ذوي الدمـاء الـسوداء 《 2 》

524 23 14
                                    

ذوي الدمــاء الـسوداء

شيون كان مستلقياً على سريره
الغرفة مظلمة ماعدى بعض خيوط
القمر التي تضيء الغرفة والجو
الذي بينه وبين شريكه في
الغرفة كان هادئاً .. شيون لم ينم بعد
لقد كان يعطي ظهره لكيوهيون ، ينظر
للنافذة يشاهد القمر المضيء ، بينما أفكاره
قد أعمته عن ضيائه ! لقد مر شهراً منذ
وفاة والديه .. لا يستطيع النسيان
ولا يستطيع التخطي ، لا زالوا أحياءً
في عقله .. لا زالت ذكريات وجودهما
معه ، إبتسامتهما ، ضحكاتهما ، شجارهما
لا يزال يتذكر كل شيء ! كيف له أن ينساهما
لقد كان من المبكر جداً أن يرحلا عنه في
حين إنهما ينادونه " طفلنا " ، وهل يوجد
طفلاً صغير يتركاه والديه في مكاناً أوسع
من أن يستوعبه ... وبعد رحيلهما شاء القدر
أن يخلق له أوجاعاً أكبر في حياته !
كل شيء ساء في غيابهما .
هل لكما أن تشعرا بإبنكما وترحمونه
قليلاً من هذا الألم .
شيون انقطعت أفكاره بعدما سمع صوت
حركة السرير ، لم يلتفت أو يستدير لكنه إستطاع
رؤية الظل الذي أخذ الجدار مكاناً له .
وقف كيوهيون بخطوات متمايلة كثملاً
يمشي بخطوات مترنحة ! جسده يتمايل معه
أنفاسه كانت عالية لصعوبة تنفسه
ظهره مائل للأمام ويديه تتدلى على جانبيّ
جسده ، فتح الباب وهم بالخروج يغلق
الباب ببطئ ... غادر كيوهيون لدورة المياه
متجهاً نحو المرآة ، رفع رأسه ينظر لنفسه
خائفاً أن يقابل ذلك الوجه الذي لا ينتمي
لشخصاً طبيعي .. نعم ذلك الوجه !
إنعكاسه على المرآة ! الشعر الفضي اللامع
وتلك البؤبؤتين البيضاء يحيطهما بحراً
من اللون الأحمر كدماً قد لطخ عينيه .
برزت أنيابه وإزداد وجهه شحوبة وبياضاً .
همس كيوهيون بين أنفاسه : تباً دعيني وشأني .
أسند جبينه على المرآة وبدأت دموعه
بالسقوط من مقلتيه .. حتى دموعه قد
تلونت بالأسود وكأنها ملوثة .
يبكي على ماذا ؟ يبكي على ألمه ؟
يبكي على حاله ؟ يبكي على مستقبله
الذي لن يكون أكثر من أسبوع ؟
كما الناس الطبيعية فهم يفرحون كثيراً
عند إقتراب ذكرى أعياد ميلادهم.
بينما كيوهيون هنا يحمل هماً ثقيلاً
على كتفيه .. في يوم ميلاده إما
يقتِل .. أو يُقتل .
كيوهيون قد سقط أرضاً يعانق قدميه
لصدره : مالذي يجب عليّ فعله الآن ؟
إن لحقت به فـيمكنك رؤيته من شق
الباب الغير مغلق ، في وسط أرض
دورة المياه يوجد ذلك الشخص المدعو
بـ" كيوهيون " في وسط الظلام وحيد
إلا مع ضوء القمر الذي يواسيه في
وحدته وظلمته ، تستطيع سماع صوت
النحيب حيث الصدى قد أُمر بتكراره
على مسامع نفس الشخص الذي ينتحب .
في الصباح : إستيقظ شيون
وإنزعج من ضوء الشمس الموجه له
مباشرةً رفع الجزء العلوي من جسده
ومدد يديه يتثاءب ، إلتفت للجهة
الأخرى وجد سرير كيوهيون مرتباً
و خالي ، رفع قدميه عن الفراش
للأرض أخذ عدة دقائق قبل أن يقف
على قدميه ، يفتح حقائبه ويُخرج
فرشاة أسنانه . هانكينغ ربت على
شعر كيوهيون : كيو .. تبدو أفضل اليوم .
إبتسم كيوهيون : نعم ، تلك كانت
إنتكاسات بسبب تطور وتضاعف القوة
لديّ هي لا تدوم طويلاً فقط بضعة أيام .
ييسونغ مر من بينهما ودون أن ينظر
لهما أو يتوقف لهما حتى ، تحدث : لا تدوم
طويلاً ، لكنها سوف تتكرر كثيراً .
كيوهيون نظر لظهر ييسونغ وهو
يمشي * هذا صحيح ، أنا أعلم
هذه ليست سوى البداية لألماً
لا يقاوم .. أنا خائف * ، في مائدة
الطعام ، الكل كان يجلس بهدوء
ويتناول طعامه ، كيوهيون من كان
يجلس بجانب شيون : شيون-شي .
إلتفت شيون له ، كيوهيون : هل
تعرفت عليهم ؟
شيون نفى برأسه : لا أعرف  سوى جونغسو-هيونغ
و دونغهي-شي  و اينهيوك-شي  و .. أنت
كيوهيون إبتسم له ثم تحدث :
هذا الشاب الذي يرتدي النظارة
يُدعى كيم ييسونغ .. وأنظر
للشخص القصير بجانبه ذلك
هو كيم ريووك .. والشاب هناك
ذو الشعر الأحمر يُدعى كيم هيتشول
هو هيونغي المفضل . وهنالك بجانبه
هانكينغ-هيونغ .. هو صيني الجنسية
لكنه هنا في كوريا منذ ان كان طـ- .
شهقة من كيوهيون لفتت إنتباه شيون
كيوهيون غطا وجهه بيديه * الأمر
يحدث مجدداً * ريووك رأى مايجري ثم وقف يتجه
نحو كيوهيون ليتدارك الأمر : كيوهيون
يبدو إنك لم تشفى جيداً بعد تعال معي
لتستريح وسوف أناولك أدويتك .
شيون كان يراقب بإهتمام .. أي
مرضاً يعانيه هذا ؟ وقف كيوهيون
وهولا يزال يغطي وجهه مع ريووك مغادراً
شيون كان يراقب الفتيان حتى خرجوا من المكان
جونغسو : آه .. هيا الكل يكمل تناول طعامه
لا تقلقوا على كيوهيون ، سوف أتأكد من
وضعه لاحقاً .. الآن الجميع ليتناول طعامه !
شيون أعاد نظره لجونغسو ، حاول تكوين
بعض الجمل في ذهنه قبل أن ينطق بها
لكن وكأن شيئاً ما قد إخترق رأسه
إلتفت شيون ليجد ذلك الشاب الذي
يرتدي نظارات يحدق عليه بطريقة
مخيفة محت كل تلك الجمل التي كاد
أن يسأل بها * ماهذا بحق الجحيم !
في كل مرة ينظر لي هذا الشاب فيها
أشعر وكأن مجموعة من السكاكين
تطعن وجهي * نسى شيون ماكان يفكر
فيه ولم يستطيع التحديق طويلاً بييسونغ.
في غرفة كيوهيون وشيون
كيوهيون : لا تقلق هيونغ
مجرد نكسة .. لقد ذهبت الآن .
ريووك نظرر بحزن لكيوهيون
لم يتبقى سوى أسبوع على يوم
ميلاد كيوهيون لعمر ١٨ ! وهو
لم يجد متعاقد دموي بعد .. الأمر
سوف يُحتم بموته و ريووك لا يريد
هذا ، لهذا هو عانق كيوهيون .. كيوهيون
ظل على حالته هذه التي تفطر القلب
لأربعة أشهر .. جسده أصبح هشاً
و لم يعد يحتمل .
فصل ريووك العناق : أنا آسف هيوني
آسف لإني لا أستطيع فعل أي شيء
لمساعدتك .
كيوهيون : لا بأس هيونغ ! فقط
قليلاً .. فقط أسبوع .. وسوف
ينتهي كل شيء .. للأبد .
ولم يُخفى على ريووك نبرة
كيوهيون التي كانت تحمل
التعب و الحزن .
كيوهيون إغمض عينيه يتنهد
دخل شيون الغرفة ليقاطع عناقهما
دون أن يستطيع منع فضوله :
مالذي سوف ينتهي في أسبوع ؟
فزع الشابان ونظرا إليه بعينين
متوسعتان ، لقد كانا في لحظة
خطر أمام شيون .. تباً كان يجب
عليهما أن يحذرا أكثر ، لكن كلامهما
كان بسيطاً وفي نفس الوقت معقداً
وغامضاً أكثر من أن يُفهم .
كيوهيون وقف : أوه صحيح
يجب عليّ توفير المكان لأشيائك .
شيون ظل صامتاً يراقب كيوهيون
شيون يستطيع الشعور بإن هنالك
شيئاً خطأ في هذا الملجأ .. يشعر
وإنه لا ينتمي لمجموعة اليتامى هنا !
لكنه سوف يتغاضى عن هذا الشعور
للحظة ليلفت إنتباهه لأشيائه المكدسة
بجانب سريره . رتب كيوهيون أشيائه
وقلص حجم المساحة لأشيائه الخاصة
لتوفير المكان لشيون
حينما شيون
يرتب أشيائه ، كيوهيون كان يعيد
ترتيب خزانة ملابسه حتى يعطي
شيون مكانةً لملابسه ، بينما شيون
كان يعبث بحقائبه قبل أن يتوقف
وينظر لكيوهيون من الخلف وهو
يرتب ملابسه ، كيوهيون يتحدث
ويعلق كثيراً : أوه ، قميصي المفضل
ظننت إني رميته ، أوه أنا أعرفك
ياصديقي لدى هيتشول هيونغ
واحداً مثلك ، أوه مرحباً أيها القديم
لدي الكثير من الملابس حقاً
أتسائل هل سوف تكفي نصف
المساحة لكل هذا .
ظن شيون لوهلة من كيوهيون إنه
شخص منعزل ولا يحب الإختلاط
هادئ ولا يحب الغرباء لكنه يبدو
مرتاحاً معه كأصدقاء قُدامى
كيوهيون كان يرمي كل ملابسه
في أي مكان خلف ظهره ليجعل
خزانة الملابس خالية تماماً .
كيوهيون إلتفت لشيون بإبتسامة
جميلة : ياهووو شيون-شي ، لقد
أفرغت المكان لك هنا ، ضع
ملابسك وأشيائك حالما تنتهي
سوف أضعي ملابسي بعدك أنا أيضاً .
شيون أومأ بصمت وسحب
حقيبة ملابسه لخزانة الملابس
ثم طوى ملابسه و رتبها داخل
رفوف خزانة الملابس ، الدرج
أسفل ، لاحظه شيون وسأل :
كيوهيون-شي ، هل .. تحتاج هذا ؟
كيوهيون نظر لما يشير عليه شيون
ثم نفى برأسه وإبتسم لشيون قبل
أن يتحدث : نادني كيوهيون أو كيو فقط .
تلك الإبتسامة .. نقية و لطيفة للغاية
لكن .. شيون لا يسعه أن لا يفكر عن ذلك
لكن إبتسامته جميلة ومشرقة
كيف لهذا الشخص أن يبتسم بهذه البراءة
بينما حدس شيون يخبره بإن مايخفيه
عنه ليس له صلة بالبراءة مطلقاً .
شيون إبتسم له إبتسامة سريعة قبل أن
يقف يتجه نحو أحد حقائبه البعيدة
بجانب سريره ، شيون كان يبحث فيها
عن مبتغاه و وجده
ذلك الصندوق
الأسود .. إحتضنه شيون الصندوق
بكفيه .. تأمله للحظة .. هذا الصندوق
يحوي على سعادته التي تدمرت
في لحظة ، لا زال يود المحافظة على
تلك الذكريات وتلك الأوراق التي
تحتوي على صور والديه حيث متى
ما كادت الدنيا أن تُنسيه ملامحهما
سوف يتأمل صورهما ، حيث متى
ما واجه مواقف سيئة وحزينة سوف
يشكو لهما .. لن يرمي مثل هذه
الصور والذكريات . وقف شيون
يمسك بالصندوق وحرك قدميه
نحو خزانة الملابس ودون أن ينتبه
تعثر بملابس كيوهيون ، سقط شيون
أرضاً و إبتعد الصندوق عن يديه
فُتح الغطاء قبل وصوله للأرض
وتناثرت الصور على كيوهيون !
تفاجأ كيوهيون بالورق الذي
إجتمع حوله ، أمسك بالصورة
التي توقفت على رأسه ، يجد
صورة لشيون يرتدي زي التخرج
مع رجل وإمرأة كبيران بالسن
يشبهانه ، خمن كيوهيون إنه والديه
شيون وقف مسرعاً يتجاهل ألم
سقوطه ، وأسرع بجمع الصور
كيوهيون أعاد له صورة والديه :
آسف لم أقصد التطفل .
شيون أخذها منه : لا بأس .
جمع شيون الصور بسرعة
و أعادها للصندوق ثم جلس
ينظر له فترة قبل أن يغلقه
كيوهيون : ... كان لديك .. والدين ؟
كيف فقدتهما و وصلت إلى هنا ؟
شيون صمت لفترة قبل أن
يتحدث بنبرة منخفضة : لقد
فقدتهما قبل شهراً من الآن
في حادثاً قوي قد قتلهما معاً
لقد كان الحادث صباحاً حين
كنت في مدرستي .. رجعت
لمنزلنا لأجد الجيران مجتمعين
هناك ولم أجد والدايّ بينهما
ذلك قبل أن يخبروني بإنهما
قد قُتلا في حادث شنيع .
كيوهيون : أنا آسف للغاية .
شيون ظل صامت لفترة ينظر
للصندوق قبل أن يقف ويضعه
داخل خزانة الملابس .
بينما كيوهيون تحرك للمكتب
ليُزيل أغراضه ، كان الجو صامتاً
بينهما دقائق ، فتح كيوهيون
فمه : شيون-شي .. هل يمكنك
أن تصف لي شعور إمتلاك والدين ؟
شيون تفاجئ للسؤال : مـ-ماذا ؟
كيوهيون لم يلتفت أو ينظر لشيون
لقد كان يعطيه ظهره له ، شيون نظر
لكيوهيون بنظرات متفاجئة قليلاً :
ألا .. تتذكر لحظاتك مع والديك ؟
كيوهيون صمت لثواني وإلتفت
لشيون يبتسم : لقد تخلى عنيّ
والديّ ، منذ صغري وطفولتي
لا أتذكر أي لحظة في طفولتي معهما
لقد .. رموني ! لا أملك أصغر ذكرى
معهما .. لقد إستوعبت حياتي وهذا
العالم قبل أن أستطيع رؤيتهما أو تذكرهما
أنا .. لا أملك والدين كما كنت تملك
لذا لا أفهم شعورك عندما فقدتهما
لكن أستطيع معرفة من حزنك إنهما
كان محبان وسعيدان معك .
كيوهيون ظل مبتسماً ينظر للأرض
لم تكن إبتسامته حقيقية كالسابقة
كانت إبتسىامته كغطاء لوجهه الحقيقي
الذي يكشف مشاعره الحقيقية .
شيون بعد دقيقة : لقد كانا يحميانني
من كل شيء وأي شيء ، رعوني كثيراً
وإهتمامهم فيّ أكثر من إهتمامهم بنفسهم
لطالما كنت معهما عينايّ كانت دائماً
تشع بالسعادة ، لقد كان الجيران يضربون
فينا مثل العائلة السعيدة ، كانت سعادتي
وحياتي تتمحور حولهما .
كيوهيون : ... فهمت ! من السيء أن تفقد
شعوراً إيجابياً و سعيداً والأسوأ أن
تفقد الأشخاص الذي كانوا يعطونك
هذه المشاعر أنا أحسدك .. كانت
لديك حياة و والدين سعيدين .
كيوهيون وقف يحمل أغراضه :
حسناً حسناً لنوقف هذا الجو الحزين
والمواضيع البائسة ، أنظر لديك
مكاناً لأغراضك الأخرى هنا .... هيونغ ؟
شيون إلتفت عندما سمع آخر كلمة
كيوهيون : يمكنني ... مناداتك هيونغ ، نيه ؟
شيون إبتسم له : بالطبع ، كيو .
كيوهيون إبتسم وشيون حمل
أغراضه : إذاً أين أضع هذه الأغراض ؟
كيوهيون أشار للمكتب : أوه ، هنا هنا .
شيون : هذا كله لي ؟ ماذا عن أشيائك .
في حين إن الغرفة مغلقة ، ييسونغ
كان يستمع لكل مايجري يستند بظهره
على باب الغرفة يمسك بكأس عصير
يحتوي على سائل أحمر اللون يرتشف
منه مغمض العينين ؛ هيتشول ودونغهي
مروا به وتوقفوا أمامه ، همس هيتشول :
مالذي تفعله ؟ لما تتنصت عليهما ؟
وقف ييسونغ وفتح عينيه ثم مشى
وتخطاهما : أتفقد الوضع فقط .
دونغهي وهيتشول لحقا به حتى
وصلوا إليه ، دونغهي : هيونغ ، هل
لديك خطة لإنقاذ كيوهيون هيونغ
قبل أن تتضاعف قوته في عيد ميلاده ؟
ييسونغ نفى برأسه : لا أستطيع إنقاذه
لكن كل ما أعرفه .. إنه يجب أن يُقتل
قبل أن يقتِل .
دونغهي توسعت عينيه : ييسونغ
هيونغ !! أنا لن أتجرأ على قتل
كيوهيون الصغير أو إيذائه أبداً
ليقتلني ويؤذيني ويعذبني حتى
لكن أنا لن أفكر حتى بقتله .
ييسونغ قهقه بصمت ، ثم توقف
عن المشي وإلتفت له هيتشول
و دونغهي ؛ ييسونغ : لم يطلب
أحداً منك أن تقتله أيها الأخ الوفي
ذو الإحساس المرهف " إرتشف القليل
من كأسه وبنظرة جدية " أنا من سوف
أقتله إن تطلب الأمر
____
الرواية لا زالت غير مفهومة بالنسبة لكم ، صح ؟؟
طلب بسيط .. خمنوا لي أي نوع من المخلوقات هم ؟
وحوش ؟ مصاصين دماء ؟ مستذئبين .. شي ثاني ؟

ذوي الدمـاء الـسوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن