إحياء الماضي

1.4K 19 0
                                    

في الصباح اليوم التالي ..
وجدت باقة زهور ، كانت من نوع الاوركيد كانت جميلة و كان معها
علبة جلدية سوداء فخمة وجدت فيها سلسلة تحوي ميدالية ماسية على شكل كرة كانت جميلة جدا وتبدو باهضة ايضا
اخذت العلبة واتصلت بجينيفر لاخذ عنوانه فقالت انه في فندق ليونكس ركبت سيارتي وتوجهت لذلك الفندق و طلبت ان اراه فنزلت لي و اعطيتك العلبة فاخذتها وانت تنظر لي باستغراب تام فتحتها وعلت على وجهك الصدمة وقلت لي ما هذه ؟
- السؤال موجه اليك ؟؟
- انها هدية
- انها باهضة جدا ولا استطيع قبولها
- كما تشائين ، ضغط على العلبة بشدة وهو يرمقني بنظرات حادة اصابت جسدي بالقشعريرة
- انا ذاهبة
- لن امنعك
بعد هذا اللقاء لم تسال عني لثلاثة ايام وقتها اخذت رقم هاتفك و سجلته وكنت مترددة الى ان عزمت قراري واتصلت ردت علي امرأة
- مساء الخير
- مساء النور معك مكتب السيد جمال انيس
- اممممم هل السيد جمال موجود ؟؟
- اخبره من ؟؟؟
- سم... سكاي
- لحظة من فضلك
- سيد جمال هناك فتاة تود ان تكلمك تدعى سكاي
- سكاي ؟ امم حوليها لي
- معكِ السيد جمال
- انظرو من اتصلت بي هه
- كيف حالك ؟؟
- بخير ، اتريدين شيئا
صعقت من ردك البارد وقتها دمعت عيناي لم اتصور ان ترد علي بهذه الكيفية ولكنني واصلت كلامي
- انا بخير
- لم اسألك عن حالك ! سألت عن سبب اتصالك
- لم تتكلم هكذا معي ؟ لماذا تهينني ؟
- انتِ من بدأ اخبريني انتِ لماذا اهنتني ؟ ، بغضب بسيط
- كيف اهنتك ؟ ، بتفاجئ
- برفضك لهديتي ، كان مجرد عربون صداقة !
- رفضتها ام قبلتها هذا اختياري ومن قال لك ان للصداقة عربون ؟؟ قلتها بغضب يعتريه الحزن
صمت انت لوهلة و قلت ان اعذرك فأنت تعاني من الضغوطات في عملك ، عذرتك وقتها وقلت لا تهتم ، طلبت لقائي للتنزه في بوسطن فوافقت انا من دون تفكير ....
ارتديت سروال جينز مع قميص زهري فاتح عاري الكتفين واخذت سترة بيضاء صوفيه وارتديت حذاء رياضي كلاسيكي كنت تنتظر امام المنزل الذي اقيم به مع صديقتاي روڤينا و سكارليت
كنت ترتدي هذه المرة جينزا فاتحا مع قميص ابيض وشعرك سرحته على جنب و لحيتك قد حلقتها بدوت اوسم من السابق فتحت لي باب سيارتك بأبتسامة وركبت معك ووصلنا عند وجهتنا تناولنا الطعام في مطعم بسيط كانت المرة الاولى التي اذهب بها اليه كان الطعام بسيطا وشهيا كنت تنظر لي بحدة طوال الوقت حاولت ان الطف الجو ببعض النكات لكنك ضحكت مجاملة لي وفجأة نظرت الى يدي و علت على وجهك نظرات الاستغراب ..
لاحظت انك تمعن النظر على الندبة التي في يدي التي لا يزال اثرها واضحا رغم محاولتي لأخفائها باستخدام مساحيق التجميل سألتني بفضول
- ما هذه ؟؟
- جرح قديم خلف ندبة
- اعني ما الذي سببها ؟
- قصة طويلة ...
- اخبريني بها !
- لا اظن الوقت مناسبا ، مارأيك لو تمشينا على جسر المشاة
عضضت شفتك السفلى وكنت تبدو غاضبا
- كما تريدين
خرجنا من ذلك المطعم وتمشينا سويا ...
- هه ٩\١١\٢٠٠١
- انهيار البرج ماذا فيه ؟؟
- كنت هناك
- ماذا تقصدين ؟
- كنت هناك عندما انهار البرج على مقربة منه كان المنظر مروعا الاسعاف ،الصراخ ،الدخان ، خسرت احد اصدقائي هناك كان شابا لطيفا يدعى ديفيد انقذني فمات هو !
الذكريات مشوشة بالنسبة لي لكن كل ما اذكره صوته وهو يقول سوفي ابتعدي كنت مذهولة من الذي كنت اشاهده ! قدماي كانت عاجزتان عن الحركة لم اشعر إلا باحد يسقطني ارضا وهو يمسكني بقوة و قتها نظرت رأيت ديف بالقرب مني وهناك حجر كبير فوقه كان رأسه فقط ظاهرا وهناك دماء كان يخرج من تلك الكتلة الكبيرة اعمده حديدية تسببت في جرحي عندما حاولت ان ازيح الكتلة كنت تصرخ وابكي و جلست بالقرب منه وانا اقول له ديف استيقظ كان مبتسما وقال لي سماء اياكي و فقدان الامل حاولي ربما لم تقبلك هارفرد اليوم لكنها ستقبلك في الغد وستصبحين الافضل انتِ فتاة رائعة من اجلي اياكي والبكاء اياكي و..... ، اخذ شهقة واغمض عيناه ورحل عني .. ، تركت هذه الندبه لتذكرني به لتزيدني اصرار على حلمي لتمدني بالامل لتخبرني ان ديف سيبقى معي دائما معي كما كان يقول لي !
لتخبرني انه معي، دائما معك كما كان يقول لي
- ولدت في نيس فرنسا عام١٩٧٥من اب لبناني وام فرنسية كاثولوكية انفصل والداي عندما كنت في الخامسة من عمري وامي تولت رعايتي والدي كان في بداية حياته عندما تزوج بوالدتي في اوائل السبعينيات وخلال وقت قصير باتت عنده ثروة هائلة بسبب عمله في مجال الاسهم فتح سلسلة اسواق تجاربة ضخمة دعاها نيس على اسم مدينة حظه كما انه فتح سلسلة مطاعم يونيفرس عدا عمله في البورصة عشت حياتي من دون اب وكانت حياتي سهر ، شرب ، فتيات كل يوم مع فتاة وكنت مشاغب فارقت امي الحياة عندما بلغت السابعة عشرة وعدت الى بيروت بعد ان اتى والدي لاصطحابي بقبت اسهر واشرب واعرف الفتيات وارتدي النوادي الليلية حتى في يوم عندما كان عمري ١٩ عاما اصبت في حادث سيارة وتوفي صديقي جوزيف والفتاة التي كانت معنا كان اسمها سارة وقتها شعرت ان الله اعطاني فرصة ثانية لاعيش حياتي بصورة جيدة هل احببت حبا حقيقيا ؟؟ بلى احببت فتاة كانت تدرس في مدرسة قريبة من منزلي كانت تدعى رؤى كنت اظن انني احبها الى ان ..
- الى ان ماذا ؟؟
- شاهدت فتاة هناك لا ادري لكني بقيت انظر اليها فاتت هي ولاحظت ذلك قبلتني وركبنا السيارة تشاجرنا وانتهت علاقتي بها كان ذاك الشئ منذ ثلاثة اعوام النهاية
كنت مصدومة من كلامك ، فجأه تحدثت بعد صمت طويل شعرت كأنما هناك ضريبة على بوحك لي بمكنونات صدرك ،
- ما بك ؟ ِ لما انتِ صامتة ؟؟
- لا شئ ، امم انا متفاجئة فقط
- من ماذا ؟؟
- انك تكلمت عن حياتك !
- عادي
- يا الهي تأخرت عندي امتحان في الغد ولم اذاكر - هل سأراكِ مجددا ؟
- بالتأكيد غدا الساعة الخامسة في كاي اف سي سلام
اخذت سيارتي وتوجهت نحو منزلي و سأكون كاذبة ان قلت انني تمكنت من المذاكرة كنت شاردة الذهن مسلوبة البال
فجأة رن الهاتف كنت انت المتصل سالتني ان كانت لدي مشاريع لرأس السنة فاجبتك بالنفي قلت لي اذن لي موعد معكِ في التاسع والعشرين من الشهر الساعة التاسعة صباحا وانك ستأتي لتقلني من المنزل انتظرت ذلك التاريخ بفارغ الصبر ....

دائما معك !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن