|كلُّ شيءٍ مِن حولنا يطعَنُ فينا|

205 32 1
                                    

- ما الخطب؟
...
- جيمين؟
...
- بارك؟
...
- يا! بارك جيمين!

صرخَ تايهيونغ ولكمني بقوةٍ على ذراعي حتى فقدتُ توازني واندفعتُ للخلفِ بخفةٍ. أمسكني كي يثبتني في مكاني فعبستُ له.
كانَ الناسُ الّذين يسيرون من حولنا يبعثونَ لنا بنظراتٍ مستنكرةٍ ولكنني تجاهلتهم وسحبتُ يدي من قبضته.

- لِمَّ ضربتني بهذه القوة؟!

- لأنكَ لم تعرني أيَّ انتباه! كنتُ أحاول أن أسألك عن شيءٍ ما. أدارَ عينيه ساخطًا.

كانت الشوارعُ مزدحمةً جدًا في سوقِ نامدامون، والناسُ  يحملون أكياسًا من المشتريات، والفتياتُ يعانقنّ أذرع أحبائِهن، والنساءُ يمشينّ مع أطفالهنّ وقد طغى البردُ على أجواءِ المدينة.
وكانت الأصواتُ عاليةً جدًا في كلِّ مكان، مِن أصواتِ القدورِ والمقالي إلى أصواتِ القلي والطبخِ وأصواتِ ثرثرةِ الناس الذين تفرقوا في كل مكان.

- أهناكَ ما يؤرقُك؟

تجاهلتُ سؤالَ تايهيونغ وأشرتُ ناحية كشكِ طعامٍ يبيعُ الهوتوك والمشويات في عصيان الشوي، فقد كان ينبحُ طوالَ اليوم عن رغبتِه في تناولِ الهوتوك، حتى أنه جرجرني معه من منزلي كي أرافقه.

لمعت عينا تايهيونغ وقد نسيّ تمامًا ما كان يريدُ قوله وأسرعَ ليصطفَ في الصف مخرجًا بعض المالِ من جيبه ممسكًا به جيدًا في يده.
طلب طبقين، مع أنّ كليهما له، وبقي ممسكًا بالهوتوك بيده وكأنه جوهرةٌ ثمينة طوال سيرنا في السوق.

كانَ الناسُ في هذا الوقتِ يفتحون متاجرهم، فترى رجُلًا يرفعُ أبوابَ مَغسَلتِه، وامرأةً ترتبُ الأشياء على طاولاتِ العرضِ في متجرِها، وآخرون يضعون العارضاتِ خارجًا وقد ألبسوهنّ ملابس الموسم.
وكانت هناكَ مجموعةٌ يعزفون في منتصفِ ذلكَ الضجيج وقد احتشدَ الناسُ حولَهم ليستمعوا للفرقةِ الهاوية، واحدٌ منهم كان يقرعُ على الطبول، فيما كان الاثنين الآخرين يعزفانِ بالقيثارة والهارمونيكا.
كانت الموسيقى ناعمةً وهادئة، وتتدفقُ مع صوتِ الرياح والنسيمِ إلى المسامع، والجميعُ يتمايلُ ويصفقُ مع اللحنِ والإيقاع.

كانَ هناكَ أيضًا بعضُ الأطفالِ يلعبون ألعابًا مختلفة. يلعبون كرةَ السلة، أو يضربون مجموعة كؤوسٍ زجاجيةٍ وبعضُ الألعابِ الأخرى البسيطة كي يكسبوا بذلكَ الجوائز المرصوصة على الرفوفِ.
وفي مرأى نظري أيضًا، رأيتُ مجموعةً من طلابِ الإعدادية يركضون وهم يتضاحكون، وبيدِ أطولهم مسدسٌ ضخم.

ابتسم تايهيونغ وسحبني لنجلس على إحدى الطاولاتِ جانبًا.
فتح العلبة الأولى من الهوتوك ومضغَ البعضَ منه لثانيةٍ وجيزةٍ قبلَ أنّ يرفعَ عينيه وينظرَ إليّ بتلكَ النظرةِ التي تعني، هيا قُل ما بجعبتك.

عاجِزٌ عن مساعدِتكَ أو إشفائِك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن