*افلاس *

3.2K 135 10
                                    

*************

استيقظت يورا في اليوم الذي يليه وهي تشعر بالنشاط والحيويه ولن يكون هناك اي شئ يحطم هذا المزاج الجميل فهي تصمم على البقاء بهذا النشاط وهذا المزاج .
احبت ذلك المزاج الذي هي فيه الان كما لو انها قادرةٌ على فعل أي شئ وان تكون اي شخص ، كما لو انه مهما حدث الان ستستطيع وبكل ثقه التحكم به بسهوله .
تحمست لرؤية كاي اليوم ، على أمل انه سيحيها ويتحدث معها بطبيعيه في المررات والصفوف -لا ليس فقط أمل بل توقع ، نعم تتوقع ان يخرج من طريقة ويتحدث معها .
ولكن عندما ذهبت لأول صف وكان هو شريكها في نفس الصف وقالت لها 'مرحبا ' عند مرورها من جانب طاولته لم يلتفت لها ! تجاوزته وجلست على كرسيها بعدم تصديق ..
تحاول تصديق انه لربما لم يسمعها ولكنه لم يزعج نفسه حتى بإعطاها اي جواب حتى ولو كان متأخراً ولكنه وبكل بساطة كان يضع رأسه على يديه الاتي كن يسترحن على الطاوله وعيونه مغلقة ، بمعنى اخر يتجاهلها تماما..
لا ليس فقط هي ولكن كل الصف او ربما المدرسة بأكملها في المقام الاول .
جلست على كرسيها والكأبة تجتاحها ..
*لماذا ؟ لماذا يفعل هذا ؟ هذا محبط .. لما يعاملني بدفئ وأُلفه ولطف في لحظة ، ثم يسقطني ارضاً بكل برود في التي تليها ؟؟*
حاولت ان تقنع نفسها بأنه لم يسمعها ولكنها كانت تعلم ان هذا خاطئ تعلم انه سمعها وهي بالفعل لا تريد ان تكذب على نفسها بينما هي بالفعل تعرف الحقيقه .
الصفوف بدأت ولكنها لا تنتبه لأي شئ ، اصبح هذا يحدث لها دائما في اخر فتره -ان تكون مشوشه – ويمكنها لوم كاي لأنه السبب في كونها هكذا وفي هذه اللحظة كانت تفضل ان تتحكم بغضبها عن الاستماع لدروس تافه .
حدقت في ظهره ورأسه من الخلف وقد كان يجلس بأستواء الان وكلنه مجدداً لم يخرج اي دفتر او يدون اي ملاحظة حتى عندما طلبت منهم المعلمه ان يكملواالمسأله كان هو الوحيد من الصف الذي لم يكتب شيئاً !

حدقت به بطرف عينها لترى اكبر تعبير متعب ولا مبالي على وجهه وكل ما ارادت فعله الان كان ان تنقره كي يستعيد وعيه .

لماذا يفعل ذلك مجدداً ومجدداً يوقفها عن الاقتراب منها ويدفعها بعيداً عنه ؟ هل كان الأمس لا شئ ؟ هل كانت هي من اكثرت من التخيل ؟ لم يزد الامر عن الصداقة ؟ هل اعتقدت بشئ لم يكن له وجود ؟!

لكنه حدث ، نعم حدث ، لا زالت تتذكر تلك النظرات عندما يكون معها ، تتذكر تلك الابتسامه تلك الضحكة ، تتذكر كيف حملها على كتفه وامسك بها بالقرب منها ، لا زالت تتذكر كل شئ .

ولكن هل كاي .. اختار نسيان كل هذا ؟!

يورا حقاً تأمل ان لا يكون هذا الواقع ..

تسألت ان كان حقاً يتعمد ان يكون متقلباً ؟ هل يعي كم هو غريب اطوار ؟ هل هو حتى يهتم ؟

انتهى الصف وبدأ الجميع بجمع اشيائهم وبينما هي كانت مترددة بشأن ان كان يجب عليها ان تنادية ان كان يجب ان تقول مرحباً مجدداً ولكنه غادر الصف ، وضاعت معه الفرصة .

الصبيّ السيّءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن