ذوي الدمــاء الـسوداء 《 4 》

422 20 22
                                    

في حين إن هانكينغ كانت دموعه السوداء
تغطي وجنتيه ، حتى الدهشة غطت ملامحه
عند ملاحظته لييسونغ يقفز من سور الطريق
هامساً : أيجب عليّ فعل كل شيء بنفسي ؟
وفي أثناء نزوله لأسفل منحدر الطريق
تحولت بؤبؤتيّ عينيه للأبيض يحيطهما
خطاً دقيق بالأسود وتحول بياض عينيه
بلون النبيذ الأحمر وإزدادت أنيابه طولاً
بوضوح ، قبل سقوط كيوهيون في اللحظة
الأخيرة ، أحاط ييسونغ يديه بالجزء
العلوي من جسد كيوهيون وكأنه يحتضنه
قبل أن تحط قدميه على الأرض الصلبة
ويقفز به للأعلى على صخور المنحدر
المتدرجة هامساً : لا تخف .
في حين إن الطرف الآخر شيون ، قد
إتكأ على أحد أبواب الشقق يثير بها
ضجةً لمن يعِيشُ داخلها وإنزلق
أرضاً حتى جلس ، يغمض عينيه
وصدره يعلو ويهبط مُثقلاً بأنفاسه
يمسك بكاحله لقد تلقى ضربةً قوية
من أحد أفراد تلك العصابة على كاحله
سببت له ألم كبير وكدمة قد شوهت جلده
فتح عينيه على وسعهما عندما سمع
بصوت قفل الباب وإنه بدأ بالإبتعاد
عن خلف ظهره ، سريعاً إتكأ على يديه
المصابة حتى لا يقع ونظر للأعلى بعينيه
ليجد فتاة تمتلك شعراً أسوداً طويل
لمنتصف ظهرها ترتدي منامة بيضاء
تبدو كدمية ويبدو إنها تستعد للنوم
الفتاة شهقت عندما رأت المصاب
بجروح وكدمات ودماء قد لطخت
الدماء فتحتات بعض جروحه
شهقت الفتاة متعجبة لحالته : .. أأنت بخير ؟
أنت تنزف في عدة أماكن !
شيون تمتم بإنه بخير قبل أن
يحاول رفع نفسه للوقوف مجدداً
قبل أن يتكأ مجدداً على الجدار
المجاور للباب ، ساقه المصابة
بدأت تفقد قوتها وكاحله يؤلمه بشدة
وضعت الفتاة يدها على كتفه :
يبدو إنك تحتاج المساعدة .. دعني أعالجك مؤقتاً .
شيون إلتفت لها بحاجبين مقطبين
وهي إبتسمت له تُطمئنه قبل أن
تمد يدها الأخرى وتضع يد شيون
حول عنقها في محاولةٍ لإدخاله
حالما أدخلته ساعدته في الجلوس
على الأريكة الناعمة وإستأذنت منه
لإحضار الكمادات والإسعافات الأولية
شيون قبل أن تبتعد عن عينيه همس  بـ: شكراً .
وهي إبتسمت له بلطف وغنج وغادرت
شيون أرجع رأسه للوراء يُخرج نفساً عميقاً
وبدأت كومة أفكار تسرق وعيه عن واقعه
* مالذي أدخلت نفسي فيه ؟ تباً
إلى أين سوف أذهب ؟ وأي مأوى سأجد ؟
كما إن جميع أشيائي بذلك الميتم
اللعين حتى الخاصة والسرية منها
وأنا لا أثق بتلك المخلوقات أياً كانت *
عادت الفتاة وجلست بجانبه على الأريكة
أمسكت بمناديل رطبة وبدأت بمسح
جروح وجهه ، مما أحرق ذلك شيون
وأغمض عينيه بقوةٍ فِي ألم
إعتذرت الفتاة : آسفة ، لكن أنا مضطرة لهذا تحمل قليلاً .
بينما هي تنظف جروحه قطعت الصمت
الذي ساد عليهما منذ دقائق : أنا أُدعى آيو ، وأنت ؟
شيون همس : شيون .
آيو إبتسمت على الرغم من إن شيون
مغمض العينين : سُررت بمعرفتك .
أنهت تنظيف وجهه وبدأت بتجفيفه
من الماء : هل تمانع أن تخبرني ماجرى لك ؟
لمحة من ذاكرته قد راودته " المتنمران
كانا يقفان على الجانب بذهول ورعب ! :
م-ماهذا ؟ انت لست بإنسان !
إلتفت لهما : هذا صحيح "
حينها شيون فتح عينيه في لحظة
وأمسك بيدها التي كادت أن تضع
أحد اللاصقات عليه ، الفتاة تفاجئت
للحركة المفاجئة نظرت له بدهشة
ثم نظرت ليديهما ؛ شيون حينها أدرك تصرفه ثم
ترك يدها ببطئ : أعتذر ، هلا أرشدتني لدورة المياه ؟
الفتاة لا زالت في تأثير دهشتها أشارت له
وشيون بألم وخطوات غير متوازنة يتكئ
على ماحوله وصل لدورة المياه
دخلها وإتكأ على حوض غسل اليدين
ينظر لأسفله * هذا لا يصدق .. كيف
إن ذلك الشخص اللطيف والنقي
تحول لهذا القاتل المتهور ، إنه
لا يشبهه .. كيف له أن يكون نفس
الشخص .. ؟! والأصعب من ذلك
إني أصبحت شخصية جديدة
في قصة الرعب هذه .. أتسائل
ما إذا كان بإمكاني الهروب
والخروج منها .. ماهم ؟ وحوش ؟
مصاصي دماء ؟ أليست تلك خرافة ؟
أم كانت تلك القصص والأفلام لتحذرنا عنهم ؟
هل يجب عليّ إبلاغ الشرطة والسلطات ؟
وهل سوف يصدقونني حتى ؟ في حين
إن الميتيم له حقوق التبليغ عني كيتيماً
هارب ! يا إلهي مالذي حدث لحياتي
المسالمة ! كيف دخلت في خوض الأحداث
هذه .. لا يمكن أن يكون هذا حقيقة
يصعب علي تصديق ذلك والتعايش معه
لقد رأيت ٣ أشخاص أمامي تُسفك دمائهم
لهواً وعبثاً من نفس الشخص الذي حماني
من أن تُسفك دمائي ،، يالهذا القدر الغريب
لم يكن عليّ معرفة هذا الجانب من العالم *
شيون في وقته الحالي لا يريد أجوبة
على تساؤلاته في أحداث حياته السابقة
كل مايريده أن يخرج من هذا الأمر الغريب
يرفض تصديقه لكن الأمر أكبر من أن ينكر حدوثه
ويرفض التعايش معه لكن الأمر أكبر من أن يتجاهله
تلك الأفكار المشوشة .. ليست واضحة
بما فيه الكفاية لتعطيه قراراً يقدر
به على إكمال حياته بطبيعية تامة !
لعن نفسه مراراً وتكراراً وتمنى أن تعود
حياته للسابق وأن يرجع للوراء
ليعيش معهما ويُقتل معهما بحادث
السيارة ذاك ، وبذكرى والديه في أفكاره
أليس هو هنا .. أليس ماوصل إليه بسببهما
لو لم يحدث ماحدث ولو لم يخططا
لزيارة أحد أصدقائهما .. لكان الآن
يتناول العشاء مع والديه ويتشاركان
أحداث أيامهم ويضحكون بسعادة معاً
ماهذه الأفكار الغبية كيف لهذا أن يكون خطأهما
كل مايجري له .. يقوده للجنون ؟! .
فتح شيون صنبور المياه وضم كفيه
أسفله حتى إمتلأ بالماء ورفع يديه
ليسكب الماء على وجهه يحاول
مسح تلك الأفكار بعيداً وعدم التفكير
بها مجدداً لا يلاحظ ذلك الشخص
الذي يطل عليه من النافذة .
شيون أغلق صنبور المياه وسمع طرق على الباب
تحدثت آيو مِن خلف الباب : هل أنت بخير بالداخل ؟
شيون إلتفت وعاد للإتكاء على الجدار
وكأنه عجوز يناهز السبعينات من عمره
لكن صوت تكسر زجاج من خلفه مدويّ
وقبل أن يلتفت وجد إن كل ماحوله
بدأ يختفي شيئاً فشيئاً ويحل مكانه الظلام
مالذي يحدث ؟ مالذي جرى الآن ؟
أين أنا لما فقدت الشعور بجسدي وحواسي ؟
هذا .. هذا .. مخيف !! .
شهقة عالية وعينان مفتوحتين لأقصى حد
وبدأ جلده بإفراز العرق بكثافة
رفع شيون الجزء العلوي من جسده
قبل أن يشعر بوخزات وتقلصات في جسده
وكأنه مخدر ونائم منذ فترة طويلة !
أغمض عينيه في ألم ودوار برأسه * أكان
كل ذلك كابوساً .. أرجو ذلك * إلتفت
شيون للنافذة التي إستقبلت ضوء
الشمس لداخل الغرفة يعطيها منظراً
جمالياً ، أبعد شيون غطاء السرير
وأنزل قدميه أرضاً وبدأ يخطو وهو يعرج !! .
نظر للأسفل ليجد كاحله ملفوف بضمادات !
فتح عينيه على وسعهما وأسرع للمرآة يعاين
نفسه قبل أن يرى بعض الكدمات وخدوش
إختبأت خلف لاصقات الجروح ، إلتفت
شيون للخلف ، يجد سرير كيوهيون خالي
ومرتب كـكل صباح منذ وصوله لهذا الملجأ
أكان كاوبس ؟ لكنه بدى حقيقياً جداً
بدى مرعباً ومؤلماً .. أليس دائماً تكون
الكوابيس هكذا ؟ شيون وضع يده على رأسه
بدأ الدوار يزداد بسبب أفكاره المشتتة
شيون لم يلاحظ ذلك مسبقاً لكن حركة
جسده بطيئة ومتصلبة نوعاً ما وكأن
قد مرت فترة طويلة لم يحرك جسده
شيون : هذه الجروح تدل على إن كل شيء حدث
حقيقي ، لكن لِمَ هذا الصباح يُعاد مجدداً
وكيف وصلت إلى هنا ؟ ولِم كل شيء ... يبدو طبيعياً
نظر شيون ليديه التي أحاطتها الضمادات * يبدو
وكأني أعيش في الكابوس والواقع معاً
الأمور إختلطت عليّ بشدة .. أكره هذا *
فتح شيون باب غرفته ببطئ يطل للخارج
ثم أخرج رأسه ببطئ ينظر للأرجاء
ذلك الباب المقفل دوماً .. مفتوحاً الآن ؟
لطالما راود شيون الفضول لفتحه وإيجاد
بداخله مايسبب تلك التحذيرات والأقفال حوله
وبالعادة شيون ليست له القدرة والسيطرة
على إيقاف فضوله من تسيير جسده .
نظر حوله حتى يتأكد من عدم وجود أي أحد
ثم إتجه للباب بتسلل وإقترب منه لم ينظر
إلى ما بداخله لإنه يستطيع سماع صوت ييسونغ
وجونغسو ودونغهي بالداخل ، لذا هو
إستند على الجدار يتنصت .
بالداخل : ييسونغ فتح باب القفص
الذي يبدو كالسجن : على الرغم من إن جراحه
مفتوحة ولا يزال ينزف إلا إنه لم يفقد وعيه
بعد مرور يوماً ونصف على الحادثة
قوته تتطور بأسرع مما إعتقدت فهي تدعم جسده
حتى لو تفتت عظامه فهي سوف تكو كدعامة
حديدة لحركته وقوام جسده بسبب حجمها الزائد
لكنها تعطي بالطبع ضغطاً هائلاً عليه ، لكن على مايبدو
لا يزال في غير وعيه .. .
إقترب ييسونغ و وضع قدمه على جرح كيوهيون
وضغط عليها يعطيه جُرعةً من الألم
دونغهي صرخ بذعر : ييــــســــونغ هـــــيــــــونــــــغ !!! تـــوقــــف ! .
ييسونغ أبعد قدمه عندما وجد كيوهيون
إستجاب له بحركة سريعة قد إستقام و وقف
على قدميه ومد يديه ليهاجمه وييسونغ
بإبتسامة مستفزة تراجع للوراء
خارج القفص وكيوهيون توقف
بسبب تلك الأصفاد محكمة على أطرافه
دونغهي : هيونغ ، أرجوك دعني أعالج جِراحه .
ييسونغ : مستحيل ، دعه هكذا لأكبر
فرصة ممكنة ، أريده أن يفقد وعيه حتى
يعود إلى طبيعته .
شيون بينما هو يستمع لاحظ وجود المفتاح
في قفل الباب ، بحركة سريعة أخرج المفتاح
وآخذه ثم رجع بسرعة لغرفته !
أخذ شيون نفساً عميقاً مايحدث له كفيلماً
قد شاهده مع عائلته ، أحداث غريبة ومشتتة
غير واضحة ، لا يعلم مايعيشه الآن
لا يعلم هل هو يقظ أو نائم !
لم يعد يعلم أين هو الآن
ومايحدث ومايعيشه وكيف يتصرف !
يريد فقط أن يأخذه الموت بعيداً
عن هذا العالم المقرف .
سمع صوت جونغسو وهو يخرج ويبحث
عن المفتاح ، شيون فتح يده ليظهر
مفتاح بلون النحاس .. ربما .. إن
وضع أملاً .. ربما هذا سوف يساعده
في إتخاذ مصيره وحياته .. ليتخلص
من كل هذه الترهات التي تحدث له
خرج من الغرفة مجدداً وهو يضع
كامل أمله في ذلك الباب الذي لا يعلم
مالشيء الآخر الذي سوف يكتشفه الآن
في حين إنه الصباح الباكر وربما عاد
الجميع لغرفهم ، قرر شيون السير
نحو تلك الغرفة ، قلبه ينبض بقوة
خائفاً من شيئاً يجهله في داخلها
ومعدته تألمه يشعر إنها بعيدة كل البعد
لكنه في ثواني وصل لها .. أمسك مقبض الباب
وبكل هدوء وبطئ فتح الباب وهو يتلفت
في أرجاء المكان ليتأكد إن لا احد حوله
فتح الباب ببطئ و وجد سُلماً أمامه خطى
للأسفل بخطوات متسللة وهو يتكأ على الجدار
بيده ، كانت الغرفة مظلمة وكلما نزل للأسفل كلما
كانت أشد ظلاماً ويستطيع شم رائحة غريبة
رائحة تعفن ربما ؟ بينما شيون يتكئ بيده
على الجدار لمس مفاتيح الضوء وفتحها
ليجد أمامه ما كان خائفاً من أن يجده
كيوهيون داخل قبضان حديدة
سائلاً أسود يسيل من رقبته لصدره وبطنه
التي إمتلأت بذلك السواد الغريب
شعراً رمادي لامع ومعصميه وفخذيه وكاحليه
قد أُحكم عليها أصفاد سميكة من حديد
موصولة بسلاسل عريضة مرتبطة بالحائط
خلفه . المشهد جعل شيون يضطرب
ويرتعب ، عينيه متسعة وشُل لسانه عن القول
رفع كيوهيون رأسه ببطئ وظهرت عينيه
لكن ... عينيه الطبيعية ، عدساته بنية
ويحيطها بياض عينين كأي بشري
وهمس بصوت ضعيف : مالذي تفعله هنا ؟
شيون كان متجمداً مصدوماً والرعشة
تتجول بجسده ذهاباً و إياباً ، سكن الخوف قلبه
كيوهيون فتح فمه مجدداً بضعف وتحدث :
إبتعد وأخرج .. لم يكن يجب عليك رؤية هذا
هيا .. إبتعد الآن .
شيون تحدث بعدما لمح عينيّ كيوهيون
من بين خصل شعره الرمادية التي
تغطيها : كيو .. هيون ؟
كيوهيون : أهرب بعيداً .. لا أستطيع
الحفاظ على بقاء وعييّ هكذا
لكن يجب عليك أن تـ- آااه .
نكس كيوهيون رأسه وهو يتأوه
و وضع يده على رأسه بألم مُتقلصاً
ثواني ثم رفع رأسه لتظهر تلك
العينان التي محت مظهره المثير
للشفقة سابقاً إلى مظهره المرعب
تلك العينان ذو العدسات البيضاء
والإحمرار حولها .. يحدق له بنظرات
ليست طبيعية .. نظرات سببت رجفة له
شيون تراجع للخلف ثم إستدار
يجري لكن توقف بمنتصف السلم
عندما وجد أحدهم يقف هناك
ويبتسم له بشعره الأبيض ، الضوء
إنعكس على نظاراته حتى لم يعد
يرى عينيه ، خلع الشاب نظاراته
وظهرت عينين تلونت بالأحمر والأبيض
وهمس ييسونغ : وجدتك .
دب الخوف في جسد شيون وهو يحدق
فيه بنظرات مرتعبة .



ذوي الدمـاء الـسوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن