2_ لا تلعبي بالنار
*******************
بعد عودة بلانش بيومين كانت تيشا في طريقها الى بيت عمتها في ضواحي هوت سبرينغز , أركنساس وسيارتها الموستانغ الصغيرة مكتظة بالثياب وأدوات الرسم الزيتي وبكل أغراضها الشخصية التي لم تحتمل فراقها.
كانت منشرحة القلب , ليس بسبب أنعتاقها من سيطرة والدها بل نتيجة لوداعه العاطفي لها وحيث كانت تتمنى أن تعدل عن رحلتها ... كادت!الخريف قد بدأ يطبع بصماته الزاهية على تلال أوزارك المشجرة ويرش أوراق الشجر بلوني الذهب والقرمز وسط خضرة الصنوبر الدائمة التي شكلت تناقضا مباشرا مع الأصباغ الخريفية.
كانت تيشا قد زارت بيت عمتها مرتين فقط منذ أن أنتقلت اليه بلانش قبل أقل من عام , ألا أنها لم تنس تفاصيل الطرق الخلفية المؤدية اليه , ولدى وصولهامقطع ثلاث طرق ريفية محفوفة بالأشجار
خففت من سرعة سيارتها الزرقاء ثم توقفت , وتذكرت التقاطع بوضوح لأن الطريق التي عليها أتباعها للوصول الى بيت عمتها كانت تلتف صعودا حول الجبل وذات منعطف مباشر يمنع تيشا من رؤية أية سيارات مقبلةولحسن الحظ كان السير خفيفا جدا عل هذه الطريق الخلفية ولذا شعرت بمنتهى الأمان حين عبرت التقاطع وأنعطفت بالسيارة صعودا على الطريق الملتوية.
وما أن أكملت الأنعطاف حتى فوجئت بسيارة سبور فخمة وأجنبية الصنع تهجم صوبها هادرة , وهي تأخذ أكثر من حصتها من الطريق , لم تجد مكانا تلوذ به لتتحاشى السيارة المقبلة لأن حافة التل الى جانبها كانت شديدة الأنحدار
لكن مهارة السائق الآخر في القيادة أنقذتهما من أصطدام مباشر الا أن الضربة أصابت حاجز سيارتها الأمامي حين أرتطم به جانبيا بسيارته.داست تيشا على المكابح وأوقفت سيارتها وبقيت للحظة مجمدة خلف المقود وهي تحس شللا لكونها نجت بأعجوبة ولم تصب بأي ضرر جسماني عدا أحساسها بصدمة معنوية , ثم أرخت بتمهل أصابعها البيضاء المتقلصة حول المقود
وتملكها غضب جارف من رعونة السائق الذي أوقف سيارته قرب تقاطع الطرق.نزلت تيشا من سيارتها ثائرة وأشعة الشمس تزيد شعرها الناري أحمرارا لينسجم مع الحنق الملتهب في عينيها الخضراوين
وحملتها ساقاها الطويلتان وفي خطوات واسعة على المنحدر البسيط الى حيث السيارة الأخرى وكان الرجل يترجل منها في تلك اللحظة.وبفعل عصبيتها المشتعلة تدفقت منها كلمات الغضب فصرخت فيه :
" أيها الأبله! ماذا كنت ستفعل جراء أنعطافك بهذه السرعة؟ كان من الجائز أن نقتل معا! ألم تكن تدري بأن هناك مقطع طرق على الجانب الآخر من المنعطف , أم كنت تظن أن قيادتك لسيارة مزوزقة تعطيك حق المرور وحتى أحتكارك لحصتي من الطريق؟ أن الناس أمثالك يجب ألا يسمح لهم بتسلم المقود!".
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: عروس السراب
Romanceالحياة كالصحراء...احيانا تصادف واحة تستفيء بها,وتنصب خيامك قرب مياهها,واحيانا تتوه في رمالها فتبتلعك. تيشا كالدوبل فقدت امها فاحتمت بوالدها,لكنه كان قاسيا لخوفه عليها من الحياة وتجاربها, اراد تزويجها وتأمين مستقبلها لكن تيشا تفضل اختيار شريك حياتها...