﴿ ألفَصل الثاني ﴾

1.8K 141 330
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم
اغسل هـمومي يا رب كما غسلت الشوارع بمطرك .

تهطلُ قطرات المطر من جديد وتطرق النافذة بلطف , في تلك اللحظة تمنيتك معي لنخرج تحت هذا المطر كما كنا نفعل من قبل ،،  نجلس على الارض الخضراء المبتلة تحت الاشجار من غير مظلة نغلق اعيننا هاربين معا لعالم الاحلام ونرى بأننا عروسين تزوجا تحت المطر ..

في كل مرة ينزل المطر كانوا الناس يدخلوا منازلهم هاربين من الماء يخشون الاغتسال بهذه النعمه .

لكننا كنا دائما ما نفعل العكس ونسخر من تصرفات البشر التافهة

( اصبحتِ كالفأره المبلـله )

رميتها انت وسحرت انا بتلك العينان التي تحدق بي بأعجاب وهي لا تعلم من مات بها اعجابا
ابتسامتك الجانبيه الفاتنه الخبثية تلك التي تبعثرني الى قطع متناثره وشعرك المصفف بدقه قد تبلل واصبح لامعا لشده سواده لم اشعر بأنني قد غرقت بجمال الملاك الذي امامي

(هيي , ايتها الحامل هل تعلمين بأن الطفل يراقب والديه الابلهان من فتحه بطنك الان !)

قاطعت شرودي بصراخك لاحد المارين , انتبهت لمظهر الامرأه التي قصدتها وزوجها الذي يكاد ان يقف عقله لخوفه عليها من المطر , اطلقت ضحكة ساخره عليهما

( قليل أدب , هيا حبيبتي اركبي لاعطيه درسا لن ينساه )

(زين !! هيا )

سحبتك من يدك بعدما هممت لنهرب من الرجل لكنك ضللت جالسا تسخر غير مباليا مما جعلني ازداد اعجابا بك .

(ايها السافل ! )

تقدم الرجل بسرعه فائقة والشرر يتطاير من عيناه
حينها رفعت احد حاجبيك تجاهي مشيرا لسيارته فعرفت ما تريدني فعله  ،، اسرعت حينها لسيارتهم فتحت الباب الامامي للسياره حيث تجلس الحامل وبدأت بالصراخ

(الامرأه تولد ساعدوها !!!)

تركك هو وركضنا نحن هاربين كالاطفال وهمومنا هربت منا
في وقتها تسارعت نبضات قلبي فوقفت طالبة منك العودة لانني اشعر بقشعريره البرد تملئ جسدي
وقفت انت امامي تحدق بي وتتقدم شيئا فشيئا ولا اعلم ما غايتك !!

وفجأة اشعر بالدفئ الذي غالبا ما لم اشعر به , شعرت بالامان الذي اضعته طوال حياتي , شعرت بأن لي قلبا ينبض ويحيى من جديد , قلبي الميت على طريق عودته للحياه .

لم اكن اريد ان ينتهي هذا العناق بيننا ولم اكن اريد ان يقف المطر ليبعدنا عن بعضنا , ابعدتني عن صدرك الدافئ ببطئ ممسكا بكتفاي محدقا بعيناي المتوتره وسألتي بأنني لا ازال اشعر بالبرد ! حينها اصدر قلبي امرا بأن انطق ب گلا ...

لكي تبتعد وتسخر قائلا : (جيد)

بعثرتني يا زيَني وبعثرت كلماتي وجعلتني ضعيفه تجاهك , لكنك احييـت بيري الميته منذ الصغر .

 نصفيَ الآخر  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن