ان صديق الجميع وحيد جدا..

94 6 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

* * *

بقيت جالساً امام عمارتهم ادخن السجائر ولا اعلم ما هي الخطوة التالية واذا فجأه اجد هاتفي يرن برقم مجهول

"مرحبا سيد ادم"

"مرحبا اوه بسمه! كيف حالك؟"

"انا بخير .. اممم لقد تفاجأت بعرضك الذي قدمته لي وانا في الحقيقة كنت افكر ان انتظم في دورات من هذا النوع ولكن جئت انت في الوقت المناسب متى يمكنك المجيء؟"

"الأن "

قلتها وانا مفعم الحماس فقالت لي بتردد :
"الان؟!..حسنا انا في انتظارك"

اخذت سيارتي ودرت حول المنطقة قليلا ثم اوقفت سيارتي امام المنزل فلم يعد التخفي مهم ونزلت منها متوجها للعمارة ولكن قبل ان اصعد..

سألت حارس البوابة قائلا :

"مرحبا .. بيت الأستاذ مختار بالطابق الثاني؟"
"نعم "

"حسنا ..اريد ان اسألك عن شيء هل ينزل يوسف مختار من المنزل كثيرا في العادة؟"

"في الحقيقة لا ولكن تأتي عليه فترات ينزل فيها كثيرا كل يوم تقريبا"

"بمعدل كم مره في الشهر؟"

"اممم مره كل شهر او شهرين يصبح فيها يخرج يوميا ثم يعود الى حالة السبات ثانيتاً"

"لقد فهمت.. شكرا"

"أنا في الخدمه سيدي"

صعدت الى منزل الاستاذ مختار ورنيت
الجرس ففتح لي فادي قائلا :

"مرحبا ايه الوحش"

ابتسمت وعبثت بشعره ثم دخلت فقالت بسمه :

"كيف حالك استاذ ادم ؟ تفضل بالدخول"

ثم ادخلتني في نفس تلك الغرفة اللعينة التاريخية المريبة فتغيرت ملامح وجهي قليلا وجلست هي لكن عندما وجدتني لم اجلس وقفت بسرعه وقالت :

"هل هناك شيء؟"

"الحقيقة انا لا احب هذه الغرفة .. مليئة بالتماثيل المريبة والاشياء الغريبة"

ضحكت وقالت :

"في الحقيقة انا ايضا لا احبها.. تفضل معي"

ادخلتني إلى غرفتها وابقت على الباب مفتوحا كانت غرفة عاديه بها سرير صغير في الركن ومكتب مرتب بعناية شديدة وتسريحة بينما في
وسط الغرفة كان هناك اريكه كبيره وطاولة امامها وعده كراسي مطبقة على الجدار فأشارت علي بالجلوس على الأريكة ثم سحب هي كرسي من تلك الكراسي ووضعته امام الطاولة وجلست فقلت :

"هذا افضل بكثير.. ولكن لماذا لديكي كراسي كثيرة في الغرفة؟"

"ان الكثير من صديقاتي يأتون لزيارتي دوما واقيم حفلات هنا في غرفتي فأحتاج لها"

"يبدو انك شخصية اجتماعيه جدا"

"في الحقيقة نعم.. ولكن اتعلم شيئاً..
ان صديق الجميع وحيد جداً"

ابتسمت ابتسامه مكسورة ونظره في عينيها لم اعتدها.. حقا! وحيدة! اذا ماذا عن يوسف!

"حسنا .. تحتاجين إلى الكثير من المعارف في حياتك الاجتماعية والعملية وهذه اول خطوة في الشخصية الناجحة والمؤثرة والواثقة"

"نعم اعلم ذلك"

دخلت والدتها ومعها فنجانين قهوة وطبق من البسكويت شكرتها فأومأت برأسها وخرجت

"يبدو ان والدتك امرأه طيبه"

"نعم بالفعل هي كذلك"

اريد ان اطيل في الحوار بقدر المستطاع فأنا ليس لدي أي شيء لأقوله بخصوص التنمية البشرية او هذه الخزعبلات!

"ولكني لم ارى يوسف كثيرا يبدو انه خجول"

"خجول ! امممم ربما .. هو لا يتحدث ولا يختلط بالمجتمع ابدا .. وحيد جدا"

"ولكنك اخته يجب عليكي ان تقتربي منه"

"اقسم لك اني حاولت الاف المرات وفشلت!"

يا إلهي كيف لي ان ادخل في حياة المتوحد هذا!

سمعت صوت الباب ينفتح ثم مضت ثواني فدخل يوسف الى هذه الغرفة بسرعة ويبدو انه
تفاجأ بوجودي بشده ثم وجه كلامه لبسمه بقسوة

"هل قمتي بطباعه الورق الذي طلبته منكي!"

قالت وهيا مرتبكه :

"انا اسفه سوف اطبعه في الحال"

ثم جريت إلى الخارج فرمقني يوسف بنظره فاحصة ثاقبة فابتسمت وقلت :

"مرحبا يوسف انا اسمي ادم لقد تكلمت عنك اختك وامك كثيرا عنك بالخير يبدو انك شاب رائع"

ضحك بخبث وقال :

" مزحة جيدة"

حسنا .. يبدو انه ليس سهل بالمره
"يوسف.. اجلس هنا اريد التحدث معك"

نظراته كانت قاتله! ما هذا الشخص!

تحرك بثقل شديد نحوي وجلس امامي بحذر وقال بحدة :

"ماذا هناك؟"

* * *

نهاية
البارت
الثامن

الطوفانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن