💫الفصل الثاني💫

496 21 5
                                    

تستيقظ على صوت قطارات المطر التي تنبش الزجاج مخلفتا وراء كل قطرة دمعة سائلة،

تفرك عيناها ثم تتكأ على خشبت السرير انها الرابعة و النصف صباحا،تقوم من سريرها بتكاسل متجهتا نحو الحمام،

جهزت نفسها،سروال أسود مع معطف طويل بني و حجاب في اللون الرمادي،يترافق مع لون الحقيبة و الحداء الرياضي

نزلت السلالم بخطوات خفيفة،لتجد الكل مستيقظ مجتمعين في غرفة المعيشة حول اناء به كعك و فناجين شاي

"السلام عليكم،ارى ان شهيتكم منفتحة منذ الصباح؟"سألتهم ممازحة

"ثريا،اننا نحاول أختي"تكلمت دمنة،صوتها نصف مستيقظ

"اذا كنت ترغبين النوم هيا عودي الى سريرك،لا تتعبي نفسك"أجابتها ثريا،تجلس بجانبها على الأريكة الجلدية البنية،أومئت دمنة بالسلب لتردف كليلة من الطرف الآخر من الأريكة

"لا،ثريا،الوداع يجب أن يكون شيق"قالتها كليلة،لتقهقه ثريا يدها على فمها كما العادة

"هيا لكي لا نتأخر على الرحلة"قالها الأب عمر لينهض الكل من بناته،بينما الأم مريم تخرج من المطبخ حاملتا بين يديها طبق من الحلوى..الحلوى التي تعشقها ثريا،بلمسة أمها الخاصة

"ابنتي،خدي معك بعض من أطباقي لتركيا،بارك الله فيك"

حملت الطبق المغلف،أخدت تنظر له لبرهة ثم رفعت رأسها نحو امها بعينين مترقرقتين بالعبارات،لقد خالجا للتو ذلك الشعور انا ستفقد عائلتها،تشتاق اليها،

"ما بك يا ابنتي؟"تسائلت الام مريم يدها على خدي ابنتها تمسح دموعها

"سأشتاق لكم أمي"حظنت أمها حظنا دافئا مليئا بمشاعر الأمومة و الأموة

"انشاء الله لن نكف على زيارتك كل شهرين" قالت الأم

"غير كافي" قالت ثريا بينما يدها تشابكت مع يد أمها

"حسنا،قولي لأبي أن يشتري لك طائرة خاصة و زورينا كل أسبوع" قالت كليلة

"غير كافي،كل يوم أفضل" أكملت دمنة مقلدتا ثريا

[...]

بعد وداع حار و تبادل الأحضان الدافئة المليئة بمشاعر الأمومة و الأموية،و قبل طويلة لكلتا من الأخوتيها و وداع مليئ بالدموع مع أبيها،إتجهت ثريا نحو المدخل المخصص للطائرة المتجهة نحو وجهتها

جلست على مقعدها جنب النافدة بعدما أخرجت سماعات أدنها و أوصلتهما مع هاتفها،حان وقت الإسترخاء تمتمت لنفسها مبتسمة وضعت كلتا السماعتين على جانب أذنيها ثم أغمظت عيناها مستمتعة بمخرج حروف قارئ القرآن الكريم بكل وظوح،

مرت عدة دقائق على جلوسها في تلك الوضعية،لكن شعور أنها ترتفع من على سطح الأرض الذي خالجها للتو،جعلها تعدل من جلستها و تشدد قبظتها على طرفي الكرسي،

أحببت فتألمت(موقفة حاليا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن