-اليوم الاول-

1.8K 56 27
                                    

في اول يوم من وصولي الى بيت جديّ الوحيدين في منزلهما الذي لم يكن يسكن فيه غيرهما و -آريا- الخادمه التي احضرتها جدتي مؤخراً لتساعدها في أعمال المنزل لأنها كبرت في السن وأصبح صعباً عليها القيام بكافة الاعمال لوحدها..
قفزتُ إلى حضن جدتي وطوّقتها بذراعيّ بقوه تنمّ عن اشتياقي الشديد لها وفرحي كذلك لقضائي الاجازه معها هي وجدي الذي بقي يرقبني بنظره ملؤها الحنان والتجاعيد حول عينيه الخضراوين الداكنتين بلون الزيتون لاحظت أن تلك التجاعيد ازدادت عن آخر مره رأيته فيها ولكني لا أظنها افسدت ملامح وجهه وإنما زادته وقاراً ودفئاً ، أسرعت اليه ايضاً وأمسكت بكفه بين كفيّ وقبلتها من كل قلبي ، بينما هو اكتفى بقبله على جبيني وابتسامته الدافئه لم تفارق وجهه،  كان شوقي عظيماً جداً لهما وأراهن أن ذلك كان واضحا في نبرة صوتي وبريق عيني وسرعة حركاتي كان ذلك هو أسلوبي في التعبير عن سعادتي فأنا لا أجيد التعبير من خلال الحديث لاني دائماً اتفوه بأشياء لا أعنيها غالباً وبعدها أحاول توضيح مقصدي الحقيقي بعبارات اخرى أكثر تعقيدا مما يجعل من يسمعني يتظاهر بالفهم فقط لتغيير الموضوع وهذا ما جعلني ابتعد عن التعبير اللفظي والاتجاه الى التعبير عن طريق لغة الجسد التي اصبحتُ بارعه فيها على حد قول امي دائما .
صعدت الى الاعلى ومعي حقيبة ملابسي وباقي اغراضي كانت آريا تساعدني بحملها وتبعتنا جدتي فقط للاطمئنان على رأيي بغرفتي ومكانها وكذلك الحمام الخاص بي منذ الان ، وقبل ان اعرف اين هي غرفتي وفور وصولي للطابق الاعلى وضعت حقيبتي بداخل اول غرفه فارغه على يمين الممر ولكني استغربت لاني لم ارى سريرا فيها ولا حتى فراشا وانما فقط خزانة متوسطة الحجم ببابين مغلقين ولم يبدو انها استخدمت لفتره طويله او بالأحرى يبدو ان الغرفه بكاملها لم تكن مأهوله حتى من آريا الخادمه ! وعندما استدرت لجدتي لأسألها رأيتها ترمق آريا بنظره تشير فيها لها بأن تحمل حقيبتي وبقية الاغراض الى غرفتي وليس الى هذه الغرفه ..
وعندما رأتني انظر اليها ابتسمت لي وقالت مشتتة انتباهي عمّا اشارت به لآريا عندما رأيتها "اتبعي آريا وهي ستدلك على مكان غرفتك فهذي ليست الا مخزن غير مستخدم وهي مليئه بالغبار ويجب أن يتم تنظيفها قريبا فلا احد يستطيع الدخول اليها ثم يخرج وهو سليم الصدر من ذلك الغبار الكثير" واتبعت كلامها بضحكه مصطنعه ، ومن وقتها والفضول يتملكني لأعرف لماذا رمقت جدتي اريا واشارت لها بحمل الحقائب محاولة ان لا اراها ما دام الامر لا يتعدى كون الغرفه مخزنا غير مستخدم كما قالت ! تظاهرت بالذهاب وأدرت وجهي عنها ولكني عدت لانظر من خلف الجدار في اخر الممر لأرى جدتي تخرج مفتاحا من جيبها وتقفل الغرفه وتعود لتخبئ المفتاح ثانية في جيبها . يا الهي ازداد فضولي اكثر اشعر بأن يدي تحكني اريد ان افتح تلك الغرفه وارى ما هو ذلك الشيء الذي لا تريد جدتي ان اعرفه . تبعتُ آريا بسرعه قبل ان تلاحظ اني كنت استرق النظر على جدتي  فتخبرها بذلك لأني سمعت من جدتي بأن اريا تحب المشاكل وهي كثيرة الكلام ونقل الاشاعات والزياده عليها من نسج خيالها في بعض الاحيان وانا هذه المره اتيت لأستمتع باجازتي ولا أريد أن ينغص عليّ شيء أبداً حتى وإن كان التفكير في سر تلك الغرفه ! لذلك حاولت تناسي الموضوع  ..
على الاقل مؤقتاً...

 على الاقل مؤقتاً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
بِمن تهتمّ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن