22

6.5K 184 3
                                    

الأربعاء...
19-12- 2007...

صرخ وليد: الخنساااااااااااااااء... وينك؟! يلااا تأخرنا...
جيت أمشي وبيدي المبخرة... نزلتها على الطاولة...
وقال: يلااا تأخرناعلى صلاة العيد...
أشرت: أوووف أنت ما فيك صبر؟!
وجلست على الكنب من التعب... من الفجر وأنا أحوم بالبيت... من المطبخ للمجالس... ومن المصعد للجناح... جلس وليد جنبي...
همس بحلاوة: شو فيك؟! تحسي بآلآم الـولادة...
ابتسمت وأنا أضربه على يده...
أشرت: تتمسخر حضرتك ؟! بعدني بالشهر الثاني...
قال يضحك: إيوه والله... الموعد بعيد... السنة الجاية...
ضحكت وأشرت على المبخرة: هالمبخرة وصلت بعد صراخك... وإلحين جالس تتمسخر علي؟!
ضمني وهو يبوس راسي وقال: كوني جاهزة على الساعة 7... بجي بعد صلاة العيد... عمي سيف مهددني من أمس إذا ما جيبته قبل 8 بياكل لحم المشاكيك لوحده...
ضحكت وأنا أأشر: وهددتني هدى تقول إذا ما جيناها لحم الشوا من نصيب بيتهم...
قفز وليد يقول: هالي ناقص بعد... إلا لحم الشوا...
وشافني أبتسم وهو يتبخر بالعود...
همس: شو إلي يبسمك؟!
أشرت: تدري؟! تذكرت العيد إلي فات... كنت أتمنى بغباء كلمة عيدمبارك منك...
قرب وباس جبيني وقال: وهذي عن إلي راحت... عيدك مبارك وسعيد ووليد...
ضحكت بكل حلاوة... وضحاتي ترن بالصالة الواسعة... ووقتها شفت نظراته تتركز على ضحكاتي...
همس: الله لا يحرمني من هالضحكات...
رديت عليه وأنا أبوس خده... حياتنا إلي مرت خلال هالشهرين كانت بلسم لجروحنا السابقة... وليد بكل عفويته قدر يزرع الثقة والحب الكبير بقلبي... وأنا أقل ما أقدر أسمي مشاعري... بنشوة الفرح... الحمدلله... أتمنى ما يصير لنا أي حاجة تنكد علينا... أتمنى حياتنا تسمو بالإحترام والحنان... ورغم كل تفاؤلي أبقى أحس بقلق بعض الأحيان... كبت قلقي عن وليد وحاولت إني ما ابين له هالشعور وبكذا مرت أحلى أيامنا حتى إن جدتي وعمي خالد وكل أهلي حسوا بهالشيء...

بعدها تجمعنا فبيت عمي سيف... هذا لأن عمي سيف عنده ورا الحوش "تنور الشوا" (حفرة مبطنة بإسمنت"الجديدة" بس بالأصل تكون مبطنة بالطين"القديمة والتراثية")...
كانوا الرجال يقصون اللحم وأنا وهدى نمسك لهم اللحم ونسولف من صوب...
سمعنا صوت شهقة: لاااااااااا والله بادييين عنا؟!
كانت لجين واقفة ويدها على خصرها... وطلال وراها... بعدها أخوها عن طريقه... وجلس على الحصير...
قال: يا بنت أهجعي (أركدي)... قومي جيبي الحلوى من داخل... بتحصلي كرتون بالمطبخ طلعي وحدة وجيبيها...
راحت لجين وقالت هدى مستغربة: أوه..أوه... أوه... ما شاء الله... وعارف وين مكانها...
قال طلال وهو يختار سكين له: إيه والله يا زوجة خالي ما في أحلى من الحلوى... عشقي الحلوى وبس بالعيد... وبعدين وين بتكون غير بالمطبخ؟! صحيح وين جلند؟!
قالت هدى: مدري عنه... أتوقع بالمطبخ يدور على سكين تناسبه...
جلسنا دقايق وبعدها قالت هدى: أشوف لجين ما جات... قومي الله لا يهينك يا الخنساء... بتحصليها بالدولاب على اليسار...
قمت ومشيت للمطبخ... ووقفت عند الباب لما سمعت صوت جلند ولجين.. يوووه وأنا ما أتنصت إلا لهالإثنين؟! قمت برجع لكن مدري شو إلي غير راي فجاة ودخلت... شافوني جاية فسكت جلند وباين إنه معصب... رمى كوب بكل قوة من العصبية بالمغسلة... حتى إنا سمعنا صوت الكوب تكسر وطلع هو طيران بدون ما يهتم... كانت لجين ترجف وتشهق بخفيف... والكحل بدا يخط على خدودها مجرى... ما حبيت أسألها شو صار؟! ولا شو فيها؟! لأني متأكدة إنها ما بتتكلم...
رحت للدولاب وسحبت الكرتون وطلعت الحلوى... أخذت وحده وأعطيتها لجين... ناظرتني لجين لحظتين كأنها تيقظت فجأة من النوم... تركت الحلوى وراحت للمغسلة وشالت الكوب ورمته بالزبالة (تكرمون)... ونظفت المكان وصلحت الكحل... وأخذت نفس طويل...
شالت الحلو بيدها وهي تقول: والله... لخليه... يعرف... منو هي لجين...
ابتسمت وأنا أمشي وراها... مدري رغم الأسرار إلي بين هالشخصين إلا إني أحبهم مثل أخوتي وأتمنى لهم الخير... أتمنى يتركوا العناد ويناظروا وين الحقيقة بكل هالمعمعة إلي عايشين فيها...

أحرف مطمورة بين طيات الورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن