وصول الرد

481 54 14
                                    

لقد مر يومان منذ ان كتبت رساله له او بالاصح جمله مكونه من ثلاث كلمات.
حسنا لن اقول لكم بأنني لست متحمسه واني لا ارى ان كان قد كتب لي رساله رداً على جملتي كل دقيقه او لا!
فبعد ساعه من كتابتي له كنت ماسكه بالكتاب مسترخيه على كرسيي المفضل في زاويه غرفتي اتأمل السقف. نعم اتأمله لمده ساعه خوفا من جنوني وخوفا بأن افتح الكتاب وارى انه رد لكن تحطمت حقا عندما فتحته و لم اجد رد فيه.
هكذا حتى رميت الكتاب على السرير ومشيت ضاحكه مناديه اختي لاخرج معها لعل انسى مافعلت.
نعم مر يومان وانا احاول ان انسى لكن حقا لم انسى وكل ساعه او بالاحرى نصف ساعه ارى الكتاب مره اخرى.
حتى في ليله ثالث يوم منذ كتابتي له وقتها اقسمت بالله بأن ما افعله وبأن انتظاري لرده جنون مني لهذا لن ادع يومي يذهب وانا متوتره انتظر رده وحامله الكتاب معي طول اليوم ، فأقسمت ان ادع الكتاب على اخر رف في المكتبه ولن اراه ابدا خلال ماتبقى من هذا الاسبوع وفي اخر يوم في الاسبوع سأراه وان لم يكن هنالك رد فرسمياً سوف اضعه في اخر المكتبه ولن اراه ابدا ابداً.
لكن يبدو بأن خطتي لم تنجح ففي تلك الليله عندما اغلقت الضوء للمكتبه مستعده للخروج منها رأيت على السقف انعكاس الوان وكأنها تتلألئ، بنفسجي واخضر وقليل من الازرق. كان المنظر ساحر جدا وكأنه عمل فني من رسام فنان ومحترف كان يرسم في سقف مكتبتي طوال اليوم ليخلق مثل هذا الابداع.
اغمضت عيناي وفتحتها مره اخرى ولأرى نفس الانعكاس مره اخرى والالوان تتحرك وكأنها لوحه تدور وكل مادارت ازداد جمالها !
لم اصدق ما اراه فخرجت من الباب واغلقته ثم دخلت مره اخرى و وجدت نفس الشي السقف يتلألئ بتلك الالوان.
فبسرعه اغلقت الباب واقفلته خوفاً احد من عائلتي يمر من المكتبه ويرى مايحدث!
وقفت لمده ربع ساعه اتأمل السقف مره اخرى وكل ثانيه اغمض عيناي غير مصدقه.
تقدمت قليلا الى مصدر الانعكاس - وبغير صدمه - كان المصدر من الكتاب. يا الهي هل هذا يعني بأن ردي قد وصل ام ماذا؟
اخذت الكتاب من الرف وكان الاحساس كأنني امسك بجوهره عريقه تلمع لدرجه عيناني بدأت تؤلمني
ولكن كلما اطلت وانا ممسكه بها كلما مازاد جمالها!
لقد كان المنظر جميلا جداً لدرجه تمنيت بأن احد معي ليعلمني بأن ما اعيشه الان حقيقه وليس خيال! من الممكن بأني احلم وانني سأستيقظ بعد قليل.
بلعت ريقي ثم تنفست بعمق وفتحت الكتاب الى اخر صفحه كتبت فيها جملتي - وبغير صدمه مره اخرى - بدأت الصفحه تكتب نفسها مثل المره الاولى التي فتحت فيها الكتاب.
نعم يا جماعه يبدو لي بأن رده قد وصل!

الميسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن