الفصل العاشر|خمسة وعشرون جنيهآ

101 6 4
                                    

• ━━━━━━❪❆❫━━━━━━ • .

قلقت في شأن الشاب الهزيل , وكلما فكرت بالقتال وتذكرت الشاب وهو ممدد على ظهره , تأكد لي أكثر ضرورة القيام بشيء ما .
حتى إنني لزمت البيت لبضعة أيام وكنت أنظر إلى باب المطبخ بحذر شديد قبل الذهاب في مهمة لئلا يكون رجال الشرطة يبحثون عني .

وعندما حان موعد عودتي للمكان الذي حصل فيه العراك بلفت مخاوفي ذروتها . إنما كان علي الذهاب إلى منزل الآنسة هافيشام ,ومع ذلك , فإن شيئاً لم يُذكر عن قتالنا ولم يظهر أي شاب هزيل .

رأيت كرسياً بعجلات خارج غرفة الآنسة هافيشام ومنذ ذلك النهار صارت لي مهمة نظامية هي دفع الآنسة هافيشام على هذا الكرسي
( حين تكون متعبة من السير وهي تستند بيدها على كتفي ) حول غرفتها ثم مروراً بمصطبة الدرج , وحول الغرفة الأخرى .

وفيما بدأ كل منا يعتاد على الآخر , أخذت الآنسة هافيشام تتحدث معي أكثر , فسألتني عما تعلمته وعما سأكون فأخبرتها بأنه سيعهد بي إلى جو لأتلقى المهنة على يده ؛ وبالغت بشأن جهلي بكل شيء , وبأنني أرغب في معرفة كل شيء على أمل أن تقدم لي بعض المعونة لتحقيق ذلك .

لكنها لم تفعل .كما لم تعطني من المال أو أي شيء آخر باستثناء غدائي اليومي .
كانت استيلا دائماً هناك , وكانت دائماً تقوم باصطحابي إلى الداخل والخارج , لكنها لم تقل أن بإمكاني تقبيلها من جديد .
في بعض الأحيان , كانت تحتملني ببرودة ؛ أحياناً أخرى كانت حميمة ؛ وكانت في بعض الأحيان تخبرني بحماس أنها تكرهني.

أما الآنسة هافيشام كانت دائماً تسألني بهمس , أو حين نكون على انفراد :
-" هل تزداد جمالاً يا بيب ؟ "

وحين أجيب بنعم , كانت تفرح بتوق شديد . أحياناً حين يكون مزاج استيلا من التنوع والتضارب حتى كنت أحتار ماذا تراني أقول أو أفعل, كانت الآنسة هافيشام تعانقها بمحبة وتهمس بأذنها :
" حطمي قلوبهم يا عزيزتي ويا أملي , حطمي قلوبهم دون أي رحمة ! "

في غضون ذلك , كانت المشاورات تدور في المطبخ بين شقيقتي وذلك الأحمق بامبلتشوك . فكان ذلك التعيس يجرني من مقعدي ( فيما يمسك عادة بياقتي ) حيث أكون منزوياً في سكينة , فيضعني قبالة النار وكأنني سأُطهى , ثم يبدأ يقول : " والآن سيدتي , هو ذا الفتى !

هو ذا الفتى الذي أنشأته على يدك ارفع رأسك يا فتى وكن دائم الامتنان للذين قاموا بذلك , " ثم يشرع مع شقيقتي بالتأمل السخيف حيال الآنسة هافيشام وعما ستفعله معي ومن أجلي و حتى اعتدت على الرغبة بالانفجار بالبكاء والاندفاع نحو بامبلتشوك أضربه بقبضتي مرة تلو الأخرى .

لم يشترك جو بهذه النقاشات , ولكن شقيقتي شرعت بأنه لا يرغب بإبعادي عن دكانه و فغضبت منه ومني .

توقعات عظيمة|GREAT EXPECTAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن