حياته كانت رائعة ، مثالية ، أقرب للكمال ... كان شابا نشيطا ، وسيما ، محبوبا وناجحا في عمله ... وكانت له حبيبة كالملاك ، آية من آيات الجمال في الكون ، تحبه ويحبها أكثر من أي شيء في حياته ... ولكن ... يد الشر الغادرة لم تتركه لحاله ولحياته المثالية ، حطمت أحلامه .. كسرت طموحاته .. سلبته أغلى ما يملك .. انتزعت منه البسمة والفرحة و السعادة ، وحولته إلى رجل قاس لا يعرف في حياته سوى الأشرار و القتل والعنف ... رمته في بئر مظلم لامفر منه ولا خروج أو تراجع فيه ... أوصلته إلى ......... نقطة اللاعودة ! ..
هدوء يعم المكان ، كل شيء ساكن و الناس يتحركون بشكل طبيعي ... فجأة ... تعالت أصوات صفارات الإنذار في البنك المركزي بالمدينة ، معلنة عن وقوع حالة سرقة ... وإذا باللصوص الملثمين يخرجون مسرعين من المدخل الرئيسي للبنك وهم في حالة ذعر و خوف بسبب اكتشاف أمرهم ، ركبو سيارتهم حاملين مبلغا طائلا من الأموال المسروقة ، وانطلقو بأقصى سرعة هاربين من الشرطة التي ظهرت من العدم و بدأت تلاحقم ... استمرت المطاردات بينهم مدة من الزمن و أولئك اللصوص يدخلون شارعا ويخرجون من آخر بنية تضليل الشرطة عنهم وفعلا نجحو ، ولكن بفعل تبادل إطلاق النار الكثيف بينهم ، انفجر الإطاران الخلفيان للسيارة ، لذا ... وبعد بضعة دقائق ، وبعد أن نجحو بتضليل الشرطة ... اضطرو لإيقاف سيارتهم والترجل منها ، وبسرعة كبيرة وقفو في طريق مسير إحدى السيارات الخاصة واستولو عليها وأجبروا صاحبها على القيادة بهم بعيدا عن الشرطة ...
اللص موجها مسدسه إلى رأس السائق الشاب مهددا إياه بعد ما ركب هو واصدقائه معه بسيارته : اسرع بالقيادة بنا من هنا بسرعة قبل أن أفرغ محتوى هذا المسدس في رأسك !!
الشاب بذعر : ولكن .. ماذا يحدث هنا ؟! ، من أنتم ؟ ، وماذا تريدون منا ؟!!
اللص بعصبية : لاتطرح الكثير من الأسئلة ياهذا !!! ، فقط قد بنا بسرعة عن هذا المكان وأنت مغلق الفم وإلا سيكون هذا اليوم آخر أيام حياتك !!
الشاب : أرجوكم لا !! .... كما ترون لدي زوجة وطفلة هنا ...
اللص : إذا قد بسرعة وأنت صامت ..
وفجأة يسمعون صوت صفارات الشرطة من أول الشارع ، فيقول اللص للشاب بغضب عارم : قد بسرعة من هنا هيا !!!!!
وبردة فعل خائفة ينطلق الشاب بهم بأقصى سرعة ويقود كالمجنون بين السيارات ، خوفا من ذلك المسدس الموجه صوب رأسه ، وذلك المسدس الآخر الموجه صوب زوجته المذعورة وطفلته التي ترتجف خوفا وتحتمي بصدر والدتها ...بينما على الجانب الآخر اكتشفت الشرطة أن اللصوص تركو سيارتهم واستقلو سيارة خاصة أخرى غيرها ، وبفضل جهودهم استطاعو معرفتها واللحاق بها ... دامت المطاردات مدة من الزمن ، وكانت الشرطة على وشك فقد أثرهم وإضاعاتهم ...
