الميسان

نجمك قد وصل.

رأيت الصفحه البيضاء التي امامي وانا حقاً لا اراها هل غريب أنني بهذا الوقت افكر بأي قلم اكتب ؟ فهل يصح لي ان كتب بقلم رصاص ام قلم حبر ؟ وان كان حبر اي لون ؟ حسنا ، اظن انه يجب ان اكتب بقلم عتيق او من النوع اللذي نراه بالافلام التاريخيه التي يكون كأنه ريشه ونضع الحبر فيه ؟ حقاً هل اي شئ ساكتبه سيصله ؟ ام ماذا ؟ اخذت نفس وقررت سأكتب الان حتى لو كنت مجنونه سأكتب له ما اريد قوله وكأني اكتب بمذكراتي ، هذا شئ عادي واي شخص يستطيع كتابه يومياته صحيح ؟ حتى المجنون يستطيع فعلها !
حسنا ميساء تستطيعين فعلها فحتى لو كان كل هذا محض خيال وكل هذا يدل على اني مجنونه على الاقل سأكون قد حاولت صحيح ؟
مسكت القلم مره اخرى - قلم رصاص اذا كنتم تتسائلون - وبدأت اكتب وكأنني اكلم هذا البراء الذي عرفته من خلال عده صفحات لكن حقاً اظن بأنني عرفت الكثير عنه.
وضعت رأس القلم على الصفحه وبدأت اكتب بهدوء وكأني اتخيل بأنه امامي في مقهى نحتسي مشروبنا المفضل ، كأننا اصدقاء قدامى نقابل بعض بعد فتره طويله.
" اهلا ، لا اعلم حقا ماذا اكتب او ماذا اقول لك ! فحقا وانا اكتب الان احس بأنني مجنونه ؟ فمن يكتب لشخص قبل مئتين عام؟ اوه نعم نحن في القرن الواحد والعشرون الان عام ٢٠١٦ اذا كنت حقا تريد ان تعرف!
اسمي ميساء وعمري ٢٠ عام. ونعم احب النجوم مثلك! هل من المعقول ان تكون هذه صدفه او قدر؟
ومن هو عمك العالم فلقد احببته واعجبت بشخصيته وحكمه مما تكلمت عنه في الصفحات السابقه ؟ فمن الممكن انه عالم معروف الان باكتشافاته، لا اعلم حقاً ماذا اقول لك او ان كان سيصلك كلامي لكن اتمنى ان يصلك وان لا اكون مختلقه كل هذا اللذي يحدث.

ميساء
٢٠١٦."

وضعت القلم ، ويدي ترتجف اريد ان انزع الورقه وارميها في سله المهملات واحرق الكتاب! لماذا وصلت هذه المرحله من الجنون ؟ حقاً ان كنا نستطيع التواصل مع الماضي الن يعرف علماء هذا الزمان مع كل هذا التطور بهذه الطريقه؟
الن يتوصلوا لاكتشاف علمي او اله زمن او غيره؟
من انا لكي استطيع التواصل مع الماضي؟
نظرت الى الصفحه وقرأت كلامي مره اخرى واحسست كم انا سخيفه وعلى وجه ان افقد عقلي! مسكت الورقه العتيقه ونزعتها من الكتاب بقوه فلا احتاج ان اكتب شيء ! فهذا خيال وليس حقيقه يا ميساء استرجعي عقلك!
ولكن حقا ان كان حقيقه فلن اكتب له رساله سخيفه سطحيه لا توصل حقا مافي داخلي.
سأكتب له شيء واحد فقط ولن ادع نفسي محض سخريه اذا كتبت يومياتي ، من الممكن ان هذه لعبه من الشيخ اليس كذلك؟ ومن الممكن بأنه ليس مهتم بأن يقرأ يومياتي حتى لو وصلته!
رميت الورقه في صندوق واغلقته ونظرت الى الصفحه البيضاء مره اخرى ومسكت القلم بحزم هذه المره وكتبت ما حقا كان يريد معرفته.

" نجمك قد وصل " .