:::"و لا زال البحث عنها قائمًا ، هناك توقعات تقول بأنها خُطفت لخارج حدود المنطقة و لذلك لم يتم العثور عليها داخل محيط القرية ، بل ستتوسع عملية البحث أكثر و التي ستتم في مناطق معينة في الولايات المتحدة الأمريكية المحيطة بمكان إختفائها"
حملتُ جهاز التحكم و غيرت القناة بضيق ، لأنني أحمل الهمّ و الغم بداخلي في كل مرة اسمع سيرتها ، هذه الفتاة المتهورة و التي لا تضع خطة او هدف في حياتها بأكملها و لا تكترث للمستقبل ، تعيش اليوم بكل تفاصيله التي تصنعها دون الاهتمام ليوم غد ، هي مغامرة و فضولية لدرجة لا تُطاق ، دومًا ما ترمي بنفسها على كل امرٍ خطير و سيء من اجل المتعة .
الصديقة العابثة منذ الطفولة ، لا تكل و لا تمل مما تفعل ، و دومًا ما تجرني معها نحو الخطر و تجبرني على خوضه و فعله ، و إن رفضت فتنعتني بالممل و الجبان و الخوّاف ، تُدخل نفسها في ثقب الإبرة و تخرج منه دون معاناة ، تصوع و تجول في القرية ، مرةً مع اولاد القرية و مرةً مع القطط المشردة و حتى في حُفر الآبار تدخُل.
و دومًا ما تصطحبني معها رغمًا عني ، و أعني بدومًا أي كل يوم ، تخاطر بنفسها كثيرًا ، حتى ان ساقها قد كُسرت ذات مرة بسبب تسلقها اطول شجرة في قريتنا و التي تقع بجانب الشارع تمامًا ، و بما انها سقطت على ارضية الإسفلت من أعلى قمة في القرية فستنال عاقبتها بكل سرور.
لم اجد كلمة تصفها غير الجنون ، لأنها تتعدى الكثير من الحدود بدون استخدام عقلها ، لا تفكر في خطر الخوض في اي أمر صعب او في عاقبته حتى ! بل في كل مرة تُخدش او تُجرح او تنزف تزيد جنونًا و هبالة.
و خاصةً في المدرسة ، يستحيل بأن تجلس في مكانها لأكثر من خمسة دقائق ، بل تنهض لكي تُلقي القمامة التي تستقر في بداية الصف ، و عند رجوعها تأخذ الطريق المعاكس لتستغل كل ثانية بعدم الرجوع الى مقعدها ، و عندما يرن جرس الفسحة تركض بسرعة لتكون اول من يخرج الى الساحة ، و تظل تركض دون توقف مع بقية المهبولون مثلها دون جلوس، و حين تتغيب نتيجة تعب أو مرض تفتقدها المدرسة بأكملها ، مع انها لا تتغيب أبدًا ! حتى عندما كُسرت رجلها ، أتت فرحة و هي تخبر الجميع بحماسة عن ما حدث و كأنها أستلمت جائزة الأوسكار بدلًا من ليوناردو.
متسرعة في قراراتها و متسارعة في خُطاها و سريعة حتى في كلامها.
في مرة أخبرتني بأنها تريد ان نوشم في كتفينا وشم متشابه حتى نبيّن للكل بأننا أصدقاء منذ الصغر ، و لكنني رفضت ؛ لأنني أعلم بأنها تريد فعل هذا لخوض التجربة و ليس لصداقتنا ذات الأعوام !
في أكثر الأحيان أشك بأنها فتاة ، لأنها قوية جدًا عندما تتضارب مع الاولاد ؛ و لهذا انا أتجنبها عندما تغضب ، خاصة عندما تتضارب مع اولاد المدرسة ذو السلطة و الذين يهابونهم الكُل ، تفوقت عليهم و بالفعل أصبحوا هم من يهابونها
أنت تقرأ
The Black Bird | الطائر الأسود
Paranormal"هي غريبة ، تحب المغامرة ، و تعشق الوقوع في الخطر و التصرف كما يحلو لها ، لأنها و ببساطة تعلم بأن هناك من يهتم لأمرها و يحل أخطائهاو يقف بجانبها ، و لكن هذه المرة ، خطأها لا يُغفر ، لا يُغفر أبداً". All Rights Reserved © by Bashair18