ثم ... وكالصاروخ الملتهب ، وحيث كان يقود بين السيارات الكثيفة بكل سلاسة على دراجته النارية وبسرعة صاروخية ، تمكن من استباق عناصر الشرطة و الاقتراب من سيارة اللصوص قدر الإمكان ... بدء تبادل إطلاق النار من جديد بين اللصوص و سائق الدراجة ذاك ، وهو يتفادى رصاصاتهم الطائشة بكل براعة ... إلى أن تمكن أخيرا من إصابة إطاراتهم وثقبها ، مما أدى إلى توقف السيارة وركنها جانبا ... استوعب اللصوص ماحدث ، فهمو بالترجل من السيارة مسرعين علهم يستطيعون الإفلات منه ، ولكنه كان الأسبق ... وصل إليهم وترجل عن دراجته النارية ، وبكل احتراف وسرعة أصاب أحد اللصوص الثلاثة برصاصة بكتفه والآخر بقدمه مما أرداهما صريعين الألم والدماء تنزف منهما بغزارة ... أما اللص الثالث فحاول تصنع القوة وهجم عليه ليضربه ..
تبادل الإثنان الضربات فيما بينهما ، حيث كان الشاب يتجاوز لكمات اللص ويتفاداها ببراعة ، بينما اللص ينال نصيبه من لكمات وضربات ذلك الشاب إلى أن أدماه وارداه أرضا فاقدا للوعي ...
وصلت عناصر الشرطة وأخيرا و اتجهو نحوه مسرعين ، وهو واقف يلهث وينظر لكل من اللصوص الثلاثة بغضب و قسوة ....
أحد عناصر الشرطة : اوه .. محقق كيوهيون !! ، شكرا لتدخلك في الوقت المناسب وإلا لكنا فقدنا أثرهم ونفذو من قبضة العدالة
نظر له كيوهيون ببرود وفضل الصمت ، تناول مسدسه الذي رمي أرضا عندما كان يتقاتل مع اللص واتجه نحو السيارة ، فتح باب السائق حيث كان يجلس الشاب مذعورا هو وزوجته وطفلتهما المسكينة وهو يشد قبضته على المقود بيدين مرتجفتين وعينان متوسعتين على آخرهما ....
كيوهيون بصرامة وبرود : ترجل من السيارة ..
لم يجبه الشاب فهو مازال تحت تأثير الصدمة ، فجره كيوهيون من ملابسه إلى خارج السيارة ودفعه عليها بقوة ، أخرج الأصفاد المعلقة بخصره وقام بتقييد يديه خلف ظهره ...
الشاب : ولكن ... ما الذي فعلته حتى تعاملوني هكذا ؟!! ، أقسم لكم أنني لم أفعل شيئا ... هم من أوقفوني واعتدو علينا وعلى سيارتي ..
كيوهيون باستغراب : عليكم ؟!
الشاب : نعم ... أنا وزوجتي و ابنتي ...
دفعه كيوهيون باتجاه شرطي آخر وقال له : خذه إلى مركز التحقيق ..
ذهب إلى الجهة الثانية من السيارة وفتح الباب لتظهر أمامه تلك الخائفة وطفلتها التي تعانقها وتبكي بصمت ....
كيوهيون : أخرجي بسر......
شلت الصدمة لسانه ... ضاعت الكلمات منه وهربت ... لم يصدق عيناه ...
ترجلت الفتاة وهي ترتجف : أرجوكم ... أنا وزوجي لم نرتكب أي خطأ ، أولئك اللصوص هم من اعترضو طريقنا ... لاذنب لنا فيما حصل ..
كانت تنظر له بعينين خائفتين ممتلئتين بالدموع ، بينما يقابلها بنظراته المصدومة عاجزا عن التفوه بأي كلمة معها ... قاطع تحديقهما ببعض تدخل شرطي آخر وسحبه لها من ذراعها وهي تحمل ابنتها : تعالي معي ..
الفتاة : إلى أين ؟
الشرطي : إلى مركز التحقيق ..
الفتاة : ولكن ... ماذنبنا ؟
الشرطي : ستعرفين هناك كل شيء ... هيا و بدون أسئلة ..
غادرت من أمامه وعيناه معلقتان بها وقلبه يكاد يخرج من مكانه .... وهو يتمتم في نفسه "هل ما أراه حقيقة أم أنني أتخيل ؟!!!!"
أنت تقرأ
قمري الضائع
Acción"أحببتك إلى أن يفنى الحب .. تبعت خطاك و عانقت جنون الدرب .. فقط لتكوني لي في النهاية تحملت كل شيء صعب .. كنتي شريكة عمري و قمري في ليلتي .. كنتي حلاوة السعادة التي تذوقتها و كنتي لي كل أسرتي .. و لكن سعادتي لم تدم ، ظلمني الشر و زاد عتمتي .. سحبتي م...