وجاء الصباح ... وجاء الميعاد ...ودخل محمود على الدويني في مكتبه .... قام الدويني من مكانه ليحيي محمود ضاغطا على يديه بقوة ..ثم جلس إلى جانبه في الأنتريه الجانبي ... ومحمود شاحب الوجه من القلق ....
الدويني : على فكرة يا محمود ... إنت إبن حلال ...وكويس إن ربنا وقّعك في إيد واحد زي بيخاف ربنا ...
يسمعه محمود بإهتمام شديد منتظرا أن ينهي كلامه ....
الدويني :( يستأنف) الطبق طلع قيم جدا ....من بقايا القصور القديمة ... عمره حوالي ميتين 200أو تلتوميت300 سنة ... لكن أنا كنت شاكك في نوع المعدن المصنوع منه ... وعالجته عندي بمواد كيميائية خاصة ....
ثم قام واقفا وإتجه إلى دولاب التحف الجانبي وفتحه بالمفتاح الخاص به ... وتناول طبقا براقا ذهبي اللون مليء بالزخارف والنقوش ... ثم وضعه على المكتب ...
وقال لمحمود : عارف الطبق ده ؟؟ ... شفته قبل كده ؟؟...
محمود ينظر للطبق بإستغراب .. إنه يبدو مثل طبقه .. لكن شكله أصبح مختلفا جدا ...معقول ؟؟؟...
محمود : ما شاء الله يا باشا ... ده شكله بقي حلو قوي ... تسلم إيدك يا باشا ...
الدويني : عارف يا محمود الطبق ده مصنوع من إيه ؟؟؟
محمود : (برهبة وتوتر) من إيه يا باشا ؟؟؟
الدويني :( بتأثر في صوته) الطبق ده من الدهب الخالص يا محمود ... عيار 24 ... ده تمنه لوحده دهب بس ييجي نصف مليون جنيه ...لكن ده كمان تحفة أثرية ... وإن شاء الله ح أبيعهولك في مزاد .. وأجيبلك فيه أضعاف التمن ده ....
إشتد إحمرار عيني محمود.... وبدأت دموعه تنهمر على ملابسه ... وهو غير مصدق أنه لا يحلم ... لم يجد شيئا يقوله ...ظل ينظر للدويني تارة وإلى الطبق تارة أخرى ليتأكد أنه ليس حلم .... وقد عجز تماما عن الكلام ...
الدويني : مبروك عليك يا محمود ... إنت إبن حلال وتستاهل ... بس أنا باخد نسبة مش سهلة ... وإلا إيه ؟؟؟
محمود ينقض على يد الدويني يقبلها ...
الدويني :( يسحب يده بسرعة) .. إستغفر الله يا محمود ... ده كله رزق ربك ... يرزق من يشاء ...
أنت تقرأ
الباشا الغلبان
Spiritualقلوب الناس حائرة بين ما تراه عيونهم وتشعر به ضمائرهم .... وإختل ميزان العدل .....لكن الأيام تحكم بين الناس بمشيئة الخالق .....ويعلم البشر من هو القوي ... ومن هو الغلبان ...قصة من 9 أجزاء .
