:::
عند إستقراري في مكاني شعرتُ بالإختناق و الدوار ، و من ثم اندفع الهواء بغتة على وجهي فتجرعتُ منه لرئتاي كأول مرة عند لحظة ولادتي ، زاغ بصري و زادت خفقات قلبي
خائف جدًا مما قد حدث ، و خائف أكثر مما سيحدث ، ظللتُ متجمدًا في مكاني دون حراك ، كما أنزلقت و وصلت لهنا فأنا مثل ما انا لم أغير وضعيتي
في كل لحظةْ تمّر أوسع فيها جفناي و أدقق النظر ، و لكن الظلمة الحالكة تمنع رؤيتي ، و عندها قام حدسي يعمل و الخوف لا زال يأكلني !
أغمضتُ عيناي لأنني شعرت بحركة خفيفة جدًا ، و بالرغم من برودة المكان الا أنني أحسستُ بشيء حار يصدر من فم شخص ما على وجهي ، فزادت رغبتي بالحراك و الركض الى ابعد مكانٍ ممكن ، و لكن جسدي ممتنع عن التحرك خشية الوقوع في الخطر !
فراودتني نفسي على الإبتعاد من هنا و الركض ، أوهل عليّ تنفيذ خطتي الهشة و الهروب؟ بالطبع لا ، و لن أفعل ، فأنا مرتعب حد اللعنة و إن ركضت فربما أتشنج و أسقط دون يد معاونة.
يمكنني الجزم بأن هذا الشيء الذي يتنفس امام وجهي يقترب مني في كل لحظة ، مـحاولًا أن يضيّق المسافة بيننا لكونهِ يريد الإلتصاق بي على ما يبدو
بينما أنا متجمد و هادئ ، لا أتنفس أو أرمش أو حتى أحرك ملامحي ، اما خفقات قلبي فهي بدت تزداد و تقرع بشدة في صدري ؛ فبالطبع ستخرب عليّ جهد ثباتي و جمودي ! و فعلًا هذا ما حدث ، اندفع الهواء الحار على وجهي فجأة بكثافة و ركضت ، ركضت بسرعةٍ و فزعٍ من ذلك الشيء الذي زفرّ امام وجهي بتلك الطريقة المقززة ، اما عن صدري فهو لا زال يلتقط انفاسه الضائعة بالقوة ، حاولت الجري بكل سُرعتي على استقامة واحدة ، و لكني صُقعت بشيء على رأسي جعلني أشعر بأن جمجمة جبيني تهشمت.
كدتُ أن أنهض و لكن شدة الألم جعلني مشوّش ، حاولت النهوض لإكمال طريقي ، و لكن تلك الأربطة التي لا أعلم من أين نبتت و زُرعت فجأة ؟ مرت على كفاي و أحكمت ربطها بمعصماي ، أكاد أموت من قوة تنفسي و إرتعابي !!
ظللت مرتجف الفك و واسع العينان ، اراقب ما يحدث لي بذهول دون اصدار أي تسآل او صوت
فجأة إشتدت بي الأربطة و بدت تعتصر يداي و رجلاي و وسطي ، حتى فخذاي و رقبتي ، في كل ثانية تزيد من قوتها مما يجعلني اشعر بأن شراييني تتقطع و نفسّي قد حُبس ، حاولت الحراك و لكن دون جدوى ، دفعت رجلي و إذا بالأربطة ترتخي ، مما جعل قوتي تزيد فيّ و أدفع بيداي و قدماي بكل ما أوتيت من قوة ، و لكني أختنق و رقبتي تُعتصر ، مما جعلني أشعر بفقداني لحواسي و إدراكِ من حولي كروحي و هي تخرج من جسدي ! .
أنت تقرأ
The Black Bird | الطائر الأسود
Paranormal"هي غريبة ، تحب المغامرة ، و تعشق الوقوع في الخطر و التصرف كما يحلو لها ، لأنها و ببساطة تعلم بأن هناك من يهتم لأمرها و يحل أخطائهاو يقف بجانبها ، و لكن هذه المرة ، خطأها لا يُغفر ، لا يُغفر أبداً". All Rights Reserved © by Bashair18