كالإنحصار بين جدارين هي مشاعري، في أذيق ما يكون، تنعصر كلها و المختنقة أنا. كالإنفصام من جسدي أحيا أيامي، أو أدعها تمر دون
العيش داخلها و الرقص من خلالها، لا أعرف ما يتملكني ولا ما يمر بداخل رأسي ولا ذاتي. و كأنني لا أتعرف على نفسي التي مذ خلقت و أنا
في كيانها.. كالإنقسام عن نفسي يداعبني اللاوجود و اللاشعور يوميا و يحرمني من التعرف عليّ. اللامبالاة تملكتني بين طيات الجنون، فأنا لم
أكن إلا فتاة مجنونة حول التملك و الإهتمام، كنت طاغية كل الطغيان عن الموت الداخلي، كنت أهزء منه كل يوم منذ أرتمت شفتا أمي على
خدي و كلمات أبي بآذان الصلاة في أذني، و لكن بمرور السنين أدركت أنه كان في كامل صبره يستقبلني في الثامنة عشر من عمري.. في
ربيع العمر كما هو مُقال. ذاك كان العام الذي صفعتُ بيده المتجعدة كريهة الرائحة، و كيف لا و هو يخنق الأرواح و يتركها تتخبط عند عتبة
باب اللاوجود و يركلها مراتٍ لأن تتقبل حالها و تصبح خذرة مهما كان الألم، فتصبح تتأقلم مع الأحوال مهما كانت عضتها قاسية، تختار من
بين السيئين الأقل سوءً و تبتسم للحياة بخذر حامدةَ لله و بالصبر تهدء نفسها المعذبة
YOU ARE READING
المنْفى
Randomالأشياء التي وجدت لها معنًا بداخلي، و غيرها من مشاعر يمكنها الإلتصاق بكتاباتي