الفديو الاول ٢٠١٦

624 43 18
                                    

زالت الغشاوة عن بصري لما سمعت الباب في نهاية الغرفة يُفتح !!

و سير الحشرة المقززة امامي اجلسني ، لاعطي بصري حرية التجول في تلك الغرفة المعتمة ذات اللون الحديدي الفضي ..
لا اعرف ما الذي قادني الى هنا او ما جلبني ، لكني عرفت بأن موعد التحرك قد حان ..

فقرعت الارض بخطاي المتمهلة الى ذلك الباب الشبه المنغلق ، بابٌ خشبي لا قديمٌ و لا جديد ، عاديٌ تماماً ..
لمسته بأناملي دانياً إليه مختلس السمع للجهة الاخرى ، السكون الذي اطرب مسامعي ارجف جسمي ، فشدني الخوف للمضي قدماً علّي اجد للخروج سبيل ..

فأرخيت بكتلتي عليه و بأناملي المتجرحة دفعته ، و تراجعت قليلاً لما تنحى عن الطريق لابصر ما يسكن ورائه ..
لم يكن هناك من شيءٍ مريب ، و لكني لا ارتاح لهذا الهدوء الغريب ..

فولجت الى الممر الذي فُتح لي ، لم يكن شديد التوسع و لا الضيق ، و كانت اللوحات كثيرةٌ نوعاً ما ، الاضاءة لا بأس بها ايضاً ، ممرٌ ذو زاويةٍ حادةٍ في نهايته ..
سرت عبره حتى اذا انعطفت رأيت باباً قربي و من بعده طاولةٌ صغيرة ، و سمعت صوتاً ، لوهلةٍ ظننت ان لا حياة هنا ..

اقتربت بهدوءٍ لاعرف ما يقول ، لكن سمعي الضعيف خانني ، الا انني استطعت ان اصل الى مصدر الصوت ..
المذياع !! اجل كان المتحدث مذياعاً على الطاولة، و عليها بضع اوراقٍ و صور ..
و من بعدها بابين ، احدهما مباشرةً امامي ، و الاخر عن شمالي ..
فاخترت الامامي و مضيت ..

فتحته لاصل لدرجٍ عتيق ، في البداية بدى كمدخلٍ للقبو ، ولكن !!
لما فتحت الباب دهشت لما رأيت ..
ذهلت اذ انني عدت الى بداية الممر !!

عجيب!!

فلما ولجت إليه أُغلق الباب خلفي !! لا بأس ، فالخروج هو غايتي ..
سرت عبره و نبضات قلبي بدأ الشك يضيق نبضها ، فلما وصلت حيث كان المذياع سابقاً ظننت بأن علي اعطاء الباب الشمالي فرصة ، وهذا ما فعلت ..
و بعد محاولاتٍ عدةٍ لفتحه عرفت بأنه مغلق ..
فسرت الى الباب الامامي لكنه الاخر مغلق!!

فسمعت صوت شيءٍ عجيب ، آأصفها بخطوات ديناصورٍ عظيم ؟؟ أم بزلزالٍ تارةً يثار و تارةً يهدأ؟؟
كان كل شيءٍ من حولي يهتز بشدة ثم يتوقف فجأة ، ثم يهتز ثم يتوقف فجأة !!

خفت حقاً فركضت متراجعاً من حيث أتيت ، و كان هو الاخر مغلق!!
و بينما كنت في صراعٍ مع مقبضه استكن المكان و توقف الاهتزاز !! عجيب !!

فتقدمت مجدداً الى الباب الامامي و حاولت فتحه و ... فُتح !!
ما هذا المكان العجيب؟؟
فولجت الى ما شبهته مسبقاً بمدخلٍ للقبو لافتح بابه و اعود مجدداً لبداية الممر !!

يا الهي ، ألن تنتهي هذه الليلة ؟!

فعندما مضيت و تعمقت فيه سمعت صوت بكاء رضيع ، فتبعت الصوت علّه وسيلتي للخروج ..
كان صوت بكاءه يعلو في كل خطوةٍ اخطوها تجاه المنعطف ، ما اثارني ان البكاء يصدر من خلف الباب الموجود في الزاوية !!
ولم يكن مغلقاً بإحكام ، فتقدمت إليه على مهل ، و اسندت كتفي على الحائط ، و اغلقت احدى عيني لاختلس النظر بالاخرى ..
و بمهلٍ و حذرٍ شديدين اقتربت من تلك الفتحة ، علّي أبصر او المح شيئاً ، كنت اقترب من البكاء شيئاً فشيئاً ، و لكني لم ارى غير الظلام !!

