بين اليأس والرجاء

73 6 0
                                    


وفي اليوم السادس ... حيث إقترب وصول الدويني ....ذهب ليطمئن على الطبق كالمعتاد ويمني نفسه بقرب الميعاد .... فوجد مفاجأة مذهلة بإنتظاره .....لقد إختفى الطبق ... يا للمصيبة ...ظل واقفا مكانه في حالة وجوم غير مصدق ما رأى ... وبعد ما خف تأثير الصدمة قليلا بدأ يبحث عنه حول المكان ... فربما ألقاه من أخذه هنا أو هناك ...لكنه لم يجد له أثر .... لا حول ولا قوة إلا بالله : قال في سره ....

ثم إنصرف ليجلس في كشك الأمن حزينا ... وأخذ يحدث نفسه : يا الله.... ما فيش نصيب ....يا سيدي ... تلاقيه حتة طبق مصدّي ما لوش لازمة ... وإنت مكبر الموضوع عالفاضي ... ما تزعلش نفسك .....لكن هذا الكلام لم يستطع أن ينسيه الموضوع ... وظل يشعر بالحسرة وقلبه مجروح ....

وعاد إلى بيته يومها حزينا ....لا يستطيع أن يخفي أثار الحزن على وجهه ...حاولت أمه أن تعرف ماذا حدث له ... لكنه إحتال عليها بقصة مختلقة عن أحد السكان الذي تعارك معه في العمل ... وصدقت ....

وعاد محمود إلى روتين حياته ... وذهب إلى عمله في اليوم التالي ...وبينما يمشي ببطء محبطا داخل المدينة التي يعمل بها متخذا طريقه نحو موقعه في الحراسة ....وجد مجموعة من مزارعي حدائق المدينة يلتفون حول طعام الإفطار .. مفترشين إحدى الحدائق ... يجلسون على الحشيش ... يعرفون محمود ويعرفهم ... ألقى عليهم تحية الصباح ... ردوا التحية بحرارة ... ودعوه دعوة ملحة أن يتناول معهم الفطار ... شكرهم رافضا العزومة .... أقسم أحدهم عليه أن يأتي ... وقال محمسا : ده الفول طازة وسخن زي اللوز ... والطعمية لسة طالعة دلوقتي من الزيت ....تعال بس يا محمود ...

ضعف محمود أمام إغراء رائحة الطعام الطازج ... فهو بالفعل لم يفطر تقريبا ... ومن أين  يأتي بالشهية بعد ما حدث ؟؟...وإتجه نحوهم ليشاركهم الطعام ... وعندما جلس بجانبهم ... هاله ما رأى !!! ... إنه طبقه... يضعون الطعام عليه بأكياسه وعلبه ... يا لها من مفاجأة ...وبدأ محمود يأكل بشهية ... فقد وجد طبقه أخيرا ... كيف أتيت إلى هنا ؟؟ ... أخذ يفكر وهو يأكل ... لابد أن أحدهم عثر عليه وهو يعمل .. ثم إستخدمه هكذا .. لكن ربما يطمع فيه ...ويريد أن يأخذه معه بعدما يفرغوا من الطعام ....وأخذ يفكر في حجة تجعله يتنازل له عن الطبق ..

بدأ المشاركون في الأكل يشبعون واحدا تلو الآخر ... ويتركون الجلسة متجهين لعملهم ... حتى لم يبق سوى محمود والطبق ...فقد تظاهر بالجوع الذي جعله يطيل في تناول الطعام .... 

إبتسم محمود وهو ينظر إلى الطبق ... وأخذ يتعجب من تلك الصدف التي تعيد له الطبق مرة أخرى ... وبينما ينظف الطبق في خشوع .. دعا الله أن يرزقه فيه رزقا طيبا ... 



الباشا الغلبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن