عمت مساء ابي

3.1K 204 20
                                    

*

*

*


"خذي" اخترق صراخ الغول مسامعي قبل ان يصدر صوت قوي اثر ارتطام الطبق ضد الطاولة مسبب رجوعي للخلف..

ابتلعت ريقي قبل ان اسمح للكلمات بالهروب من فمي بصعوبة "ما هذا؟"..

شعرت بابتسامتها تنمو قبل ان تنحني ليقابل وجهها وجهي "طعامك"..

ابتلعت و انا انظر لما في الطبق بتقزز..

انه مجرد كتله خضراء في الطبق..

اومئت لأشعر باعتدالها في وقفتها لكنها لاتزال تراقب طبقي..

لم اتحرك و لم اكل او اقترب من هذا..

"قلت لك كلي" صرخت بها مجددا من ما جعلني انفي برأسي بشكل متكرر سمحت لاسناني بالقبض على شفتي السفليه محاولتا حبس دموعي..

"اذا لا طعام اليوم" صرخت لأنزل رأسي و اشعر بقطرات ماء حارقه تسمى بالدموع تتخلل نزولا من عيناي متمنيتا ان خصلات شعري المبعثرة بإهمال لن تسمح لها برؤيتهم..

"الى النوم" امرت..

اومئت بسرعه قبل ان اشعر بقدماي تركض لتلك الغرفة الموحشة مجددا..

رفعت نظري لتقابل عيناي المليئة بالدموع عيناها طالبتا منها بعض الإنسانية بإعطائي غطاء سيستطيع حماية جسدي الهزيل من هواء الغرفة البارد..

الا ان صوت اغلاق الباب قد بخر كل ما تأملته..

اغلقت عيناي بألم من صوت تردد اغلاق الباب المهترئ بقوه

تركت جسدي يتمدد على الارضية القاسية بينما تركت يداي تتولى امر تغطيت جسدي بالقدر المستطاع بالغطاء المهترئ..

فتحت عيناي تدريجيا لأقابل السقف الاسود..

شعرت بحركة بجانب خصلات شعري..

لم اتمالك نفسي لالتفت بسرعه لينعكس على نظري عنكبوت صغير الحجم لتهرب صرخة تليها يداي التان التفتا حول فمي.. يكفي ما تعرض له جسدي اليوم من الضرب.

تحركت بسرعه مبتعدتا عنها..

استلقيت ابعد بالقدر الممكن هربا من تلك العنكبوت قبل ان اسمح ليداي بتغطية جسدي بالغطاء محاولتا تدفئت جسدي..

تجمعت الدموع في عيناي متذكرتا والداي..

"عمت مساء ابي" لم تعق جفوني المغلقة دموعي من الرسم خطوط على وجنتاي..

*

*

*

MISSION||Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن