كانت مُستَلقاة على ظهْرها وَسط غابة، بَدَأت تَستعيدُ وَعيَها تَدريجياً، فَتَحَتْ عَينَيها و نَظرَتْ الى السماء التي كانت بالكاد يُمكن رؤيتها .. أغْلقت عَينيها مَرَّة أُخرى .. بِقوة .. ثم فتحتهُما مرّةٍ أخرة .. كررَت ذلك عدّة مرات .. لكن .. لم يتغير المنظر .. لازالت ترى اشجاراً ..
أين أنا بحق السماء ؟!!
هذا السؤل الذي كان يدور برأسها ،،
رَفَعتْ نَفْسها عن الأرضِ بكِلتا يديها وبَدأت تَنظُر بقلقٍ و خوفٍ حولها .. تَفحَّصَتْ المكان بعينيها وهي لا تزال جالسة، لوَهلة دخل الذعر الى قلبها و أصبح الهواء ثقيلا ،، أثقل من ان يدخل الرئة ،، أثقل من أن ينفع أن يكون هواءاً للتنفس، تزايدتْ نبضاتُ قلبها، أرتَجفَتَ أطرافها ..
" حلم ،، لابد وأنّهُ حلم ،، لابد و أنهُ حُلمْ " تنهدت براحة، هدّأت نَفْسَها وكادَتْ أبتسامة ان تُرسم على وجهها، عندها أخذَتْ نفسا عميقاً وعاد نبضها طبيعياً ..
وقفتْ على قَدميها ونَظرت الى نفسها ،، لاتزال تلبس نَفس ملابسها ، جينز و شيرت أسود ..
" لابد وأني غَفَوت على السطح ،، " قالت لنفسها مع أبتسامة صغيرة "لا أذكر أنني خَطَّطتُ لنزهة" أكملت وهي تتفحص المكان الذي هي فيه ،، كانت الأشجار كبيرة وعالية جدا .. و الأرضُ يغطّيها حشائش وأعراش غريبة الأشكال و الأنواع و الٲلوان،، لكن جميلة بطريقتها الخاصة ..
"لا أتمنى النهوضَ مِنْ هذا الحلمِ الآن .. المكانُ جميلٌ جداً" حَدَّثتْ نَفسها و بَدأت بالسير بين الأشجار .. كانت شامخة جداً وكثيفة الأوراق. الرائحة، رائحة الغابة مميزة جداً خليطٌ مابين الأرض الرطبة من المطر و الذي تَعشقهُ و رائحة أوراقِ شَجر السنديان المميَّزة و رائحة العشب تحت اقدامها. وأشكال الفطر المُلوَّن الجميل، الأعشاب المُلتفّّة على جذوع أغلب الأشجار، يُعطي أنطباعاً عن أن هذه الغابة قديمة جداً، شَعرتْ و كأنها تسير في غابات إحدى القصص الخرافية ،، فَجأة أنتَبهتْ ،، صَوت أقدام خيولٍ ،، أنها تَقْترب ،، لكن ...
خيول ؟!!..
أستَغربتْ ياسمين، والصوت يقْتَرِب منها أكثر و أكثر .. عاد الخوف من جديد و ٲزدادَت ذعراً عندما شعرت بحركَةِ الأغصانِ أمامها،،
ماذا تفعل ؟!!
"حَسناً ،، أسوأ ما قد يحدث سأستيقظ من هذا الحلم وأعود الى حياتي .. سجني .." و ٲبتسمت بسخرية مع لحظة أبتعاد الأغصان أمامها ليكشف لها عن وصولِ أربعةِ فُرُسَانٍ يشْبَُهونَ فُرسَانَ الحِكايَات التي اعْتادَتْ على قرائتها في طفولتها قبل النَّوم ،، بَقيَتْ تُراقبهم و هُم يَقْتَربون أكثر حتى تَوَقفوا أمامها، تَرجَّل أوَلهُم وأقترب منها و أنحنى بأحترام لها وقال :
أنت تقرأ
The Secret Of The Majic Flute
Fantasíaمنذُّ نعومة اظفاري وانا اسمع مقولة " أحذر الأمنيات " وأنا لم أُدرك صحة هذه المقولة الى أن حان عيدُ ميلادي الثامنَ عَشَرْ ،،،، عندها أدركتُ أنْه إذا تَمَنيت شيئاً فَ كُنْ مُتأكداً من أن تتحمَّل النتائج أو بالأحرى ..... قاتل من أجل البقاء .. ربما لم ي...