فَتَحتْ عينَيها و نَظرَت الى الساعَة .. كانَتْ تُشير إلى 11:33 قُبَيْلَ مُنتَصف الليْل .. تَمَلْمَلَتْ في سَريرهَآ وَ أسْتَلْقَتْ على ظهْرها وَ هي تَرْمقُ سَقْفَ الغُرْفَة بِنَظْرَةِ إحْباط .. فَغَداً عيدُ مَوْلدهَا الثَّامن عَشَر وهذهِ هي مشاعرها كُلَّ عام في هذا الوقت مِنه .. عباَرة عَن رَقُمٍ يَزْداد .. على الرُغْم مِنْ مُحاوَلآت أخيها و وَالدَتها مِنْ إدخال السعادة والبَهْجة إلى قَلْبها إلا أنّها لا تَستَطيع تَجاهل تلك المشاعِر أو بالأحْرى .. اللآ مَشاعر .... البرود ..
هي تَتَظآهر بالسعادة أمامهُما و بالأهتمَام ..
هي لا تُريدُ أنْ تَجُرّح مَشاعِرهما فَهُما كُلُّ ما تَمُلكْ في هذهِ الحَياة وخاصةً بَعدَ ما أصاب والدَتها جَراء الأنفجار الذي وَقَع بالسوق وَ هي تَتسَوق ..
هي تَتَظاهر بالحَياة لَكن ... الفَراغ هو كُل ما كَان يَحْتَلُ صَدْرَها ..
نَهَظَتْ من على سَريرها واتَّجَهتْ نَحو المرآة .. نَظَرَتْ الى نَفْسها و أرتَسَمَتْ على وَجْهها أبتسَامةٍ صَفْرآء .. مَرَّرَتْ أصابعَها مِن خلالِ شَعْرِها البُنِّي المُمَوْج الطويل ..
بَقيَتْ تَنظرُ الى نَفسها وتُفَكر ثم نَظرت الى الساعة مرَّة أخرة .. كانَت ْ تُشير الى 11:53 .. أخَذت شَمْعَة من الدُرْج و َ بخُطوات مُتَرددة فَتَحَت الباب وَ أتَّجَهَت الى السَطحْ ..كانت ّليلة جَميلَة .. كَعادَتها في الأيام الأولى مِن أكتوبر فَ عيد ميلادها في اليوم الثامن من الشهر .. بدأت تُراقب النجوم .. نسْمَة هواء بارِدة مَرَّتْ مِمَّا جَعَلها تَظُمُّ يَديها الى صَدْرها أخذت الوَلآعة لِتُشعِل الشّمْعة .. وَ قَفتْ أمامَها وَ هي تَشعرُ بيأسٍ شَديدْ و كأن العالم على حافَة الدمَار
...نَظَرَت الى الشَمْعة بألمٍ و حَسرة"لا أريدُ مِن يَومِ ميلادي الثامن عَشر سِوى أمنيتي"
حدَّثَت نَفسها و تَكادُ الدمْعة تَنْزل مِن ْعينها ثم نَظرَتْ الى الساعةَ للمرة الثالثة .. تَنْتَظر حلول الساعة الـ 12 لِتَدخُل عامها الجديد ..
و ها هي الساعة الـ 12 .. أشعلَتْ الشَمْعة ...
"بأمكانكِ أن تتَمني الآن ياسمين .. قولي .. تَمنّي"
حثَّتْ نفسها بحزن ..
نَظَرَتْ نَحو الشَمعة مُطولاً ثُمَّ أغْلَقَتْ عَينيها و أخَذَتْ نفساً عَميقاً وَ صَمَتَتْ ...
أطالتْ صَمتها ..
و كأنها تَطْلبُ الدُنيا بأكْملها ثُمَّ تَقَطَّع نَفسها وَ أرتَجَفتْ شَفَتيها وَ نَزلتْ دَمعة مِنْ عَينها و نَطَقَتْٗ
"أرجوكْ" .. بِصَوْتٍ مَهْزوزٍ ضَعيفْ
"مَرَّة واحِدة .. أرجوكْ"
ضاقَ نَفَسُها و ٲزادَتْ دمُوعها ثُم فَتَحتْ عَينيها ونَظَرتْ إلى الشَّمعة بِعَينَينِ حَزينَتَينْ فاقدَتين للأمل وَ نَفَخَتْ على شَمْعَتها لِتَنطَفئ و أرتَفَع دُخان النار عالياً وَ هي لآ تزال تُحدِّق بالفرآغ و تَقول بِدون وَعي
"قَدْ حَاوَلتْ"
لِتَلْمَح خَيْطَ نُورٍ خَافِتٍ أمَامها .. أغْمَضَتْ عَينَيها وَ فَتحتْهُما أكْثَر مِنْ مَرَّة لِتَتأكدَ مِن أنَّ نَظرها قَدّ تَخلَّصَ مِنْ تأثيرِ نُور الشَّمْعة .. كَي تتأكد مِن أن النور الّذي أمامها حَقيقي وَ لَيسَ إنعكاساً .. و فجْأة بدأ بَريقَ الضَوءِ يَزْداد و يَتوسَّع .. أزدادَ بَريقاً لتبدٲْ بوَضَع يدیها على عَينيها مِنْ شدَّة الضّوء ... رَمَتْ الشَّمعة .. خَافَتْ .. قَرَّرَتْ أن تَركُضْ هارِبة ..
"مَا هَذا ؟!!" .. قالتْ خائفة
تَراجَعتْ .. لَكنَّ النُور أحْتَلَّ الأرضَ تَحْتَها و فَجْأة أخْتَفتِ الأرض و بدأتْ بالسقُوط وَسَطَ هَذا النُور الَّذي أختَفى معَ أختفَاءها فيه .. وَ حَلَّ الظلاَم على سَطُحِ مَنْزلها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Love you all 🤗
أولى كتابتي .. اتمنى أن تعجبكم
أنت تقرأ
The Secret Of The Majic Flute
Fantasyمنذُّ نعومة اظفاري وانا اسمع مقولة " أحذر الأمنيات " وأنا لم أُدرك صحة هذه المقولة الى أن حان عيدُ ميلادي الثامنَ عَشَرْ ،،،، عندها أدركتُ أنْه إذا تَمَنيت شيئاً فَ كُنْ مُتأكداً من أن تتحمَّل النتائج أو بالأحرى ..... قاتل من أجل البقاء .. ربما لم ي...