6- درس في الضيافة
********************
كانت بركات الماء أكثر أتساعا وعمقا,والمطر ما زال ينهمر بغزارة , أما العاصفة فقد أزدادت حدة وتيشا تغوص في المياه المتدفقة في طريقها الى حيث أوقفت السيارة
وحين فتحت بابها ولاذت بداخلها , أنتبهت الى أن الضوئين الأماميين كانا ينيران السيول أمامها
تأوهت بصوت عال وألقت الشمسية على أرض السيارة ثم أدارت المفتاح في المحرك ... لم تسمع شيئا سوى طقطقة المفتاح وهي تكرر المحاولة عبثا
لقد فرغت البطارية , وهذا يعني أنها مضطرة للعودة الى رورك لتطلب منه المساعدة , وهذه الفكرة لا تحبذها على الأطلاق.
أحتمت بالشمسية مجددا وعادت تقطع المسافة الموحلة الى بيته وحيث راحت تطرق الباب السندياني بالمقبض النحاسي, وهذه المرة لم تنتظر في البرد طويلا حتى أجابها رورك على طرقاتها.وأعلنت حالما فتح الباب ووقف على عتبته متسائلا:
"تركت الأضواء مشتعلة ففرغت شحنة البطارية , هل لك أن تساعدني في أدارة محركها؟".
فحدق اليها للحظة قصيرة وقال:
" سأخرج سيارتي من المرآب".فأومأت موافقة وهمت بالعودة , لكن رورك ناداها هاتفا:
" أنتظري , من السخف أن نعرّض نفسينا للغرق من أجل محاولة قد تفشل في النهاية , سأوصلك الى البيت بسيارتي وغدا صباحا أعيد لك سيارتك بعد شحن البطارية".
فبدأت تيشا تعارضه لكنها عدلت عن ذلك وأعطته أشارة بالقبول
ثم قالت لتتحاشى سماع الأقتراح الذي رأته يرتسم على شفتيه:
" لقد تبللت فردة حذائي وسألاقيك عند باب المرآب".وصلت بوابة المرآب المزدوجة في اللحظة التي كان رورك قد بدأ يرفع دفتيها من الداخل , وي بضع لحظات كانت تطوي شمسيتها وتصعد سيارته البيضاء ثم تجلس على المقعد الأمامي الى جواره
شعرت بالحرج من أبتلالها ومن وجودها معه فقبعت في الزاوية فيما قاد هو السيارة الى الوراء خارجا بها من المرآب وأنعطف على الدرب نزولا ...
ألتمع البرق في الفضاء وتبعه رعد قاصف تردد صداه في عدة أتجاهات.فركزت تيشا بصرها على كم سترته الجلدية وتمتمت قائلة:
" والآن , أليست لديك أية تعليقات حول قيادة النساء للسيارات؟".
" ليس ثمة حاجة للتعليق فأنت لم تتركي الأضواء عمدا وكانت غلطة عفوية"." لكنها غلطة غبية".
شعرت نحوه بكره لكونه أختصر الموضوع بتسامح ورحابة صدر .
وتابع يقول:
" كلنا نقترف أخطاء كهذه وهذا ما يجعلنا بشرا وغير معصومين عن الخطأ ".
وما كاد ينهي عبارته حتى هتف بصوت مبهم:
" اللعنة!".فأستقامت تيشا في جلستها وقد أخذت أستعدادتها لخوض معركة بسبب الشتيمة التي حسبته قد وجهها اليها
ثم أحست بفعل المكابح القوي على الأرض فنظرت عبر الزجاج الأمامي لتستطلع الدافع الى توقفهما الفجائي
ومن خلال المطر أستطاعت أن ترى سبب هتافه الحانق والمتمثل في شجرة صنوبر كبيرة , قد سقطت أرضا في عرض الطريق وجرفت معها شجرتين صغيرتين.

أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: عروس السراب
Romanceالحياة كالصحراء...احيانا تصادف واحة تستفيء بها,وتنصب خيامك قرب مياهها,واحيانا تتوه في رمالها فتبتلعك. تيشا كالدوبل فقدت امها فاحتمت بوالدها,لكنه كان قاسيا لخوفه عليها من الحياة وتجاربها, اراد تزويجها وتأمين مستقبلها لكن تيشا تفضل اختيار شريك حياتها...