حاولت إمعان البصر اكثر ، اردت ان ارى الباكي ، الظلام ثم الظلام فحسب هذا ما رأيت ؟؟
فاقتربت اكثر حتى كدت الصق انفي بالباب ، فإذا بشيءٍ عملاق أبيض يبادلني النظر بعينٍ واحدة ثم أغلق الباب عنوة !!!
لقد ارعبني فعلاً ..

اخذت نفساً و لكن الهواء اضاع مسيره من الهول ، ثم مضيت الى الباب الامامي لافتحه و ألج الى ما شبهته بمدخلٍ للقبو ، و مجدداً فتحت الباب لاجد نفسي في بداية الممر !!
اظن بأني لن اعتاد هذا ..

فتقدمت بساقي المرتعشتين ، و مجدداً صوت بكاءه يكسر هدوء المكان ، انا اعرف الباب الان و لكن هذه المرة سأدخل ..
مضيت إليه و مع المنعطف انعطفت و توقفت امام الباب في الزاوية ..

كان مفتوحاً ، ففتحته واندفعت داخله مسرعاً ، و توقفت امام مصباحٍ ملقيٍّ على الارض ، انحنيت إليه لأخذه و ليتني لم افعل لأني عندما امسكت به أُغلق الباب علي !!!

يا الهي ، أظلم المكان ففتحت المصباح و ارسلت بصري في الارجاء ، انه حمام صغير ، و بكاء الرضيع !!
كان يصدر من المغسلة القريبة من الباب ، ما اذهلني هو ..
لا يمكن حتى وصفه بالرضيع فقد كان ..  جنيناً !!!
آتم سحبه من مشيمة والدته ؟!
عجيبٌ حقاً ..

فسمعت صوت المقبض يتحرك ، كأن احدهم يحاول الدخول إلي !! لا ادري لمَ اخافني هذا ؟؟ فأنا احتاج الى من يُخرجني ..
تراجعت الى الخلف حتى التصقت بالحائط من رعبتي ، انتظرت قليلاً بعد ان توقف عن المحاولة  ، ثم حاولت الخروج لكن الباب كان مغلقاً !!!
لربما يوجد المفتاح في مكانٍ ما هنا ؟!

اقتربت من الرحاض .....
لا ابداً لن افعل ذلك ، فعاد ذلك ليحاول الدخول !! يا الهي ، التزمت الصمت و الهدوء بالرغم من ضجيج الخوف داخلي !!
و لما ابتعد اقتربت من الجنين ، و بدات اغرس اصابعي فيه علّي اجد شيئاً يساعدني !!
عندها فُتح الباب فالتفت إليه ، لم اتحرك لعدة لحظات ..
و حين لاحظت ترأس الهدوء في الارجاء خرجت ، و الى الباب الامامي تقدمت ، ثم الى ما شبهته بالقبو ولجت لاقف مجدداً في بداية الممر ..

ااهٍ من هذا الوضع ..

تقدمت خلاله الى المنعطف لاسمع صوت المذياع مجدداً ، لا ادري لمَ لا استطيع فهم ما يقول و لا معرفته ؟؟
لكن و بينما كنت اتقدم بخطاي المتعثرة من الخوف صار الضوء يقل نسبياً حتى امتثلت امام المذياع ، لا ادري ما كان يقول لكني شعرت بشيءٍ مريب ، فصرت اتلفت كالمجنون يمنةً و يسرةً اعلى و اسفل ، الوح بالمصباح هنا و هناك ، دون ان ارى شيء ..

ثم تقدمت الى الباب الامامي و ولجت فيما شبهته بالقبو ثم مجدداً الى بداية الامر ..
بدأت افقد الامل في النجاة ..

ثم مضيت سائراً بخطاي المجهدة المثقلة المرتعشة ، و بين كل خطوةٍ و اخرى كان الظلام يحل و يزين الارجاء ..
فاشعلت المصباح و صوت المذياع كان يعلو كلما يشتد الظلام ، و عندما اقتربت منه حلت العتمة ، حتى مصباحي توقف عن العمل !!

فأخذت اضربه من الفزع محاولاً اعادته للعمل ، صرت اضربه على الفخذ و بباطن اليد ، و بعد عنفٍ شديد اشتعل ..

لابصر كائناً ابيض بعينين تميلان للبنفسجية امامي ، امسكني و صاح بينما كان يضرب برأسي على الجدران حتى ..
أغشي علي ..

قد اعلن الحبر انكساره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن