-اللقاء الأول-

460 36 4
                                    

انتصبتُ واقفة وانا أفكر كيف استطيع ان انظر في وجهه ثانيةً بعد ان رآني وانا اسقط ، ياله من أمر محرج حقا !
بقيت على حالي عدة ثواني اخرى فإذا به يكرر سؤاله : هل انتِ بخير؟ انطلقت الى النافذه بلا تفكير وأخرجت رأسي ونظرت اليه بحنق وقلت له : لقد كنت انت السبب في سقوطي!
وما ان اتممت جملتي حتى ظهر على وجهه علامات الدهشه مما قلت وسرعان ما تغيرت الى ابتسامه يحاول أن يخفيها عني فقد لاحظ كم انا محرجه من مشاهدته لي عندما سقطت حاولت تغيير الموضوع حتى انسى واجعله ينسى ذلك المشهد المثير للشفقه والسخريه معاً فقلت له بنبرة جادة : هل بإمكانك مساعدتي ؟ قال باستغراب اساعدكِ بماذا؟ شرحت له قصتي وكيف أتيت الى هنا وأني في ورطة إن اكتشف احد انني هنا والباب مقفل علي .
عندها عقد حاجبيه و ارتشف رشفة من الكوب الذي كان يحمله بين يديه وهو يفكر قليلا في حل لي ولمشكلتي ثم قال وجدت حلاً ثم دخل الى داخل غرفته وبقيت انا انتظره على أحر من الجمر كانت البضع دقائق التي غابها كأنها ساعات بالنسبة لي فأنا اريد ان اتخلص من هذه المشكلة بسرعه قبل ان يكتشفني احد .
ناديت عليه عدة مرات بصوت منخفض قليلاً حتى لا يسمعني احد غيره وفي كل مره كنت ارفع صوتي اكثر معتقدة بأنه لم يكن يسمعني ولكنه أطلّ برأسه بسرعه وقال كفى ، اصمتي قليلاً أكاد انتهي ثم عاد الى الداخل مجدداً
زفرت زفرة تدل على التوتر أخاف أن يأتي أحد قبل أن يعود هو ولكنه قطع تلك الأفكار وجاء وهو يحمل ملّاءات سرير قام بربطها ببعضها لتشكل حبلا لأربطه عندي واجعله يتدلى للأسفل وأنزل مستخدمةً اياه ، كوّمه بين يديه وقال هيا خذي وأسرعي قبل ان يراكِ أحد ثم رماه لي ، امسكته بين يدي وقلت يا إلهي انها فكرة مخيفه لم أجربها في حياتي ثم صمتت قليلا و أردفت قائلة أليس لديك فكرة اخرى؟ هزّ كتفيه ورأسه علامة النفي ثم قال انها الحل الوحيد ثم اتكأ بذراعيه على حافة الشرفه واضاف بابتسامه محفزه هيا تشجعي انها سهله ..
اغلقت احد ابواب النافذه وربطت بداية الحبل المكون من اغطية السرير بمقبضه ثم انزلت الجزء الآخر للاسفل وبقي علي ان اقوم بالجزء الاصعب وهو التشبث بتلك الاغطية المربوطة ببعضها وانزل ، قبل ان اقوم بذلك نظرت اليه فوجدته منتبهاً جدا معي وبدا على وجهه أيضاً علامات القلق عليّ فقلت له ممازحة ومحاولة تشجيع نفسي في نفس الوقت : ماذا بك هل أنت خائف ؟ ثم قهقهت بصوت مرتفع عندها قال لي بنبره ساخره محاولاً نفي ما وصفته به : هيه لا تكوني واثقة بنفسك الى هذه الدرجة انا فقط احس أنني المسؤول إن حدث لك مكروه فأنا الذي أعطيتك الفكره وكذلك الحبل هذا ! عندها قلت بغير مبالاه اوه لا عليك ،  ثم اخرجت ساقيّ وأمسكت بالحبل و بالتدريج بدأت بانزال جسمي قليلا قليلاً وأنا أمسك الحبل بقوه بكلتا يدي وهو ينظر الي بانتباه شديد من شرفة غرفته وعندما لم يتبقى سوى بضعة سانتيمترات حتى تصل قدميّ الى الارض اختصرتها وقفزت اخيرا ثم تنهدتّ ونظرت اليه بامتنان و حاولت سحب الاغطية المربوطة محاولة ان ازيل تلك العقده التي ربطتها على مقبض النافذه ولكنّي لم أنجح في ذلك فقاطعني قائلا لا عليك اتركيها إنها قديمه لا أحتاجها ولكن حاولي ان تدخليها حتى لا يراها احد من الخارج قلت له ها انا أحاول ،
وبعد عدة محاولات فاشلة قال لي انتظري انا قادم ودخل الى منزله ولكنه خرج بسرعه من باب الحديقه وجاء الى حديقتنا ولم يكن يفصل بين فناء منزلنا ومنزله سوى سور قصير من الخشب المتباعد الاعمده التي يربط بينها حبلين متوازيين فقط ، قفز من فوق حبال السور وجاء وامسك بالأغطيه وكومها بين يديه ثم رماها للأعلى بقوه فدخلت داخل الغرفه بسهوله فنظرت اليه وابتسامة تعبر عن خجلي من عجزي عن فعل ذلك ظاهرةً على وجهي ،  فقال لي باقي عليك ان تجدي لك فرصه لتدخلي الى الغرفه مره اخرى وتغلقي تلك النافذه وتخرجي قبل ان يلحظ احد أنها مفتوحة .
قلت له نعم سأحاول ان أفعل ذلك بأسرع وقت ممكن
واردفت : انا حقاً ممتنه لك لمساعدتك لي لقد اتعبتك معي وربما أسبب لك المشاكل وما ان اتممت كلامي حتى ضحك ووضع كفه على رأسه وبقي يمرر اصابعه بين شعره الكثيف وكأنه لم يجد رداً على كلامي ! لقد لاحظت ان بشرته التي تشبه لون الفخار او البرونز احمرت قليلاً عندما شكرته !

 قلت له نعم سأحاول ان أفعل ذلك بأسرع وقت ممكن واردفت : انا حقاً ممتنه لك لمساعدتك لي لقد اتعبتك معي وربما أسبب لك المشاكل وما ان اتممت كلامي حتى ضحك ووضع كفه على رأسه وبقي يمرر اصابعه بين شعره الكثيف وكأنه لم يجد رداً على كلامي ! لقد لاحظت ان بشرت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قلت في نفسي لا اتوقع انه خجل من شكري له لا .. هه 
ربما لم يتوقع كلاماً لطيفاً يصدر من فتاة في اول يوم من وصولها ترتكب الحماقات وتسقط امامه كذلك ، وتجعله يساعدها! اصبت بالاحباط من اخبار نفسي بهذا فاردفت قائله هيا انا عائدة الى المنزل الان اراك في وقت آخر ثم تركته خلفي وذهبت مسرعه .. رد علي من بعيد اراك لاحقاً ثم عاد الى منزله .
عندما دخلت الى المنزل نظرت اليّ جدتي بدهشه وقالت  متى خرجت انا لم أركِ ؟ قلت لها بضحكه مصطنعه حقا لم تريني؟ انا خرجت قبل دقائق فقط لأتنفس الهواء النقي  واعود .

ثم تذكرت ان آريا هي من طلبتني مفتاح الغرفه فصعدت بسرعه لأرى ان كانت نسيته وتركته بالباب وتجاهلتُ جدتي فقالت لي بضحكة حانية يالك من فتاه الا تتعبين ؟ في كل دقيقه اجدك تركضين من مكان الى مكان آخر دون ان ينتبه لك احد ههههه .
وعندما وصلت الى الغرفه نظرت الى الباب فلم أجد المفتاح حاولت فتحه ولم استطع بدأ قلبي يخفق بسرعه قلت في نفسي يبدو ان آريا اكتشفت امري وأمر الأغطيه المربوطه استدرت لأبحث عنها فوجدتها خلفي وعلى وجهها ابتسامة خبيثه ....

بِمن تهتمّ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن