الفصل الثامن

1.7K 51 0
                                    

الفصل الثامن
شرعت ماري تتولي أمر الطفل، وأصبحت راشيل لا يشغلها شيء بقية هذا الصباح. إنه دائما من الصهب أن تترك جوردي، غير أن الاستيلاء من المرأة لم يكن عدلاً أيضاً . بهذه الطريقة ستقل حدة افتقاد جوردي لها عندما ترحل. خرجت إلي تلك الحجرة المشمسة ، توقفت لدقيقة ولتشاهد تلك الشجرة وقد تم تزيينها ووضعها في أحد أركان حجرة المعيشة. غمر شعور منعش نقي أرجاء الدار.
لقد انتزع جوردي الضحكات من كل من بالدار عندما أخذ يقلدها وهي تأحذ أنفاساً عميقة، انتزع منهم الآهات.

قامت انجيلا وأخوها الأصغر ديفيد، بتزيين الشجرة بعد انتهاء المدرسة بالأمس. الكرات البيضاء والشرائط الفضية زادت من مظاهر العظمة والقدسية في نظرهما ، لتلك البساطة التي تميزهما . فغالباً ما تضفي أعياد الميلاد مظاهر الغموض تحت أقدام الشجرة ، بالآضافة إلي العبق الخاص لهذه المناسبة.
-" أتعلمين أين يوجد لوك؟ "
سألت تريزابعفوية. فهو لم يظهر علي الفطور، فاعتقدت ببساطة أنه قد يكون يعمل في مكتبه. لكنه شيء غير عادي ألا يأتي لتناول قدحه المعتادمن الشاي.
-" إني لم أره منذ وضع جوردي في كرسيه العالي ذي العدادات هذا الصباح. "
ردت تريزا بهدوء. ولأول مرة هذا اليوم تلاحظ راشيل كيف بدت علي المرأة المسنة عن علامات الضغط العصبي والانشغال. لكن لوك يختلف عنه.
-" هل تظنين أنه قد يكون بالمزرعة ؟ "
وفكرت تيريزا لدقيقة ثم قالت:
-" لا. لا أعتقد ذلك. يوجد العديد من الناس هناك . لو أنه روب لكان ذهب إلي هناك إن أحس بالضيق . كان دائماً يحتاج أن يشارك العمال في أعمالهم إن كان هناك ما يكدره، لكن لوك يختلف عنه. إنه يبحث عن الأماكن الهادئة."
-" وهل هناك ما يكدره؟ "
ونظرت تريزا عبر نافذة المطبخن
-" إن اليوم الرابع والثلاثين لميلاد روبي."
-" أين يمكنني أن أجد لوك ؟ "
لم تستطع راشيل أن تخفي تهدج صوتها وهي تسألها. كانت تريزا ستقوم بأعمالها في المطبخ ، ثم كان عليها أن تنزل إلي سانت باربرا كي تشتري أزهاراً. لكن حقيقة اختفاء لوك كحيوان جريح جعلت راشيل تخاف بشدة أن يجري بعيداً ليختبئ، لا بد أن حزنه مدفون في أعماق روحه . يجب أن تذهب إليه.
قالت تريزا ببطء :
-" هل تتذكرين البقعة التي اقتطع منها شجرة عيد الميلاد ؟ بعد هذه المنطقة هناك طريق يؤدي إلي قمة جبل جاسبر. " واضطربت شفتا المرأة ثم واصلت . " بهذا المكان توجد مقابر الأسرة. أعتقد أنه قد يكون هناك. "

يبدو الطريق طويلاً عندما يذهب المرء وحيداً يمشي فيه . كانت راشيل ترتدي سترة فوق السويتر. جعلت الرياح الحرارة تنخفض بوضوح وبدت السماء بمظهر يتناسب مع المناسبة . مرت بتلك المنطقة الخضراء التي كانوا يجلسون بها. انتابتها الظنون والخواطر وهي تشق طريقها صاعدة إلي القمة.
هل كانت تفعل شيئاًً صحيحاً بإقحامها لنفسها علي لوك بهذا النجو ؟ لكنها أخذت تواصل طريقها و أخذت تطيع خواطرها وظنونها كالعمياء . توقفت راشيل عند مدخل المقابر وقد انتابتها الدهشة. كانت في غاية الأتساع، يحيط بها سياج من الخضرة بارتفاع ستة أقدام من جميع الجهات. فقد تفتحت ورود ديسمبر في كل مكان ، توحي ألوانها بالخلود بدلاً من الموت. لو لم تكن تلك الورود قد جعلت لحجارة المقابر ، لاقتطفت منها حزمة تجعل منها ما يشبه الواحة الغناء . أخذت راشيل تنقل بصرها بين مقابر عتيقة وأخري جديدة البناء، ثم رأت تلك المقبرة العريضة من الرخام الأبيض. مقبرة واحدة. يبدو أن كريس وروب لم يفترقا حتى في مثواهما الأخير. كانت الزهور التي قد قطغت لتوها تغطي المقبرة، وتخبرها أن أصحاب باقي المقابر الذين يرقدون بالمكان قد أخذوا نصيبهم من التبجيل والأحترام أييضاً اليوم.

الايمان الامل والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن