ذوي الدمــاء الـسوداء 《 6 》

433 18 9
                                    


اليوم بدى مثالي ، أشعة الشمس التي نثرت خيوطها الذهبية بالأرجاء ، سماءً صافية من الغيوم وتجوب الرياح بين المباني تبعث بنسيماً مريح ، كان صباحاً مثالياً لتبدأ به يومك ، ماعدى ذلك الميتم ، شيون كان يجلس على سُلم القبو يضم قدميه لصدره ويُسند رأسه على ركبتيه ، يراقب ذلك القاتل ضئيل الجسم المحبوس خلف القبضان . كيوهيون كان بالمِثل يجلس ويضم قدميه لصدره ويُخبِئ رأسهُ بين رُكبتيه وشعره الرمادي بنعومة قد سقط على جلد ركبتيه شديد البياض ، وكانت الأرض من حوله ملطخة بالدماء ، لم يكن لشيون أي مغزى من فعله فقط أتى ليتأمل ويتعجب بتحول كيوهيون ! وكأنهُ يُشاهد حيواناً قد سُلبِت منه حُرِيته داخل أقفاص حديقة الحيوانات . لقد مرت أكثر من ١٠ دقائق وهم بهذا الوضع ، حتى رفع كيوهيون رأسه ببطئ يكشف عن عينيه ذو المنظر الغريب ، هاهما يتواجهان وجهاً لوجه وينظران في أعيّن بعضهما مباشرةً . بينما شيون يرمش وهو ينظر له شعر وإن ماحوله قد تشوش وتتداخلت الصور في بعضها البعض ثم شعر وكأن روحه تُنتزع من صدره ، إختنق بأنفاسه وبدأ بالسعال ، وسُرعان ما وقف يسعل ويضع يده على صدره يقطع تواصل الأعين المخيف ذاك ، نظر لما حوله وهو يلهث كل شيئ عاد طبيعياً ، أعاد نظره لكيوهيون الذي أرجع يُخبِئ رأسه بين قدميه ، ما كان ذلك الشعور اللعين التي تبعثه تلك العينين !! بين لهثاته أسرع يجري للأعلى ليخرج من القبو المظلم .. وضع يده على جانب رأسه يتنهد وكأنه كان على وشك الموت قبل دقائق .. أي حياةً يعيشها هذه ! أحداث مخيفة ومرعبة بين أشخاص مخيفين أشبه بقتلة يعيشون حكاية خيالية وهو قد أُضيف معهم كشخصية جديدة بدور " الضحية " أراد البكاء لإضطرارية عيش تلك الأحداث لكنه لا يعرف كيف يبدأ بكائه وكيف ينهيه .
إقترب ريووك منه : شيون-هيونغ ، سوف نذهب للمدينة لشراء حاجياتنا الغذائية ، هل تأتي معنا ؟! .
شيون : لكن .. اليوم هو يوم بلوغ كيوهيون عمر ١٨ !! هل سوف تتركونه بمفرده ؟
ييسونغ : نعم كلامك صحيح ، إبقى معه .. لربما يقتلك ونتخلص منك .
هانكينغ : يــاه !! ييسونغ توقف !
شيون : ألا يمكنك فتح فمك والتفوه بشيئاً لطيفاً لي ؟ لماذا تُحدِثني بهذه الطريقة ؟
إقترب ييسونغ منه وبنظرات جادة يرفع نظاراته بإصبعه : لإني لا أعرفك جيداً
ولا أريد رمي كلماتي اللطيفة عليك وأظلم نفسي وأندم عليها لاحقاً .
تدخل ريووك في الحديث الجاد هذا وإحتضن ذراع
يسونغ اليمنى يسحبه : سونغي لنذهب قبل أن نتأخر على كيوهيون .
إعتذر دونغهي وإينهيوك معاً لشيون لتصرفات ييسونغ
شيون : هل حقاً جميعكم سوف تذهبون ؟! .
هيتشول تقدم له : وماذا يمكننا فعله إن بقينا معه
لن يتغير شيء في حقيقة كون كيوهيون القاتل أو المقتول
ليس بيدنا حيلة لمنعه أو إيقافه أو علاجه
كما إننا سوف نحاول الرجوع قبل ميعاد ميلاده ، لا تقلق .
أومأ شيون له وهنالك وصمة حزن على ملامحه .
بينما الفتيان يتوجهون لموقف الحافلات
شيون سأل : هل كيوهيون أكثر قوةً منكم جميعاً ؟
أعني .. من حديثكم يبدو إنكم تخشون قوته .
