هؤلاء البشر هم أكثر الناس الذين يمكنهم البوح..

150 10 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

* * *

كيف لي أن أبدأ الطريق الأن!

ولكن لست متأكد من أنهم سوف يتركوني وشأني بعد أن أقوم بمهمتي!

على كل حال أفعل ما أمرت به فحسب..

بدأت العمل من هذه الدقيقة فأنا أريد أن أنهي هذا الشيء سريعاً ، ذهبت إلى جامعة الفتى وانتظرت بالخارج حتى رأيت الشخص الذي يشبه من أعطوني صورته ..

وكما توقعت كان عابس الوجه ويمشي وحيداً فتبعته حتى وصل إلى كلية أخته كانت قريبة ولكنه توقف فجأة وتلفت يميناً ويسارا .. ما هذا الهراء ! هل شك في شيء؟!

ماذا بك يا آدم هل فقدت مواهبك!!

تابع الشاب طريقة ثم وضع يده في جيبه ونظر إلى فتاة كانت واقفة في وسط جماعة من
من الفتيات وكانت تضحك وتمزح أعتقد أن نظراته لها كانت نظرات حسد ..

تحرك بقربها قليلا حتى رأته ثم أشار إليها بالمجيء فودعت أصدقائها وذهبت إليه..

كانت فتاة قمحية البشرة عيناها سوداء ملابسها عادية وشعرها بني طويل ولا تضع مساحيق التجميل التي تضعها بقية الفتيات إنها عادية بمعنى الكلمة ولكن هناك شيء لا أعلم ما هو يجذب المرء إليها!

"لم تتأخر اليوم كعادتك يا يوسف"

هكذا قالت أخته مداعبة فلم يجبها فقالت :

"الجو جميل اليوم ما رأيك أن تأخذني إلى خالتي فقد قالت لي أمي أنها مريضة قليلا"

أومأ لها بالموافقة فقالت بمرح :

"ألن تسلم عليها معي؟"

"لا"

قالها بكل عنف ورفض فعبست أخته وتابعا الطريق بدون أن يتكلما..

فدخلا عمارة متوسطة الطول تقريبا 6 طوابق وألقيت الفتاة السلام بمرح على رجل عجوز جالس لحراسة العمارة بينما دخل أخوها بدون أن ينظر إلى الرجل حتى ..

جلست على كرسي عام بعيد عن منزلهم قليلا واخرجت سيجارة واشعلتها وقلت لنفسي بصوت مسموع :

"تناقض فظيع!!"

فنظرت إلي أمرأه عجوزة كانت جالسة في اخر الكرسي برعب فقلت لها :

"إذا سمحتي.. إن كان لديك ابن شاب انطوائي ويرفض البوح بأي شيء كيف سوف تتعاملين معه؟"

أطمئنت قليلا وقالت ببساطة وبدون تكلف :

"يا بني إن هؤلاء البشر هم أكثر الناس الذين
يمكنهم البوح بكل شيء في لحظه ولكن عليك أن تختار اللحظة المناسبة إنهم أصبحوا هكذا فقط لعدم شعورهم بالأهمية من جهة أي شخص، أشعرهم بالأهمية وأشركهم في مشاكلك وأسرارك وسوف ينطلقون في الكلام معك"

"معك حق في كل حرف"

ابتسمت وقالت باستغراب :

"ولكنك صغير على أن يكون لك ابن شاب "

نفثت دخان سيجارتي ثم رميتها ودعست عليها بقسوة فتغيرت ملامحها إلى الخوف مره اخرى
فوقفت ووضعت يدي في جيبي وقلت وانا انظر نحو الطريق الطويل الغير منتهي :

"معك حق.. أنه مجرد قريب لي"

ثم رحلت..

ظللت احوم حول العمارة ولكن بدون ان اثير الشبهات منتظرا احدهم ان يخرج ..

وبعد غروب الشمس خرجت بسمة ومعها اخاها ولكنهما استأجرا سيارة اجرة وأنا لم يكن معي سيارتي فاضطررت لان اتبعهما بسيارة اجرة ايضاً ..

فوصلنا إلى منزل خالتهما نزلت الفتاة ودخلت العمارة بينما تابع أخاها مع سائق الأجرة فتبعته حتى وصل إلى مقهى للأنترنت ودخل فيه..

مهلا لحظه! إن على حسب المعلومات التي جاءتني عن كونه شاب بارع في الاختراق وغيرها يبدو لي أنه يجب أن يكون لدية حاسوبه الخاص!

لماذا يجلس في مقهى للأنترنت إذا !!

دخلت بعد ان تأكدت أنه لا يراني ثم سألت صاحب المقهى إن كان قد شاهد هذا الشاب من قبل
فأكد لي انها المرة الاولى التي يراه فيها فخرجت وشققت طريقي نحو منزلي وانا افكر..

يبدو انه غير معتاد على الذهاب الى المقاهي او هذا المقهى على وجهه الخصوص ولكن لما ذهب اليوم!

قطع حبل افكاري توقف السيارة وطلب صاحبها المال فدفعت وتوجهت إلى مواقف العمارة واخذت سيارتي وانطلقت مسرعا نحو منزل خالة بسمة وانا في الطريق اتصلت بساندي

-بعد ان فكرت في هذا الأمر كثيرا-

"مرحبا ساندي اسمعي اريد منك الذهاب إلى مقهى إنترنت في شارع (....)
اريدك ان تصدمي أي سيارة في ذلك الشارع وتسببي ازدحام مروري وتكاليف ما سوف يتلف من سيارتك سوف ادفعها"

توقفت اسفل العمارة منتظرا ان تنزل بسمة وقد كانت الساعة العاشرة مساءً وبالفعل نزلت وبدت متوترة وخائفة فمنزل خالتها كان في منطقة بعيدة وهادئة وبعد مرور فترة من وقوفها وتأخر أخيها اقتربت بسيارتي منها وقلت :

"هل تسمحين لي أن أقوم بتوصيلك؟"

* * *

نهاية
البارت
الرابع

الطوفانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن