الجزء الثالث و الأخير

330 21 13
                                    

- كيرا ... لقد حصلت على عنوان مقر العصابة الإجرامية التي اختطفت سومي منذ 4 سنوات وأخيرا ، وقمت بإرسال العنوان إليك في رسالة نصية ... أحضري معك دعما كبيرا إلى هناك ، سأسبقكم ... لا تتأخري ....
- كيوهيون !!! .. أيها المجنون ، هل تعي ما تقول ؟!!! ، هل ستواجه العصابة لوحدك ؟!!!! ، انتظرنا على الأقل ............(صوت انقطاع الخط) ..... كيوهيون !!!! ... الو ... كيوهيون !!!!!! .... تبا لغضبك وتسرعك !!!

أجرى كيوهيون هذه المكالمة السريعة لكيرا وهو يقود سيارته بسرعة جنونية بعد أن حصل على العنوان من السجين الذي استجوبه سابقا ، بعد أن عرف عنوان العصابة وبعد وقت وجهد طويل على مر السنين ..لم يحتمل تأخير الأمر أكثر من هذا ، حياة الكثيرين تتوقف على إلقاء القبض على اولئك المجرمين الخطيرين ، ومن بينهم .... سومي ..... أو ..... هيورين .... بالنسبة له هما وجهان لعملة واحدة ، إسمان لشخص واحد .. شخصيتان رسمتا لمحبوبة واحدة .. إنسانة وحيدة تمكنت من قلبه القوي ، قلب ذلك المحقق المجالد الذي لايعرف اللين ... جعلت من قلبه طفلا رضيعا بحضورها وبين يديها أصبح إنسانا آخر ، قد يبيع الدنيا ومافيها لإرجاعها لأحضانه ولقلبه ولحياته من جديد ... زوجته .. حبه .. عشقه .. ملاكه .. قمره الضائع ....

وصل أخيرا إلى المكان المطلوب ، لم يكن المكان بعيدا كثيرا عن المدينة .. كان على أحد أطراف الطريق العام ، ولكنه كان أيضا متوغلا داخل تلك الغابة الصغيرة وتحيطه الأشجار من كل الجوانب بكثافة ، ما كان أحد ليصدق أنه يوجد هنا أي مقر لأي شيء كان في مكان منعزل عن صخب المدينة حوله بتلك الطبيعة ...
تغلغل أكثر وأعمق ماشيا على قدميه بعد أن ركن سيارته بعيدا بغية عدم لفت الأنظار ، وبعد دقائق .... شد انتباهه ذلك البناء الغريب ، يبدو أشبه بالمستودع القديم و الأشجار والأعشاب تعانق جوانبه ، والحشائش المتعلقه بجدرانه التي تعطيه طابعا مهجورا بعض الشيء ، لن يصدق أي عقل بشري أنه يتم هنا التخطيط لأكبر الجرائم وأخطر السرقات ، وتدمير حياة أكثر الناس براءة ..
تفحص بعينيه الحذرتين المكان جيدا ... 4 من الرجال المسلحين يحرسون المكان في مناطق متفرقة ، و 5 آخرون يتجولون في الداخل .. هذا حسب ما استطاع استطلاعه من خلال النوافذ الزجاجية المحيطة بالمكان ، لم يهمه كل هذا ، أخرج منظاره وتعمق في مراقبته ليرى رئيسهم ... مبتغاه ... وضالته ، جالس وراء مكتب صغير في المنتصف و بجانبه خزنة صغيرة .... فضوله و حدسه التحقيقي يخبره بأن الترياق الذي يبحث عنه موجود بداخل تلك الخزنة .... أنزل المنظار من على عينيه ، أغمضهما ... وتذكر حبيبته سومي ، تخيلها بين احضانه ويستنشق عبيرها ويغمرها بدفئه بعد كل هذا الغياب ... فتح عينيه ونظرة تحد وثقة وإقدام اكتست ملامحه الجاده ..... أخرج مسدسيه من خصره ، تأكد من ذخيرة الرصاص بهما ، لقمهما .... ثم تنفس الصعداء وقرر مواجهة الموت لوحدة ، ولن ينتظر كيرا وفريق الدعم معها ... حياته وعودة الماضي الجميل الذي سلب منه عنوة وغصبا وكل الأحلام الوردية التي كان سيعيشها معها متوقفة على دخوله لهذا المكان .... بالأحرى ، متوقفة على تلك الخزنة تحديدا ....

قمري الضائعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن