٣

345 13 398
                                    

:::

كان ضخمًا جدًا ، الحجر ضخم بشكلٍ كبيرٍ جدًا و الغربان تقف فوقه و تُطالعنا بأنظار مُهيبة ، و عند هذه اللحظة كل ما فعلته هو جذب يد سامنثا بكفي و شدها داخل قبضتي ، مغمض عيناي و مستنشقًا للهواء بصعوبة ؛ بسبب الحوادث و الكوارث المتتالية المُرعبة

"انت يا آدم ، صدقني لن تستطيع الهروب و لا تكررها لئلا ندفع الصخرة عليكما و تندهسان كالقملات"

لم أفتح عيناي لرؤية هذا الغراب المتكلم ، بل ظللت صامتًا هادئًا دون حراك إلى أن قال "إعتذر و الا سندفع هذه الصخرة نحوكما"

و بسرعة غير معقولة تلفظتُ بقول "انا اعتذر"

فقال ساخرًا "أتمزح ! ، اريد اعتذارًا طويلًا"

ففتحت عيناي ببطئ شديد هامسًا "انا اسف اعتذر ، لن تتكرر"

"هذا قصير جدًا ، اصنعا اعتذارًا لابقًا بطبقتي أنت و هذه العفنة" اشار بجناحه عليها ثم أردف "هيا أنتِ و هذا الولد ، إكتبا لي ما يليق بي ، خاصةً أنتِ يا ذات الوجه القبيح" فأنطلقت هي منفعلة "انت دومًا ما تشتمني و تسخر مني بأقوال سوقية ، إحترم نفسك و لا تتجرأ على ان تتعدى حدودك ، إن كنت مــ......" و لم يقطع حديثها سوى وضع يدي على فمها و يساري ممسكة برأسها بقوة

"انا اعتذر بالنيابة عنها" قلت ذلك و نظر لي الغراب بنظرة متفاجئة ، فأكملت "هلآ أطلقت سراحنا ايها الغراب الجميل ، انا احبك و لهذا دعني أذهب يا صديقي الاسود...اللطيف... ا ، اللامع"

فقهقه بصخبٍ و شدة جاعلًا من باقي الغربان يشاركونهُ القهقهة حتى وصل بهم الأمر إلى الإنبطاح على الأرض و ضرب السطح بأجنحتهم بقوة لشدة ضحكهم ، بينما انا و سامنثا مستعجبين و مستعدين لأي ردة فعل سيئة قد نواجهها منهم ، فهمَست بأذني "ربما قولك مثل الطُرفة بـلغة خاصة بهم ! ، فهلا قلت لهم المزيد ليغرقون في دموع ضحكهم و نهرب؟"

"لا اظن ذلك ، فهم يتكلمون مثلنا لذا لا تفكري بهذا الأمر مرة اخرى"

"أمر ماذا؟!"

فهمستُ بصوتِ خافت خشية من سماع احد لحوارنا "الهروب دون خطة"

فأشارت بيدها عليهم و قالت "انظر لهم ، لا يزالوا يضحكون"

"اشعر بالإهانة سامنثا ، لكونهم يتضاحكون على اعتذاري و مدحي له و اللعنة"

شيئًا فشيئًا و اذا بأصوات قهقهتهم الصاخبة تنخفض و ينهض ذلك الغراب و يقول "انت مضحك آدم ، لم أظن بأنك مضحك هكذا !" ثم تغير صوته فجأة و عاد العبوس عليه ليكمل "عد لإلقاء أعذار محترمة ، و ليس كلمات مدح لريشي و لمعاني ، اعلم بأني أكبر و أكثر من أن تُساوي بكلمات مديحك تلك بي ، و لهذا هيا ، اخلق لنا إعتذار جيد مع هذه الفتاة"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 12, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Black Bird | الطائر الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن