دمشق

200 7 5
                                    

خذي قلبي فأنتِ به أحقُّ ** وقولي للزمان: أنا دمشق

أنا قمر يسافر في غمام ** أنا الأوتار والنَّغم الأرقّ

كتبتُ على جبين الصبح شعري ** فللآياتِ من شفتيَّ دفق

يخاصم ياسميني حزن ليلي ** فأعرف أنه قلق وصدق

أحاول أن أعود إلى شبابي ** فيمنعني من الأحلام خنق

كأن جداول الأيام ضاقت ** بوهم النبع حين أطلَّ برق

وكيف نحرر الأوطان يوماً ** إذا الإنسانُ عبد مُستَرق

ممانعة ويُمنع كل حر ** فلا رأي يُباح وليس نطق

ومن يرث البلاد بغير حق ** توطَّن طبعه نزق وحمق

أرى وطناً كريماً مُسْتباحاً ** وشعباً للكرامة يستحق

يقول الناس: حُرِّيَة وسِلمًا ** فيُقتل ثائرٌ وتُدقّ عُنْقُ

ودَرْعَا للشموخ تظل دِرْعاً ** لها في العز والدرجات سبق

أخي الإنسان في بلدي مجالٌ ** لأن نحيا معًا ولديك حَق

فلا تُحرق بنارك بَوْحَ وَردي ** فليس يفيد بعد الآن حرق

أخي الإنسان أنت أخي لماذا ** تعذبني أقلبك لا يَرِقُّ؟

هي الشام اكتست كفناً وضجَّت ** فكم للأنبياء يكون شنقُ؟

وفي حلب بنو الشهباءَ هبوا ** وفي حِمْصٍ خيول الفتحِ بُلْقُ

وبانياسُ الجريحةُ ما استكانت ** وللراياتِ في البيضاء خفقُ

وفي الصنمين لا صنمٌ ولكن ** من الأوثان تحريرٌ وعتقُ

وموج اللاذقية في تحدٍّ ** يجددّه الفداءُ وفيه عمقُ

حماةُ على الجراح تعيش عمراً ** وتنهض دائماً إن هبَّ شرقُ

هو الشعب الكريم فهل سيبقى ** عقاب الرأي تنكيل وسحق

أحبك يا بلاد الشام عمري ** وأعرف أنك البلد الأحق

تُخيفك عصبة الطاغوت زوراً ** بأن الطائفية فيك فَتقُ

وآلاف السنين مضت سلاماً ** فكيف يكون بين الروح فرق

يمنّون الممانعةَ اعتداداً ** وتلك طبيعة في الشام خُلْقُ

ولا شرفٌ يُبيحُ الظلمَ يوماً ** فبعض الحَيفِ للحسناتِ مَحقُ

أحن إليكِ يا فيحاء حتى ** يحطّم أضلعي وَلَهٌ وعِشق

أنا معكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن