الفصل السابع
-" سوف نقوم اليوم باقتلاع إحدى الأشجار."
قالها لوك وهما بسبيلهما إلي تناول وجبة الفطور. كاد مظهر الإحساس بالحماية والأمان البادي علي صفحة وجه راشيل المنتعش المغسول، وتلك الشفاه الوردية بلا أحمر شفاه أن يذهب بعقل لوك في الليلة الماضية، استجابت له كما تستجيب الفراشة لضوء النيران. أما هذا الصباح، وقد غادرت فراشها لتوها، فهي تبدو فاتنة لأقصي حد. لو لم تتحرك سريعاً، لو لم تفعل، لقبلها مرة أخري.
لم تكن راشيل كارستيرز تمتلك ملكة المراوغة والتسليم بحساب، قطرة قطرة. لقد شعر منها بالاستسلام والتسليم المطلق في قبلاتها. والآن ، كانت مستعدة للبقية استعداد جوردي لقطعة لحم شهية.
كان عليه أن يري أنها لم تتخلص من التفكير في ذلك بعد.
رفعت راشيل رأسها إليه:
-"شجرة؟ شجرة أعياد الميلاد؟"
أوضح لوك:
-" كان كريس وروب يرغبان في أن يكون عيد الميلاد الأول في حياة جوردي شيئاً مميزاً. سنضع شجرة وأنوار ولكن ليس كالحفلات المعتادة. أبي عمل بنصيحتي وحجز في أحد الرحلات البحرية أثناء العطلة. إنه شيء يسعده وقد يعينه علي اجتياز تلك المرحلة. لقد عرض أن يأتي لزيارتنا، لكن حالته ستسوء إن فعل. أنا أخبرته أننا سنقوم بزيارته في أريزونا بمجرد عودته حين يحل موعد العام الجديد."
عندما استعمل لوك " إننا " هل كان لسياق الحديث، أم أنه يضمنها في كلامه؟ رعشة برودة خفضت من نظرات راشيل فجعلتها تنظر لأسفل، وارتعشت عندما تذكرت قبلة الأمس . هل كان ما حدث مجرد تجربة، أم كان شيئاً جاداً.
سهاد ،تساؤل حتى منتصف الليل، لم يشف أي من هذا راشيل فيجيب علي تساؤلاتها.
-" هل يمكنك الاستعداد لنرحل بعد ساعة؟"
إيماءة عينيه أخبرتها أنها تحلم وهي مستيقظة أمامه، وأحست راشيل بالدم يندفع فيدفئ صفحة وجهها.
-" سوف نأخذ معنا بعض الأطعمة الخفيفة للغداء، علي أن نعود في الرابعة."
-" وماذا عن أعمالك؟"فجأة، أصبح اليوم بقوس قزح، وألوانه. رحلة غداء في الهواء الطلق بصحبة لوك.
انتابت أفكارها رجفة. كانت تريد أن تذهب. وكانت لا تريد.
-" كل شيء معد. جهزت إناء حفظ الماء الساخن من الثالثة صباحاً، وبعثت برسائلي عن طريق الكمبيوتر إلي العمل. كما أني غير مرتبط بشيء بقية الأسبوع لأعينك علي رعاية جوردي."
لم تكن راشيل واثقة في أن عدم ارتباطه بشيء كان نبأ سعيداً علي أية حال. تريزا زوجة جوان، جاءت كعادتها في الثامنة. ديفيد صغيرها ، تحسنت حالته اليوم فذهب إلي المدرسة
-" إنه يحب أن يخطو خلال جدول الماء الموجود بالقرب من الدار. وقد كان الطقس في غاية البرودة مؤخراً."
أخبرت كلا منهما، ثم أخذت ترفع جوردي إليها لتحتضنه وتقبله.
-" لا بد أنه قد أصيب بالبرد."
أنبأها لوك عن رحلتهم من أجل قطع الشجرة، فأومأت برأسها.
-" إنه يوم جميل حقاً للخروج والانطلاق. يقال إن الحرارة ارتفعت اليوم. لا تخشي شيئاً. سنقوم أنا وماري بكل شيء هنا."
-" أستطيع أن أبقي..."
عارضت راشيل وقد فوجئت بتلك المعارضة التي صدرت عنها.
-" بالتأكيد لا."
قالتها تريزا بدهشة.
-" إنك بحاجة إلي الخروج إلي الهواء النقي. ماري ستكون هنا في التاسعة، وهذه هي فرصتي الوحيدة للانفراد بجوردي."
عندما استعدا للرحيل، التقط لوك سلة الغداء من فوق المائدة. متى وجد الوقت ليجهز ما جهز؟ هل كان يطعم جوردي فطوره، بينما يجهز هذا الغداء لهم؟ ولم تفته تلك النظرة الحنون التي ألقتها راشيل علي جوردي في حين بدا الأخير متلهفا عليهم عند الرحيل. أدرك الطفل ذو الشهور العشرة أنهما سيتركانه خلفهما ويذهبان.
-" لا تخافي،" أكد لها لوك وهو يحتضن جوردي ويقبل خده، " فهذه هي دموع التماسيح. إنها لا تدوم لدقيقتين. إنه يحب تريزا."
-" ربما وجب علي أن أبقي؟ فإن الروماتيزم الذي أصاب تريزا....."
-" إنها بخير"، قاطعها لوك بجدية،
-" لقد سألتها عنه وقالت إنها ستكون بخير مع ماري. لقد اتصلت حنا عندما كنت بالحمام واقترحت أن نقوم بتسييح أحد أواني الطعام التي جمدتها لنا في الفريزر للعشاء. ليس هناك ما يجب علي تريزا أن تفعله سوي مراقبة جوردي."
ولف ذراعه حول كتفي راشيل ثم أدارها تجاه الباب.
-" إنك تستحقين يوما إجازة بعد كل ما حدث لك بالأمس. هيا بنا."
لم يسمح لها بحمل البلطة ولا سلة الغداء. وبصعوبة استطاعت أن تحمل عنه المفرش، فاحتضنته وضمته إليها. ورغم ذلك لم تنطفئ شعلة الإثارة بداخلها، تلك التي تشعرها أنها توشك علي القفز من ارتفاع شاهق. بعد نصف ساعة كانوا وسط تلك الغابة الصغيرة. توقف لوك قليلا وأخذ يدرس المكان من حوله ثم أخذ نفساً عميقاً، وحذت راشيل حذوه . إن التلال تضفي مظهراً رائعاً اليوم.
-" حاذري في خطواتك" ، حذرها لوك ، " فهذا المنحدر يزداد عمقاً، وتلك الأزهار والنباتات تغطيه فلا يكاد المرء يراه."
أنت تقرأ
الايمان الامل والحب
Romantikالايمان الامل والحب منذ أن وقعت عينا "لوك" علي " راشيل كارستيرز " بدت أمامه رقيقة يخشي من نسمات الهواء أن تطيح بها ...... كان وجهها البادي أمامه يشبه وجه طائر غريد ، وكان يشعر أن أعصابه تكاد تحترق ... كان يعلم أنها لا تسعي وراء المال ... تلك المرأة...