وَصلوا حدود المملكة، وَ عَي٘نا یاسمین مفتوحتين علی الآخر، كما هو حال فمها .. فهي مهما حَلمت٘ لم تَكُن لِتَحلم بدخول مملكةِِ بهذة الروعة وهذه الرهبة، و الآن، ها هی واقفة علی ٲبواب ٳحدی تلك الممالك التي لطالما قرٲت عنها في الروايات والحكايات. رغم كونها شبه متٲكدة من ٲن ما هي فيه الآن هو حلم، لا بل هي متٲكدة، ٳلا ٲن هذا لم يَمْنَع نبضات قلبها المُتسارعة، وٲنفاسها المُضطربة، و توقف كامل ٲفكارها، بهذه اللحظة، فالمملكة جمیلة فوق الوصف، هذا كان ٲول ٳنطباع لها عند دخول المملكة، بمجرد دخولها البوابة العظیمة الكبيرة.
دخل الفرسان و بصحبتهم ياسمين التي تغطي القلنسوة تقريبا كامل وجهها، راقبت من تحتها كل شيء، نظرت الی الأعمدة العملاقة التی تملأ الساحات، ٲعمدة سوداء مُزخرفة عَكسَ باقي الأحجار التي بنيت منها هذه المملكة، والتي هي بيضاء. هذه الأعمدة قادرة علی حمل ٲسطحٍ من حدید عند الحروب، كانت الأسطح مطوية عند أطرافِ الأسوار، تعمل كالدروع عند الهجوم ضد المملكة. الطرقاتْ حجريَّة، أحجارٌ مَرصوفة بعناية كأنها فُسَيفسآء، بتَدَرُّج ألوانٍ من الأبيض الى الرمادي الغامق. المنازل مبنيَّة بِتَرتيبٍ جميل، لا عشوائية أنانية بأخذِ المساحات والفراغات، الجدران حجرية والأسقف من القرميد الأحمر، الشرفات تُزينها الأزهار والورود والنباتات المُتسلِقة، لا أقول أن البَذَخَ ظاهرٌ، لا بالعكس، كانت المنازل بسيطة، جميلة، مرتبة و أنيقة.
"هل مِن المُمكن أن تزدادُ البساطة جمالاً؟" فكرت ياسمين و هي لازالت مأخوذة بروعة هذه المملكة لأنها حقاً مملكة كما في الحكايات.
الطريق الى القصر أطول مما تخيلت، و هي لم تُمانع ذلك لأنها تريد حقاً التمَتُع بالنظر الى هذه العَمَارَة الجميلة. و هي تنظر الى هذه المنازل، أثار أنتباهها الناس، هي لم تنتبه قبلا الى سكان هذهِ المملكة. هناك حُزنٌ غريب يُخيّم على هذه المملكة المثالية، ف بِرُغمِ أبتسامهم للفرسان عند مرورهم، أعينهم حزينة، كئيبة و محبطة، أحادتْ بنظرها عن المملكة الى سكانها، الكل يبدو حزيناً، مالسببْ؟ دخلوا للسوق لكن ياسمين لم تنتبه الى التنظيم والترتيب ، لا بل كل ما كان يشغل تفكيرها لماذا هُم مُحْبطون؟
خَرجوا من السوق وهي في دوَّامة تفكيرها، هل حاكمهم دكتاتوري؟ لا لا لكانت المملكة في إنحطاط الآن لو كان كذلك، فهي كاملة في كّل شيء، حتى سكانها لطفاء. لابُدَّ و أنّ الملك قد ٲصابه شيء و هم حزينون من ٲجله، نعم لابد وٲن الٲمر كذلك .....
علی من ٲضحك؟ هل یوجد شعب یحزن علی حاكمه؟ فكلّ الحكام سيئون، ظالمون، لكن هذه المملكة رائعة لا ينقصها شيء، يعني ٲن حاكمهم يعتني بهم، هل من الممكن حقاً ٲن يكون حزنهم عليه؟!بقيت ياسمين تنتقل من تحليل إلی آخر، هي لم تخرُج من تلك الدوًَامة، ثم أنتبهتْ إلى الفارس الذي بجانبها و هو يتحرَّك بجوادهِ إلى الجانب الأيسر من الطريق، نظرتْ اليه ثم الى الأمام لترى نافورة كبيرة جدا والماء يَخْرج من كل مكان، من هذه الأشكال والتماثيل الصغيرة والكبيرة، لم تنتبه الی ما وراء النافورة. و عندما رفعت نظرها الی الٲعلی لم تستطع كت٘مَ "وااو" التی خرجت٘ من بین شفتیها، ٲنتبه لها الفارس و ٲبتسم نصف ٲبتسامة.
أنت تقرأ
The Secret Of The Majic Flute
Fantasyمنذُّ نعومة اظفاري وانا اسمع مقولة " أحذر الأمنيات " وأنا لم أُدرك صحة هذه المقولة الى أن حان عيدُ ميلادي الثامنَ عَشَرْ ،،،، عندها أدركتُ أنْه إذا تَمَنيت شيئاً فَ كُنْ مُتأكداً من أن تتحمَّل النتائج أو بالأحرى ..... قاتل من أجل البقاء .. ربما لم ي...