١٢ عام

437 51 6
                                    

" لا اعلم من انت ، لقد مرت سنه من دون رد.
اريد ان اخبرك بالكثير اريد ان اتحدث معك عن ماذا تحب ؟ ماذا تريد ان تصبح بالمستقبل ؟ هل انت محب للنجوم مثلي ؟ هل انت رجل ام انثى ؟ كبير ام صغير ؟ حقاً لا اعلم لكن سأخبرك بالقليل عني لعلك ترد قريباً علي.
كما اخبرتك سابقا اسمي البراء والان عمري ١٩ عاماً ، اشتغل في النجاره لكن حقاً لا احبه ولا اراه شغفي الحقيقي لكن كما تعلم على المرء ان يعمل لجلب المال.
شغفي الحقيقي هو النجوم ولهذا عمي يقول لي بانه اعطاني الكتاب.
فشغفي في النجوم ساعدني بأن اكتب فيه كما يقول، فعمي عالم عن النجوم صحيح ان الكثير يحترمونه لكن لا اعلم لما لا يشارك الجميع انجازاته واعماله ، اتعلم ماذا ؟ لندع قصه عمي في وقت اخر ، سأخبرك عني اكثر المره القادمه لكن علي الذهاب الآن فلقد تأخر الوقت هنا.
اتمنى لك يوم سعيد اينما كنت وبأي وقت كنت فيه.

صديقك البراء. "
نظرت الى الصفحه واكملت القراءه بصمت غير مصدقه ما اقرأه . من هو هذا البراء ؟ اعلم أن اي انسان عاقل لن يصدق هذا وسيعتبرني مجنونه لكني اعلم ، اعلم بداخلي ان هذا امر حقيقي ، قلبي يحس بذلك ، عقلي ، روحي ، جسدي احس بكميه المصادقيه بهذا الكتاب.
بدأت يدي ترتجف من هول هذا الامر ، يا الهي اني اقرأ رسايل شخص من مئتي عام!!!!!!!! و رسائله موجهه الي!!! حقا يا ميساء يبدو انك جننتي رسمياً.
فتحت الصفحه الاخرى واكملت اقرأ. واكمل البراء التعريف عن نفسه وايامه مع عمه فلقد عرفت انه سنوياً يرى الكتاب ليعرف هل رد عليه صديقه من عالم اخر - والذي هو انا لمعلوماتكم - وكل رساله يكبر فيها سنه ويعلمني عن ابحاثه وحبه عن النجوم اكثر فأكثر وايضا في رسالته الرابعه قرر بأنني فتاه لكي يسهل عليه التواصل والكتابه معي كما يقول  ضحكت قليلا لأنه حقا حصل على مايتمنى وكنت فتاه وايضا احب النجوم ، يالها من صدفه اليس كذلك ؟اظن بأنها سخريه القدر.
وجدت نفسي مع الوقت تبهرني معلوماته ويومياته اكثر فأكثر ، فمما كتب مره في احدى رسائله " اتعلمين ماهو نجم السهيل ؟هو ثاني ألمع نجم في السماء وهو مشهور لدى العرب ،لأنهم كانوا يستدلون به على نهاية الصيف وإقتراب الشتاء" وايضا قال لي الكثير من معلوماته التي يكتشفها هو و عمه ، فكما اخبرني ان عمه يملك مكتب صغير يبحث فيه وهو يساعده بهذا المكتب كتطوعاً منه لحبه للنجوم وعالم الفضاء.
فتحت اخر صفحه من الصحفات المكتوب فيها و وجدت رساله له مستغربه لانها كانت نصف صفحه فقط عكس رسائله التي قبلها والتي كانت تصل الى صفحه ونصف من المعلومات المثيره للاهتمام او يومياته واخباره ، فقرأتها مستغربه " اين انت ايها النجم ؟ لقد مرت ١٢ عام منذ اول مره كتبت فيها في هذا الكتاب ، الان وانا رجل على وشك دخول الثلاثينات من عمره بدأت اظن بأن الكتاب ليس كما يقولون ، لكن من يعلم من الممكن بعد كم سنه عندما افتحه واراه مدفون داخل رفوف مكتبتي اراك كاتب لي شيئا .
وكالعاده ، اينما كنت يا نجمي اتمنى لك يوماً سعيداً.
البراء ٣٠ عاماً
١٨١٥ ميلاديه "

رأيت اخر رساله له وانا لا اعلم ماذا افعل ، ان كان كما يقول التاريخ وبحساباتي فأننا نحن الان في سنه ٢٠١٦ وكما يقول في احدى رسائله فأن الوقت يمشي لديه كما يمشي لدينا فأن كنت في الماضي مثلا ومرت سنه لديه ستمر سنه لدي ايضاً. فسواء كنت في الماضي او المستقبل سيكون لنا نفس التاريخ وبما انه كتب اخر رساله له في ١٨١٥ ، فهذا يعني انه قبل سنه تقريبا من وقتنا الحالي! وان كان كما يقول بانها اخر رساله له وانه لن يتفقد الكتاب مره اخرى ليرى ان كان هنالك رد! فهل سيقرأ رسالتي ان كتبتها ؟ ام سأنتظر ؟ لا اظن بأنني استطيع الانتظار مثله.
ولا اظن ايضا انه سيتفقد الكتاب ! فلا الومه حقاً فالانتظار لمده ١٢ عام ليس بالقليل ابداً.
ولا اظن انني استطيع الكتابه مثله الى شخص غريب واخباره عن يومياتي ومعلوماتي مثله!
لا اعلم ماذا افعل اصلا فهل سأبدو كالمجنونه اذا كتبت في الكتاب متأمله ان شاب سيقرأها يعيش في القرن الثامن عشر؟
حقاً لا اعلم ماذا سأفعل لكن اعلم بأنني سأحاول ان اكتب له عن نفسي حتى لو بدوت كالمجنونه بعين العالم الذي حولي ، وبعيني ايضاً ان كنت صادقه!

الميسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن