قوة النار

354 54 17
                                    


مر يوم كامل  على اختطاف ميرا. بالتأكيد فوالداها اكتشفا الأمر و هما يبحثان عن طريقة لإنقاذها. قد تتساءلون ما هو عمل والد ميرا . في الحقيقة هو عضو في " سييزون كيوسو "  ؛ منظمة تسعى لهزيمة الأشرار ، ليس الأشرار العاديين ، بل الأشرار أمثال أولئك الذين اختطفوا ميرا، أولئك الذين يبحثون عن ذوي القوى الخارقة لاستغلالهم و تحقيق أهدافهم الشريرة . و لحد الآن، فميرا لا تعلم بالضبط مهنة أبيها ، فهي لم تجد الفرصة للحصول على جواب محدد.

و هناك في ذاك الطابق، تأكدت ميرا أن مايوري تملك قوى خارقة . إن صح هذا ، فهي كذلك تملك قوى. لكن،لماذا قدر لها أن تصبح هكذا ؟ لقد أرادت حياة عادية، مثلها مثل البشر الآخرين!
"سحقا" ! بدأ تفكير ميرا يتشوش. في تلك اللحظة ، بدأت في استرجاع ذكرياتها ...طفولتها...سبعة عشرة عاما الماضية...هل كان كل ذلك كذبة؟!..هل حياتها التي قضتها كانت كذبة؟!.لماذا؟لماذا أخفى عنها والداها أمرا مهما كهذا ؟..

للإجابة عن هذه الاسئلة ، قررت ميرا تعجيل أمر هروبها، هي و مايوري و باقي السجناء.
في ظل ذلك التفكير، ظهرت شاشة تعرض صورة الرئيس جوزاينين و هو يكلم السجناء : يا حثالة ! يا من لا تستطيعون استعمال قواكم و التحكم بها! سأعرض لكم مشهد موت سجناء قدامى . من لا يريد أن ينتهي بهذا الشكل ، فلينضم لمنظمتنا و يكن عونا لنا.

شاهد السجناء شريطا مسجلا لموت هؤلاء قبل سنوات. كانت ميرا تفكر أن معظم هؤلاء سيقررون الانضمام للمنظمة لينجوا بحياتهم ، لكن، تفاجأت عندما سمعتهم يشتمون جوزاينين و يرفضون العمل معه، و قد فضلوا الموت على أن يقدموا المساعدة لمجنون كهذا !!

  في ظل ذاك الصراخ، تدخل الحراس لإسكاتهم و قد اضطروا لإطلاق النار على بعض السجناء . عندما شاهدت ميرا ذاك المنظر ،  تبادر إلى ذهنها شريط من الأحداث..إطلاق النار..و صراخها و هي تنادي: أخي !! أخي !! ...
عندما عادت بفكرها إلى الحاضر ، لم تحس بنفسها و هي تصرخ..، نعم لقد كانت تصرخ..صراخها كان  أشبه بزئير أسد غاضب. حاول الحراس إسكاتها، و لم يكن بإمكانهم إطلاق النار ﻷنها تعد سجينة جديدة تحتاجها المنظمة ، مع ذلك ، سمعوا الرئيس و هو يقول : أطلقوا ! أطلقوا عليها ! إن صراخها مزعج !

تجهز الحراس و أطلقوا النار في نفس الوقت . قبل وصول الرصاصات لجسد ميرا، ظهر إعصار من العدم، إعصار يحيط بميرا التي كانت تصرخ بأقصى ما لديها ، لأن ذاك المنظر ذكرها بذكرى لم تستطع تفسيرها بحيث أنها لا تملك أخا ، فلماذا كانت تنادي ذاك الطفل: "أخي ! أخي !"
المهم ، ذاك الإعصار لم يكن عاديا ، بل كان إعصارا ناريا ، فزع الحراس من هول ما رأوه، بدأت زنزانة ميرا في الانهيار ، و تقدمت بخطوات نحو القضبان.توقفت عن الصراخ و اختفى الإعصار، كانت مختلفة، عيناها خالية من المشاعر أكثر من ذي قبل. مدت يدها نحو القضبان ، و في لمح البصر، انصهر الحديد ؛ حديد القيود و حديد القضبان معا.

تقدمت بضع خطوات و نظرت يمينا و شمالا ، ثم ضمت كفيها بشدة و أطلقت موجة نارية أطاحت بالحرس،ثم كسرت تلك الشاشة.
أما جوزاينين الذي كان يشاهد كل شيء عبر الكاميرا، فقد تفاجأ من قوتها ، و أرسل أمرا بتدخل فرقة الإغاثة . تعد هذه الفرقة قوية بحيث أن أعضاءها مدربون جيدا !

و بالفعل ، تدخلت فرقة الإغاثة ، و بدأوا في إطلاق قواهم. كانت ميرا واقفة في الوسط تصد كل ضرباتهم ، و تحيط بها هالة مخيفة ، و في نفس الوقت، ترسل ألسنة لهب لتنصهر أبواب زنزانة باقي السجناء.

بدأ الرهائن في الهروب و هم يصرخون، لكن جوزاينين تدخل و أغلق كل الأبواب و قال لهم: لا مفر، يبدو أنني سأقضي عليكم اليوم.   ثم بدأوا في سبه و شتمه.
كانت ميرا تفكر في أمر مايوري، فلم تنتبه لضربة كانت موجهة نحوها، و أصيبت. تألمت ميرا و استغلت الفرقة وضعها و أرسلوا ضربة قاضية. كانت ميرا منهكة ، فقد أفرطت في استخدام طاقتها في اليوم الأول. لم تستطع التحرك أو الهرب من هناك، و أغمضت عينيها و هي تفكر فيما سيحدث لها إذا تعرضت لتلك الضربة.

فجأة، أحست بريح عاتية قادمة من ورائها و أوقفت الضربة. كان نظرها مشوشا فلم تستطع تبين مصدر الريح ، و بدأت في التأرجح إلى أن سقطت جراء التعب....لكنها لم تسقط أرضا ، بل سقطت في حضن أحدهم.
رفعت رأسها لتبين ما حدث ، فرأت شابا في مقتبل العمر، شعره أشقر و عيناه بلون بني فاتح. اقترب منها و أمسكها ليساعدها على الوقوف. خجلت ميرا و عاد بريق عينيها ، لم تع ما حدث لها، لكن عرفت أنها فعلت قواها . نعم ، هي تملك قوة النار.

أمسكها الشاب و حدق في عينيها ثم أردف قائلا: لم أرك منذ وقت طويل ! . تفاجأت ميرا و قالت: هل تعرفني؟ لا أظن أنني رأيتك من قبل .
لم يجبها الشاب بل أمسك يدها و قادها إلى ركن ، ثم أجلسها، استدار و قال :  أنا أخوك ، بعدها ، تقدم باتجاه الحرس تاركا ميرا و هي حائرة. كيف هذا؟ هي لا تملك أخا ! ما الذي يهلوس به هذا الفتى؟
بقيت تحدق في الشاب و لم تزح نظرها عنه .
أما هو، فقد ابتسم و خاطب جوزاينين قائلا: مضى وقت طويل على آخر لقاء بيننا .
التفت الجميع نحو جوزاينين الذي بدأ يتعرق و فمه مفتوح من أثر الصدمة: هل هذا أنت ؟؟؟


         -ترى من هو هذا الشاب؟

         -و هل يعقل أنه أخ ميرا ؟



.......يتبع

سر العناصر الستة★☆★ The Mystery Of The Six Elementsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن