة"

"هل يوسف هو خطيبك؟"

"لا لا أنه اخي "

"ما بك انفجعتِ ألستِ مخطوبة؟"

"لا ولا أفكر في هذا الأمر حتى انهي دراستي الجامعية"

"جيد فشباب هذه الأيام شبابٌ طائش ويريدون من خطيباتهم الاتصال كل يوم والخروج كل يوم وما إلى ذلك بالفعل سوف يشغلونك"

"أممم لما تتحدث وكأنك لست شاباً؟"

"في الحقيقة لا أشعر أني كذلك فعمري فوق الثلاثين "

"ماذا!!!!!!!!!"

"ههههه ما بك يبدو علي أصغر أليس كذلك ؟ أنا أعلم فأنا وسيم "

قلتها ممازحاً فضحكت ثم قالت وهي تنظر إلى النافذة :

"بالفعل لا يعجبني شباب هذه الأيام"

قلت ساخراً :

"ولا تعجبني فتيات هذه الأيام لذلك لم أتزوج حتى الآن "

لم تكترث للسخرية وقالت بطيبة:

"سوف تعنس يا رجل!"
"لا يهم.."

وصلنا إلى منزلها فقالت لي ممتنة كثيرا :

"شكرا لك لا أعلم كيف أشكرك"

ابتسمت و أومأت برأسي فنزلت من السيارة ودخلت إلى منزلها..

لقد كنت صادقاً حين قلت بأنه لا تعجبني فتيات هذه الأيام ولكن بسمه فيها شيء مختلف!

قاطع حبل افكاري رنين الهاتف فأجبت :

"ألو"

"ما رأيك يا آدم ؟ هل تم ما كنت تريده؟"

"بلا شكرا لك.. ما تكاليف ما حدث بسيارتك؟"

"هه أي تكاليف؟! إن من صدمته سيدفعها"

"كيف أقنعتيه بأنه المذنب!"

"هه هذه لعبتي .."

بالفعل الكذب والاحتيال لعبة ساندي
اغلقت الهاتف بعد وصولي إلى المنزل لقد كنت مرهقاً جدا فنمت بسرعه وفي صباح اليوم التالي فعلت ما فعلته بالأمس وطوال الوقت أفكر ما هي الصدفة التي سوف افتعلها لأقابل بسمة مره أخرى!

انها في كلية حقوق وقد تخرجت أنا أيضا من هذه الكلية ماذا لو عرضت عليها أن اعطيها دورات في بناء الشخصية وتلك الخزعبلات!

نعم نعم واساعدها في دراستها ولكن في مقابل ماذا؟

"من؟ سيد آدم؟!"

تفاجأت وانذهلت انها جاءت ورأتني فقد كنت واقفا ادخن عند شجرة الى جانب الجامعة ..

" بسمة! مرحبا ..ماذا تفعلين هنا؟"

"أنا ادرس في هذه الجامعة أنت ماذا تفعل هنا!"

"في الحقيقة أنا كنت قد تخرجت من كلية حقوق ولكن بصراحة لم أعمل بالشهادة وتجاهلتها من الأساس والأن أريد أن أعمل بها ولكنني تقريبا قد نسيت العمل وجئت اليوم هنا لكي أسأل الجامعة عن اسماء الكتب فقد نسيت كل شيء ورميت كتبي القديمة"

شعرت وكأنها كذبه فاشله نوعا ما ..
ولكن انطلت عليها !

"ولما تسأل الجامعة؟ أنا هنا في الخدمة"

ثم ابتسمت بلطف بينما أخاها واقف إلى جانبها يتفحص كل جزءِ مني ..

انطلقنا جميعا إلى منزلهما بعد أن عرضتُ عليهما أن أوصلهما وصعدت معهما من أجل الكتب وعندما دخلنا ألقت بسمة التحية على امها وقالت " أمي ،معنا ضيف"

* * *
نهاية
البارت
الخامس

الطوفانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن