الخميس..
يفترضُ أنّ يكرَه الجميعُ يوم الخميس، فيومُ الخميسِ هو أسوأ يومٍ في الأسبوع.
لماذا؟
كلمةٌ واحدةٌ تشرحُ كل شيء، كرةُ المراوغة.كانت تلك الورقةُ الرقيقةُ تستهزئُ به بلونها الأصفر وهي تصرخُ لكلِّ الفصلِ إخبارًا بالحدثِ الرئيسي لهذا اليوم.
مسح تايهيونغ صدغَه بكفٍ قبل أن يزدردَ ريقًا مشيحًا بنظرهِ لصديقهِ الذي كان يحاولُ الوصولَ إليه بين حشودِ الطلاب.
نظرَ جيمين لوراءِ كتفِ تايهيونغ وهو يقفزُ برجلٍ ليثبت الحقيبةَ على كتفهِ قبل أنّ تتوسع عيناه بصدمة.- آوه، لا تقل لي..
أخرج جيمين نفسًا من صدرِه بيأس.- أجل هو ما ترى أمامك.. تذمرَ تايهيونغ.
دخلَ بضعةُ فتيانٍ يتضاحكون في مجموعةٍ ما إلى صالة الرياضة فيما آخرون كانوا يتراكضون خلفهم، وتايهيونغ وجيمين يشاهدان بحسرةٍ.
ربتَ الأخيرُ على كتفِ الأول..
- لا بأس، إنها فقط لعبةُ مراوغة.. يـ .. يمكننا فقط أنّ نحاولَ الانسحابَ منذُ بدايةِ اللعبة ثم التشجيع فقط من الجانب. طمأنه، ولكن تايهيونغ لم يرتح له بالٌ بتاتًا.كرةُ المراوغة تعني وون يو، وون يو يعني متاعب.
إن لم يكن الأمرُ أنه ملزمٌ بمراقبةِ جيمين كي لا يصابَ بشيءٍ خطير، فهو مضطرٌ أيضا لمجابهةِ مُعذِبهِ الأعظم ذو الشعرِ الأشقر والأطرافِ المعضلةِ، وون يو.
كان تايهيونغ متأكدًا في صدرِه من أنّ وون يو يضحكُ الآن في مكانٍ ما في الداخلِ وهو يفكرُ في طرقٍ لإعادةِ ترتيبِ ملامح وجهِه بالكرة.- هيا، دعنا ندخلُ وإلا تأخرنا.
سحبَه جيمين للداخل من معصمهِ فيما أخذَ تايهيونغ يحاولُ تجاهلَ التدقيقِ في مدى نحفِ هذه الأناملِ التي تجرهُ الآن لغرفةِ التبديل.
كانَ معظمُ الفتيان قد باشروا بارتداءِ ملابسِهم الرياضية فيما يتذمرون، وآخرون كانوا متحمسين للعبة.
شعرَ تايهيونغ بمعدته تتقلبُ وتتلوى بقلقٍ قبل أنّ يقفا أمامَ خزائنهما الخاصة ويبدأ كلاهما بتغيرِ ملابسهما أيضًا.حاولَ ارتداء ملابس اللعب سريعًا حتى يعطي نفسهُ وقتًا أكثر ليستعد عقليًا لهذه المعضلةِ القادمة، ولكن عيناه ثبتتا على صديقهِ بجانبه فَشُلَ جسدُه عن الحركة.
للحظةٍ، شعرَ أنّ قلبَه هوى من صدرِه ووقعَ بين قدميه، فيما راحت غصةٌ تتكتلُ في حلقه حتى كادَ يختنق.بدا جيمين أنحفَ كثيرًا مِن الخميسِ السابق، لو كان ذلك ممكنًا.
جلدهُ ملتصق بعظمهِ تمامًا، وكأنه قد رُشَ بالطحينِ لشدةِ شحوبه. لونُ بشرتهِ الأسمر كان قد باشر بالاختفاء، وقد بدأت بشرته تصفَّرُ في بضعِ مواضعٍ من جسده، كركبتيهِ ومرفقيه.
كانت الفجوةُ بين فخذيه كبيرةً جدًا، حتى ظنَّ للحظةٍ أنه سيستطيع وضعَ ذراعيهِ بينهما، وصدره كان غائرًا للداخلِ حتى ظنَّ أنه سيستطيع عدّ ضلوعِه.
أنت تقرأ
عاجِزٌ عن مساعدِتكَ أو إشفائِك.
Fanficيحدثُ أنّ يُكدِّرَ كلَّ شيءٍ الحياة، وتبقى متشبثًا بتلابيبها، لأنّ لكَ غالٍ فيها. ويحدثُ أنّ تضحكَ هي في وجهكَ وتسخر، وتجرِدُكَ مِنه في لحظة.. ويحدثُ، أيضًا، أنّ تجدَ الموتَ بعدها أشدُّ رَحمَةً وشَفقَةً بكَ مِنها. فيصبحُ الأسَفُ حينها.. رسالةً لن...