الخميس...
5-6-2008...تميت ساكنة وأنا انتظر وليد يجي ياخذني أشوف ولدي... هو وعدني ياخذني له... وعدني... ناظرت الساعة وشفتها 4 العصر... حاولت أتحرك من السرير لكني ماا قدرت... جسمي أحس فيه متكسر من كل جانب... قاومت هالألم ونهضت على طولي... بكيت وأنا أحس بزيادة ألمي... حاولت أنزع الأشياء إلي ملصوقه على يدي... فالوقت إلي دخلت فيه الممرضة... ناظرتني وجاتني تصرخ...
قالت: شو تسوين؟!
أشرت: أبعدي أببي أشوف ولدي...
ومو كنت منتبهة إنها ما فهمتني...
رددت بكل بطء: ولـ..دي... ودي... ولــ..دي...
قالت مو مهتمة بكلامي: حاسبي... حاسبي لا ينقطع...
صرخت لها علشان تسمعني: ولــ..دي... أفهمي... أشوفه...
((ولدي... أبي أشوفه...إفهميني))
جاتني ومسكت يدي تحاول ترجعني لمكاني... ضربتها... كذب علي... كذب علي... يقول بيوديني لطفلي وما جا لحد الحين ياخذني له... كذب علي... صرخت وشاهقت وبكيت وأنا أصارعها...
وعلى صراخنا دخل وليد وجانا يقول للمرضة: شو فيها؟!
صرخت لوليد: كذاب... كذاب... تكذبون... كلكم... كلكم تكذبون...
وبكيت وأنا أحس بقساوة السرير على ظهري... ما أبي إلا أشوف ولدي... أبي أشوفه... جاني وقتها وليد وضمني يصرخ على الممرضة تطلع...
همس: الخنساء... أنا مو واعدك؟! مو واعدك أخذك تشوفينه؟!
شاهقت ورددت: كذاب... ما... جيت... أخرت... كذاب... كذاب...
مسك وجهي بين يديه وقال مرتجف: لا مو كذاب... أنا واعدك أخذك له وهذا أنا جاي... أهدي يالخنساء... أهدي...
وقف تاركني وطلع... وتميت أنا أحارب إحساس الثقة المهزوزة... الثقة إلي تبددت بدون شعور بهاللحظات... وقتها شفته عند الباب هو وممرضة تجر كرسي متحرك... تجرعت ريقي... أتنفس بصعوبة... وفرحة إنهم بيودوني لولدي كانت مكبوته بحنايا قلبي... وبعد ما جلست على الكرسي... جرني وليد لخارج الغرفة...
حسيت بيده تنحط على كتفي لحظة وترجع تجر الكرسي...
قال يهمس: ليش ما عدتي توثقين بكلمتي؟!
غمضت عيوني وناظرت ليدي المضمومة لحضني وما رديت...
رجع هو يهمس: أحس فيك بعدتي مية خطوة لورا... أحس فيك تحاولين تبعديني... الخنساء...
وقفنا بنص الممر... ومد يده يضغط على كتفي...
وكمل همسه: أحس إنك تغيرتي... تغيرتي... ورجعتي تصاحبين الحزن والألم... مو عارف إذا أنا غلط بحاجة ؟! مو عارف يالخنساء...
تميت ساكته بدون ما أتكلم... ضغط على كتفي يحاول يحصل جواب مني...
وبالنهاية جاوبته وأنا أردد: ما... أبي... إلا... أشو..فه... أشوف... ولدي...
حسيت برجفته وتراجعت يده لقبضة الكرسي... وكمل جرني وإحنا ساكتين...
.
.
وصلنا لغرفة الحضانة ودخلناها... أخذني وليد لسرير ولدي... وكل ما قربت... كل ما زادت دقات قلبي... كل ما حسيت بدموعي تنزف... مديت يد مرتجفه للزجاج... بشوق ناظرت للطفل إلي داخله... أرتجفت وأنا أناظره...
مستحيل أوصف مشاعري إلي أنتابت قلبي... وهزت كياني... مستحيل أوصف مشاعري وأنا أحضن طفلي بعيوني... أسجل كل نفس ينبض منه بناظري... أرتجفت وبكيت وأنا مو قادرة أسيطر على نفسي... نفسي أضمه... نفسي أضمه لصدري وأشم ريحته...
همس لي وليد: الخنساء...
تجاهلته وركزت أتتبع بيدي الزجاج وأنا أردد: ولـ..دي... حبـ..بيـ..بي...
وتميت كذا لساعة... أبد ما حسيت بالملل وأنا اناظره... إلا حسيت بشوق أتم كذا لآخر الدنيا أناظره... وأدعي ربي يحفظه لي...
حسيت بوليد يقول: يلاااا الخنساء... خلنا نطلع... أبوي وعمي وأهلي جاين يزوروك...
هزيت راسي بلا...
همس: الخنساء... حبيتي... أوعدك أجيبك له بكرة مرة ثانية...
رجعت أهز راسي للمرة الثانية... وقتها مد يده لمقبض الكرسي ومال علي...
قال: الخنساء... كفاية... بجيبك لهنا بكرة مرة ثانية...
أعرف إني زودتها مع وليد... بس منيتي أتم مع ولدي... ما ودي أطلع من هنا...
قال وليد: يلاااا الخنساء...
نزلت يدي من الزجاج وضميتها لحضني... موافقة هالمرة... بس بكرة إذا ما جاني ياخذني لولدي... والله لجي لهنا وحدي...
جرني وليد وأنا أحس بضيقه يزيد... أدري... أدري كثر تعبه وضيقه بإنسانة مثلي ما تجيب له إلا المصايب... ابتسمت بكل ألم... بس قريب يتحلل هالرباط وهالقيد... ويتحرر وليد مني قريب... قريب...
أنت تقرأ
أحرف مطمورة بين طيات الورق
Romance((( تمهيد ))) أشرت له بإضطراب: أنا مو كتلة مشاعر خداعة... أنت إلي ما تكف عن الإهانات والنظرة المزدرية وأساليبك القاسية... قال ببرود: هذا أنا... تشجعت وأشرت له بكل قوة: وهذي أنا إلي ما تتشرف بلمسة من حديد...وقلب من حجر... طلقني... لحظة صمت مرت علينا...