إلتفت له إينهيوك : كلنا نستطيع الوصول لهذه
القوة وضِعفها لكن لوجود متعاقدون دمويين
فهم يمنعون القوة من وصولها لمستوى تدمر الجسد فيه .
شيون : إذاً لهذا لم تعالجون كيوهيون لخوفكم
أن يكون أقوى مما سيكون عليه .
دونغهي نفى برأسه : هذا سبباً واحداً فقط
لو تهشمت عظام كيوهيون فإن قوته سوف
تدعمه ليتحرك كما يشاء وكشخصاً أقوى
من قوتنا الطبيعية أي إن جروحه وكُسوره
لن تؤثر ، لكننا إفترضنا إن نزيف الدماء سوف
يجعله يفقد وعيه وبالتالي يعود لوعيه
لكن كانت فرضية خاطئة .
شيون : إذاً كيف يتم التعاقد الدموي
وكيف إكتشفتم الأمر .. ؟! .
دونغهي : مثل الأُناس الطبيعيون
لديهم فئات دماءً مختلفة مثل A- أو AB +
نحن أيضاً لدينا لكن مختلفة تماماً عن البشر
لهذا إن تداخلت دماء أجنبية مختلفة في شريان
الجسد فيُمثلان مزيجاً ويتغير بالتالي تركيب الدماء
لنوعاً جديد يمنع تطور القوة بشكلٍ قاطع
كما إن أول المتعاقدين الدمويين هما هيتشول-هيونغ
وهانكينغ-هيونغ عندما أصبح هانكينغ-هيونغ في
حالة كيوهيون وبدأ بمحاولة قتلنا ، هيتشول-هيونغ
كان أول من حاول إيقافه وأثناء القتال إختلطت
دمائهما ببعضهما لذا عاد هانكينغ-هيونغ لوعيه الطبيعي
وهيتشول من أطلق على هذه الحادثة بـ" المتعاقد الدموي " .
شيون : سوف تدمر جسده ، ﻻبد إنه يتألم بقوة الآن .
إينهيوك نفى برأسه : هذا غير صحيح ، كيوهيون
الواعي يتألم ويتعذب فقط ، لكن كيوهيون الذي تراه
الآ هو عديم المشاعر كما هو عديم الوعي
ﻻ يتألم وﻻ يتأثر كل مايريده هو رؤية مشهد
الدماء الحمراء تُسفك على يديه .
صعد الفتيان للحافلة بينما شيون ﻻ يزال يفكر
بالأمر يجلس في كرسياً وحيداً ، ﻻبد إن كيوهيون
ذلك الشاب اللطيف ذو الإبتسامة العفوية
يعاني لكي ﻻ يصل لهذا الأمر ، تذكر شيون
كيف كان كيوهيون يغطي نفسه في سريره
ويرتجف وحيداً في مكانه يحارب قوته
حتى ﻻ تغطي وعيه وتؤذي من حوله .
ﻻبد إن علاقتهم قوية كي يضحون بدماء بعضهم
أثناء عملية خطيرة قد تودي بحياتهم ، فقط لضمان
عيشهم مع بعضهم البعض .
تنهد شيون الكثير من المشاهد الخيالية لهم
تم تشغيلها في عقله .
حال وصول الحافلة للمدينة ، نزل شيون
من الحافلة و واجت عينيه مباني وشوارع
المدينة ، يوجد على جوانب الرصيف
مطاعم وجبات سريعةومقاهي وشقق سكنية
إستنشق شيون هواء المدينة بإبتسامة
وكل نفس يعيد ذكرى له في هذه المدينة
كم إشتاق لحياة المدينة الطبيعية والهادئة
و روتينه الذي كان مملاً قبل أن يدرك الآن إنه كان آمن
إنقسم الفتيان لقسمين ، طلاب الجامعة سوف
يغادرون للمكتبة لشراء كتبهم الجامعية
وطلاب الثانوية غادروا لمتاجر متخصصة بأدوات
المدرسة لشراء حاجياتهم الدراسية
و شيون كان مع هيتشول وهانكينغ وييسونغ
طلاب الجامعة بينما البقية طلاب الثانوية غادر
معهم جونسو لخوفه على ضياعهم في المدينة الكبيرة .
يستطيع شيون القول إنه قضى وقتاً ممتعاً
مع الفتيان الثلاثة وهم يتشاجرون ويضايقون
بعضهم ومنذ الحينة للأخرى يأخذون أراء بعضهم
في شراء بعض الأشياء .. إستمتع شيون
برؤيتهم في مثل هذه المواقف على الرغم
من إنه كان بينهم كطرفٍ مجهول بينهم
قضت الساعات دون ملاحظة أي أحد
لكن فكرةً قد إنبثقت في باله أشغلته
يبدون وكأنهم غير مُتأثرين بحالة كيوهيون
أو عدم الإهتمام بها إطلاقاً ، ومتفاجئاً من إنهم
يخرجون لشراء بعض إحتياجاتهم بينما
هنالك خطراً موشك سوف يخرج من قصفه في الملجأ
مالذي يفكرون فيه ياترى ؟
بعد خروجهم من آخر متجر لاحظ الفتيان
تغير لون السماء للون البرتقالي الممزوج
بإصفرارً خفيف وأُضاف إليه اللون الأزرق
الذي يزيد السماء جمالاً ، منظر الغروب
إتصل ييسونغ : جونسو-هيونغ ، لقد حان
الوقت إلتقٍ بنا في موقف الحافلات ، الآن !
في خوض هذه الأحداث :
وقف كيوهيون يمدد قدميه ثم بدفعة بسيطة
ليديه حطم السلاسل من الجدران التي لم يكن
قادراً مبسقاً على التحرر منها ثم حطم
السلاسل وفعل المِثل لقدميه
بينما لا زالت الأصفاد فقط مع جزء صغير جداً
من السلال حول معصميه وفخذيه و كاحليه
ركل قضبان الحديد بقدمه وحطمها تماماً
عن جدران القبو وهو يُنكس رأسه للأسفل
ثم صعد لأعلى وهو يضع إبتسامة صغيرة
لا تبشر بالخير ، ذلك الوحش ذو القوة المتزايدة
في كل ثانية قد خرج من محبسه !
أي مصيبةً سوف تحدث ياترى !
دخل رجلان يرتديان ملابساً رسمية تابعان
للحكومة لمتابعة حالة شيون والتحدث بشأنه
مع مدير الملجأ يحملان بين يديهما ملفات مهمة
في حال دخولهما وجدا إن الملجأ خالٍ من البشر
لا يتردد فيه سوى صدى صوتيهما وهما يناديان
على مجيب ، تعمقوا في الملجأ ليجدون شخصاً
يقف بجانب أحد الأبواب مستديراً يُعطيهم ظهره
شاب ضئيل الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير
يمتلك شعراً أ]يضاً تماماً وبشرة في غاية البياض
يرتدي تيشيرت أسود بأكمام طويلة إلى أصابعه
وبنطال باللون الأحمر توجد شقوق كثيرة فيه
وكدمات في بعض أجزاء جسده
تحدث أحدهم : عذراً أيها الشاب أين مدير الملجأ ؟
إلتفت كيوهيون لهم وأمال رأسه للجانب
لتبتعد خُصل شعره عن عينيه وتظهر عينيه
السوداء تماماً : آه ، دميتين في آنً واحد
سوف أستمتع للغاية باللعب معهم .
في صوته كان شيئاً من السخرية والرعب
تراجع الرجلان للخلف وهما يشاهدون هذا الفتى
أمامهم يبتسم له إبتسامة كبيرة بعينين
مرعبة أفزعت قلوبهم .
تقدم أحدهم محاولاً التحلي بالشجاعة :
من أنت يا هذا ، أتحاول إخافتنا !
لابد إنك أحد مراهقيّ هذا الملجأ
أين المدير ، هيا بسرعة لا نملك وقتاً
كافياً للهو معك .
كيوهيون فقط تحرك خطوة بينما هالة
سوداء غير مرئية تجوب حوله قبل أن
يمسك برأس الرجل ويدفعه للخلف
حتى كسر عظام رقبته وقطع الرأس عن الجسد
ثم أسقط الرأس ويسقط الجسد للأرض
بإيقاعاً واحد ، وهمس بنبرة ترتعد الأجسام
لها وهو يضع يديه على وجنتيه بطريقة
أشبه مخيفة بينما لطخ وجهه بالدماء : أنظر لتدفق
تلك الدماء من جسده ، أليس منظراً جذاباً مثيراً للدهشة .
دب الخوف في جسد ذلك الرجل وإلتفت
سريعاً للهرب وهو يصرخ ، بينما ضحك كيوهيون
ضحكته القصيرة : أنا أستمتع كثيراً هنا .

ذوي الدمـاء الـسوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن