"بداية جديدة"
تسير بخطوات بطيئة نحو المبنى الضخم أمامها،لا تعطي بال للقطرات التي تهبش ثوبها و غطاء رأسها..
لقد مر يومان على مكوثها في اسطنبول،كانا يومان كافيان لتقوم بانهاء اجراءات سكنها،و تجهيز غرفة نومها اضافتا الى الحاجيات الأساسية،
دلفت نحو الشركة بخطوات بطيئة،لتنتقل جميع الأنظار نحوها بينما تتردد على ملامحها ابتسامة شبه منعدمة..
تتوجه نحو الشقراء ذات العيون البنية القابعة وسط الشركة لتلقي عليها التحية بينما تسألها:" مكتب المدير من فضلك.." تطلب باحياء لتبتسم لها الأخرى لتردف
"السيد المدير غير موجود حاليا يمكنك العودة في وقت لاحق.."
كانت ستجيب لولى تدخل الطرف الثالث في الحديث عندما قال :"ايليف هذه موضفتنا الجديدة..ثريا الهاشمي..سوف تكون المسؤولة على نظام الحسابات للشركة.."
استدارت لتقابل نظارتها ذلك الشاب بلباسه الأنيق و مظهره المرتب،شاب في أواخر العشرينات،
تقدم ليصافحها،يتمشى ببدلته الرمادية بثقة نحوها،بادلته المصافحة بينما أدخل يده وسط خصلاته الذهبية ليمد يده اليمنى باتجاه البهو..
"تفضلي من هنا.."تقدمت بخطوات بطيئة بالإتجاه الذي ارشدها اليه بيده،ليتمشى معها بنفس الخطوات
كان صوت خطواتهما الوحيد المسموع،قبل مقاطعته لصمت بقوله"اسمي كمال دوغان..كما أنني نائب المدير"
يخاطبها بابتسامته لتجيبه:"تشرفت بمعرفتك،كما لا داعي للتحدث بالإنجليزية فأنا أجيد التركية"
أومئ بينما ملامح الصدمة و القليل من الإعجاب تبدو على وجهه..أرشدها الى مكتبها،و قام باطلاعها على كافة الحاجيات التي يمكن أن تستعملها في عملها،من أوراق الملفات الى كيفية تشغيل الهاتف لتتواصل مباشرتا معه..
قبل مغادرته لمكتبها قال"أتمنى لك يوما طيبا آنسة ثريا،"
أومئت له بالشكر قبل أن يردف"المدير سوف يكون هنا قريبا،لتتعرفي عليه،كما أنه معجب بمؤهلاتك"
قالت:"حسنا" صغيرة قبل أن تكمل ب:"شكرا على المساعدة..
تركها ذلك الكمال في مكتبها..تتطلع على كافت الملفات و الأوراق لتعرف من أين ستبدأ عملها..
بعد مرور عدة ساعات،وصل وقت الإستراحة على صعيد كل الشركة،لتترك عملها و تجهيزاتها للحسابات لوقت وجيز ثم تتوجه نحو المقهى القابع بالجزء الشمالي لأخد قيلولتها..
تأخد حليب و الشكلاتة المفضل لديها،لتتوجه بعد ذلك بالطاولة الموجودة في آخر المقهى المقابلة للشرفة..تجلس لوحدها لتباشر بشرب ما طلبته تتدفأ به من البرد المحيط بالمكان..
لم يمر على جلوسها لوحدها بضع دقائق قبل أن تقف عليها شابة دات خصلات بنية طويلة،تنسدل على كلتا طرفيها،تغطي عنقها بوشاح بني فوق البيضاء
"السلام عليكم"تتحدث بنبرة متحمسة
ترد عليها تسنيم التحية قبل الإشارة لها بالجلوس أمامها قبل القول"يمكنك الجلوس معي اذا اردت"
"من دواعي سروري"جلست الفتاة على الكرسي لتقابل وجه تسنيم بابتسامة،تحدق فيها ببلاهة،تضحك تسنيم من الموقف قبل سؤالها:"هل انت بخير..؟"
تبتسم الأخرى بخفة بينما تقول لها:"أنت جميلة..تماما مثل في الصورة"تركز تسنيم نظرها نحو الفتاة لتقول بتساؤل"عذرا ماذا؟"
"اه نسيت أن أقدم نفسي أنا سكرتيرة المدير،اسمي سارة،قبل أن تقبلي في الوظيفة مر ملفك عندي لذلك أعرفك
أمئت تسنيم لتردف سارة"هو ليس من حقي البحث في الملفات لكن أسمك أثار انتباهي..الصراحة ملفك كله مثير للإنتباه"
"شكرا"كانت الكلمة الوحيدة التي خرجت من فم تسنيم قبل سماعهم لصوت المنبه يبين أن فترة الإستراحة انتهت،تضغط تسنيم بيدها على كأيها الورقي لتذهب مباشرتا للسلة،"اذا سارة أراك لاحقا،كما أن وجودك معي ظريف.."تقهق تسنيم
.
.
إنتهى دوامها لهذا اليوم مع إنتهائها بتجهيز كل أوراق المكتب مع معاينتها حسب رغبتها،خرجت بالوقت لتخرج من تلك الشركة و تتوجه نحو محطة الباصكانت السماء ملبدة بالغيوم،تبين أن شتاءا عاصفة ستحل عما قريب،أسرعت بخطواتها لتجلس تحت المكان المخصص لإنتظار الباص تحاوط يديها المتجمدتين بجسدها لتشعره بالدفأ..
كانت الساعة الثامنة على وشك الحلول،و ثريا تجلس منتظرتا الباص بنفس الوضعية،لترفع رأسها و تلمح السيارة الحمراء تتوقف أمامها ببطأ،لينزل الزجاج و تلمح سارة بجانبها كمال
"آنسة ثريا،هيا لنوصلك بطريقنا"صاحت سارة عبر النافدة
لم ترد عليها بل سارعت لتركب السيارة،لأنها كانت بحاجة الى تلك الخدمة..
دلفت الى السيارة لتشعر بدفأها و الذي سببه مكيف الهواء لتبتسم لنفسها،كان كمال يطالعها عبر المرآة الخلفية ثم ظحك لتلتفت له و تشير برأسها "ماذا؟"
ليردف بعد صمت قصير :"كنت ستتجمدين بالمحطة الحمد للله أن فكرة سارة كانت بمحلها"
أنت تقرأ
أحببت فتألمت(موقفة حاليا)
Romanceحبيبان ضحايا الحرب ... "ثريا"أنارت حياته "أمير"بطل قصة حبها