الصبيّ السيّء

1

***********************

  = مدرسة داخليه ! لم يسبق ليورا ان كانت في مدرسة داخليه من قبل ..والان هاهي هنا ! تمشي في ارجاء المدرسة مع طلاب جدد منقولين لهناك ايضاً ..
هذه كانت اول مرة تحظى فيها يورا بهذه التجربة ولنكن صادقين هي بالفعل كانت تشعر بالحماس تجاه هذا .. ان تكون بعيداً عن والديك بالتأكيد سوف تستمع صحيح ؟!
المرشدة كانت تقودها مع عشرين فتاةً اخرى في رواق طويل حيث كانت الارض تبرق بسبب تلميعها حديثاً والجدران مطليةً بلون كريمي عليه بعض النقاط الذهبيه و نوافذ محدبة ومزخرفه في نصف ذلك الرواق والنصف الاخر ملئ بأبواب مغلقه يتتابعون بجانب بعضهم بشكل متساوي ..اشعه الشمس تتخلل للداخل من الزجاج الشفاف للنوافذ لتداعب الطلاب الذين يمشون في الرواق بهدوء ويتبعون المرشدة ..
"هذه بعض صفوف المناهج الخاصه المشتركة " قالتها سيدة كبيرة بالسن وهي تشير بيدها في الانحاء للفتيات الذي يلبسن زيهن الرسمي اما بالنسبة للابواب المغلقه اضافت بقولها "لسوء الحظ لا يمكننا فتح اي احدٍ منها الان .. لكن عندما تقررون في اي نادي ستشتركون غداً عندما تبدأ المدرسة ستستيعطون البقاء في غرفكم المخصصه بحرية
""اذا سمحتي ؟!" رفعت يورا صوتها لتنتقل جميع الانظار وتتوجه نحوها فأكملت " اممم اعتذر عن مقاطعتي " ابتسمت بخفه واردفت " ولكن اين هي دورة المياه ؟"
"في نهايه هذا الرواق "
شكرتها بسرعه وذهبت نحو المكان الذي اشارت نحوه متجهةً لليسار بعيداً عن تلك الانظار المتطفله التي كانت تلاحقها .. دورة المياه ؟
اصبح وصفها للمكان مبهماً اختارت ان تجتاز الرواق بهدوء وهي تحدق بتلك الابواب وتبحث عن اي لوحه قد تشير لها عن ما بداخلها ..
ابتعدت عن المجموعه وهي تسرع بخطواتها لتستخدم دورة المياه لتعود للمجموعه بأسرع وقت ممكن !"هاهو" بعد عناء وجدته اخيراً ادارت المقبض الذهبي لتجد نفسها في حمام ضخم مرتب بشكل مبالغ فيه بمغاسل خزفية ومنضدات(ما ادري شقول يعني الي تستخدم في قضاء الحاجه اكرمكم الله ) رخاميه مزينه بخط نحيف فضي لامع ..بعد استخدام الحمام غسلت يديها وهي تنظر لأنعكاس وجهها في المرآه النظيفه الامعه التي تمتد على طول الحائط ..
كانت منذهله من حقيقة انها ستدرس في هذه المدرسة ذات الدرجة العاليه ..
لا تزال متفاجئة من انها حقاً فيها الان .. هي لن تتذمر ابداً كان هناك قتال صغير كافياً لجعلها في في قائمه الطلاب هنا وهي لا تستطيع تغير ذلك .. خرجت من هناك واخذت تلتفت حولها وهي تتمتم "اين كان مجدداً ؟"
لم تدرك من اي طريق اتت واي طريق يجب ان تسلك لتعود لهم واتباعاً للحدس فقط سارت في جهه اليسار وهي تبحث بأذنها عن اي صوت صادر من المجموعه او من حديث المرشد لعلها تجدهم ..
في العادة كانت تملك حدساً قوياً ورائعاً عن وجهتها وارادتها ولكن اليوم كان هذا غير نافعاً لأنها بالفعل قد قضت خمس دقائق وهي تطوف في الممرات ولا زالت لم تجد المرشدة بعد .
بدأ الخوف يتسلل لها فهذا المكان بالفعل كان كالمتاهه ماذا ان لم تخرج من هنا ! هنا توجيهات اليوم ...
وعشااء ايضاً بالاضافه الى ان معدتها قد بدأت تتذمر بالفعل .. يجب ان تخرج من هنا .. كي تشبع جوعها على الأقل اجتازت ممراً اخراً وقد كان ضيقاً اكثر من سابقه والاضواء كانت خافته فيه ..
كانت تتساءل ان كان يجب ان تعود ادراجها ؟ لكن قبل ان تفعل ذلك موسيقى خافته شدتها .. اخذت تتبع الصوت ظناً منها انه لربما قد تصل لهم بطريقةً ما !! اخذت تقترب من تلك الابواب باحثةً عن الصوت الذي تسمعه حتى اتضح لها الصوت واصبح قريباً
توقفت امام اخر باب حيث تصدر الموسيقى منه على امل ان تجدهم بالداخل لعلهم يقدمون نوعاً من العروض الترحيبيه الموسيقيه !!
فتحت ذلك الباب بتردد وتقدمت للداخل .. انها صاله رقص وكبيرة جداً حائطان يقابلان بعضيهما مغلفان بالزجاج والاخران عليهما خطوط بالوان شتى .. مسجل موصل بمكبرات صوت سوداء ضخمه على طاوله بجانب الباب ومن الجانب الاخر كان هناك فتى ! يجلس على كرسي ويوليها ظهره غطاء سترته يغطي وجهه وهو يهز رأسه مع ايقاع الاغنيه ..
نهض فجأةً مما جعلها تفزع خوفاً من ان يكون قد اكتشف وجودها ولكنه نهض ليتمطط قليلاً ..
هي كانت تعلم انه يجب ان تعود مدركةً لمدى وحدة هذا المكان وتعلم انه لا يجب ان تكون هنا لكنها لم تستطع اقناع نفسها بالعودة !
رفع الصوت قليلاً وبدأ بفعل ما وجد هذا المكان لفعله وهو- الرقص -كانت هذه اول مرةٍ لها لترى شخصاً يرقص بهذا الشكل .. يتحرك جسده بليونه ورشاقه يحرك يديه بسلاسه ليجذب الانتباه بحركاته كل شئ كان يفعلة كان مليئاً بالموهبه كل خطوه كل حركة في رقصه كانت .. ساحرة بمعنى الكلمة
فجأةً توقف بينما لا يزال يوجه ظهرها له وهو يقول "ان كنتي تنوين المشاهده يجب عليك تن تدخلي !"
دهشت مما قاله فهي لم تكن تعلم انه يعرف بوجودها .. ترردت في البدايه ولكنها بعدها تقدمت خطوه للداخل واغلقت الباب خلفها تقدمت نحوه بتردد غير متأكدة ان كان يجب ان تصدقه وتبقى هنا مع هذا الغامض !!
توقفت امامه على بعد بضع خطوات عنه .. تنهد بضجر من مقاطعتها له بينما يبعد ذلك الغطاء عن رأسه ليستقر على ظهره ويظهر وجهه بوضوح اوه نعم هو .. فائق الجمال ..
سار نحو الكرسي ليأخذ قارورة الماء ويشرب منها بينما هي فقط تشاهده وعلى الاغلب مفتونه كلياً شرب الماء الموجود فيها كاملاً ومسح فمه بظهر راحة يده بعشوائية ..
انحنى قليلا للاسفل ليأخذ شئ من حقيبته الصوفيه الغليظه الموضوعه بجانب قدمه اخرج منها قلماً وورقه .. وبتباهيٍ كتب شيئاً عليها ! اقترب منها واشار لها بالورقه التي بيده وقدمها نحوها بملامح لا مباليه على وجهه
سألته بتوتر "ما هذا ؟"
"اليس هذا ما جئتي هنا من اجله !" حرك الورقه قليلا اردف "هاهو خذيه وارحلي "
بأرتباك وبصوت خافت قالت " لا اريده ! انا حتى لا اعلم ما هو "
"انه توقيعي !!" رفع كتفيه وكأنه شئ معتاد وطبيعي له ان يقدم توقيعه لأي شخص ربما هو كذلك ولكنها لا تعرف .. هي بالفعل للتو قابلته .
"انا لا اريد توقيعك !"
نظر لها بطرف عينه واردف "لا تريدينه ؟"
لم تجبه بينما هو كان يراجع ما قالته قبل قليل قبل ان يدفع بتلك الورقه ويضعها في جيبه " انتي جديدة اليس كذلك ! انتي من الطلاب الذيت اتو حديثاً صحيح ؟"
"نعم" اجابته وهي تنظر للجهه الاخرى تفادياً لنظراته الهادئة ولكنه منعها بمحاصرته لها بتقدمه خطوتين نحوها ..قربه الشديد المفاجئ اخافها لم تكن متأكده مما يجب عليها فعله هل تتراجع للخلف ؟! هي حتى لا تعرفه ! وكان تصرفه هذا جريئاً لحد بعيد بعض الشئ فقد كان قريباً منها قريباً جدا جدا منها وهي لا تزال في مكانها بدون حراك !
ابتسم بتكلف لها ابتسامه اثارت غضبها ولكن كانت كفيلة لجعل قلبها ينبض بقوه انحنى قليلاً نحوها بذلك الوجه الغاضب الوسيم و المبتسم بسخط وهمس "اذا عودي لمجموعتك بهدوء ولا تنطقي بكلمة عن هذا حسنا ؟ " رفع سبابته ووضعها على شفته ليوضح لها مدى ما يريدة عن سرية هذا الموقف مما جعلها وبدون وعي تومئ فقط !
فهي لم تستطع ان تجيب بأي شئ غير هذا في هذه اللحظة تراجع للخلف خطوه قبل ان يضحك بخفه ويعود لجهة المسجل ويقول "اتجي يساراً ثم سيري للأمام بعدها التفي يميناً وانتظري مرشدتك في المكتب" بفظاظه لوح بيده لها بمعنى الى اللقاء
بسرعه وبدون تفكير خرجت من الغرفه مع ذلك الدوار الذي يفتك بها ونبضات قلبها التي تأبى التوقف فقط كانت تريد ان تهرب من هناك !