هل تذكر عندما تحطم قلبك وشعرت بأنك لن تستطيع التغلب على الكارثة؟ يبدو أن عقلك كان يعمل ضدك حينها بسبب الأفكار المؤلمة عن مدى بؤسك وعن مدى كآبة المستقبل. وهذه استجابة نموذجية لكل الذين يتخذون طريقهم في الحياة وبداخلهم إعتقاد بأن الإشارات الخارجية هي دليل على واقعنا. ولا نستطيع أن نتخيل أن هناك درسا قيما مستفاد من هذه الأزمة. كما أننا نرفض كافة الإقتراحات بأننا في يوم ما سوف نتذكر هذه التجربة على أنها خطوة هامة في طريق تطورنا. إننا وببساطة نريد أن يعتصرنا الألم ولدينا إعتقاد بأن هناك شخصاً ما أو شيئاً ما من خارجنا يصنع هذه الألم ونأمل أن تتغير هذه الأشياء الخارجية عنا. إننا جميعاً عند هذه النقطة من رحلة الحياة نتحول إلى فريسة سائغة في يد الأزمات. إننا نعجز عن التفكير في أنه ربما يكون هناك فائدة وراء الدراما التي هي حياتنا في هذه اللحظة. عندما نصبح أكثر ادراكا نستخدم قوتنا في صنع عالمنا من خلال الفكر بطريقة أكثر غموضا. وعندما ننظر إلى ما وراء الأحداث نرى أن فائدة ما سوف تعود علينا دائماً. إن التدبر في الأشياء والأحداث بعد وقوعها يمدنا بأعين جديدة لرؤية الجانب الإيجابي فيما كان يحدث في مراحل سابقة من الحياة. عندما نقترب من هذه النقطة نصبح على علم بالمنافع والفوائد. أسأل نفسك مالذي استفيده من هذا الآن دون الحاجة إلى قضاء سنوات من المعاناة قبل أن أرى فائدة كل ذلك؟ وبالتأكيد نحن لا نزال عند هذه النقطة نمر بالألم والمعاناة ولكننا في نفس الوقت نعرف أن وراء كل هذهِ المعاناة شيئاً هاماً. وسوف يكون لدينا معرفة كافية وأعتقاد بقيمة هذا الألم فيما بعد. تشمل المرحلة الثانية بعد ذلك على وجودنا في اللحظة الحالية مع كل شيء نمر به بدلا من قضاء فترات طويلة في المعاناة قبل أن ندرك الأشياء الحسنه الكامنة في هذا الصراع. يقال ان من الطين تنمو زهور اللوتس الجميلة ومن المحاولات ينبع شيء سامي. وعندما نتمسك بهذا الشيء السامي في لحظتها نستطيع التقدم نحو المرحلة الثالثة التي يكمن فيها التزامن الخالص وحيث نستطيع القيام بدور أكثر فاعلية في التعاون في صنع عالمنا. المرحلة الثالثة التي تعد أسمى مراحل الإدراك تمنحنا إختيار الفكر في أنقى صورة إنها تقدم لنا إمكانية تجربة الفكر دون الحاجة إلى الوساطة أو كل ما هو مادي أو ما يسمى بالمسببات. في هذهِ المرحلة نستطيع أن نرى العقبات التي في الأفق على أنها مجرد أحداث يكون لنا فيها حق الإختيار. وفي هذه المرحلة لا نكون بحاجة إلى أن نكون بداخل العقبة حتى نخوض التجربة التعليمية أو التجربة المستفادة. إنك لست بحاجة إلى المرض حتى تقوم بتجربة نفسك فكرياً حيث أنك تستطيع أن تكون بهذه القوة أو الجوهر أو النفس فكرياً اذا أردت ذلك. تستطيع ان تعرف هذا الجانب من نفسك دون الحاجة إلى اجتياز إحدى العقبات أو الأحداث. نعم في هذه المرحلة يمكن لزهور اللوتس أن تنمو فكرياً دون الحاجة إلى الطين. إننا نملك الإختيار فيما يتعلق بتجربة الفكر سواء في الكيان المادي أو من خلال الفكر حيث يتولد لدينا إحساس بديهي بأننا إذا تصرفنا بطريقة معينة فإننا بذلك نصنع حدثا آتيا أو مستقبليا. فالحدث الداخلي يخبرنا بأننا نتجه نحو هذا الموقف ونشعر أن لدينا الاختيار سواء كنا في حاجة إلى أن نسلك هذا الطريق ثانية أم لا. ويعني ذلك أن نقف أمامها ونسبقها لا أن نتعلم منها عن طريق الإدراك المؤخر. وعندما نسمح للفكر بالتدفق متزامنا فإنه يتدفق بصورة طبيعية دون الظهور خارجياً.
أنت تقرأ
نظرة قد تغير العالم
Espiritualأن العالم كما هو منذ أن وجد ، لكن نظرة البشرية هي التي تتغير ، قد ترى موقف بطريقة معينة ، ثم يمر الوقت وتكتشف وجود نظرات أخرى ، ومن خلال هذه النظر تتولد الأفكار وتفتح أمامك طرق لم تكن تعتقد بوجودها ، فأذا تغييرت نظرة البشر ، تحقق الحلم الوهمي لتغيير...