هكذا كانت البداية

743 30 5
                                    

مرحبا .. اسمي هو بارك هانا ... ساحكي لكم كل ما حصل معي خلال وبعد اخر شهرين من حياتي كبشرية ... لن اخبركم ما انا عليه الان ... ستعرفون لاحقا ...
عمري هو واحد وعشرين عاما .... لقد كان كل يوم مشابها للذي قبله ... كنت اذهب الي مدرسة القرية التي اعيش بها ... لا اعرف ان كان يجب ان اسميها مدرسة ... لقد كانت مثل قلعة مهجورة تماما ... مظلمة وكئيبة ان طلابها عشرون طالبا فقط الان ... كانو كثر بالماضي ولكن الان .. انهم يختفون بشكل غريب ... لم اكن اعلم السبب ... كانت هناك اشاعات كثيرة ... عن مصاصي دماء .. اشباح ... يالا السخافات ... كيف يؤمن الناس بهكذا امور ... لقد كنت افكر هكذا بالماضي ... لكن ما كان يحدث جعلني اغير تفكيري كليا ...
في يوم كنت عائدة الى منزلي ... لم يكن الوقت متاخرا كثيرا ... رأيت حينها بارك تشانيول ... انه زميلي بالصف ...لقد كنا اصدقاء ... حتى اختفى فجاة .. لن يره احد لمدة اسبوعين ... عمدة القرية وضع اسمه مع المفقودين ولكن بعد اسبوعين .... لقد اتى للمدرسة ... ظهر فجاه تماما كما اختفى فجاه ... لكنه كان غريبا بشدة عندما عاد .. لم يكن يتصرف على عادته ... كما لو انه شخص اخر ... لم يكلم احدا منذ عودته ... حتى انا صديقته المقربة ... لم يكلمني ابدا كان يتجاهلني تماما... كانني ذبابة تدور حوله ... لقد جرحني ذلك بالبداية ... لكن لم اعد اهتم بعد ذلك ... لقد بدات حياتي تنقلب تماما منذ اختفائه ... حياتي الهادئة والروتينية اختفت تماما ... لقد تحولت الى فيلم خيالي...
دائما تواجدت بالمكان الخاطئ وبالوقت الخاطئ ...
حسنا ساقول ماذا حصل لي عندما رايت تشانيول ذلك اليوم ..
لقد انتابني الفضول بشدة ... اردت ان اعلم ما الذي جعله يتغير بهذه الطريقة ... لحقت به ... احسست انه كان يعلم انني الحق به ... لكنه تصرف كانه لم يلاحظ شيئا ... ظللت ورائه حتى وصل الى مكان غريب باعلى جبل ما ... كان يشبه الكهف ... وقف قليلا امام الباب ثم دخل ... ترددت كثيرا ... هل ادخل ام لا ... سادخل ... وقفت امام الكهف ... خانتني قدماي رجعت للوراء ... خطوتين ... عاودت لاجبار نفسي على الدخول ... اندفعت بسرعة الى الداخل ... كان فضولي يقتلني وكنت خائفة بنفس الوقت .... بدات بالمشي للداخل ... كلما تعمقت كلما ازدادت الظلمة... ثم بدات ارى ضوء من الداخل .... حاولت اللحاق بتشانيول ولكنه اختفى فور دخوله .. كان مصدر الضوء ... مصابيح معلقة على جانبي جدار الكهف ... بدات ايضا بسماع اصوات رجال يتكلمون ... انه صوت تشانيول ... انا متاكدة من ذلك ... ان صوته مميز جدا ... لقد كنت دائما ما اسخر منه بسبب صوته ... كان يقول ماذا ستفعل بها؟ لقد لحقت بي الى هنا ..
انه يتكلم عني ... ان الامر غريب حقا ... اصبحت اخاف منه كثيرا ... لكنني اريد ان اعلم ما الذي يحدث معه ... انه صديق طفولتي بالنهاية .... اجابه شخص اخر ... " افعل ما تشاء بها ... اقتلها .. حولها .. انه خيارك بما انها صديقتك ... "
ازداد خوفي كثيرا عندما سمعته يقول اقتلها .. لقد هربت بدون تفكير ... لقد كانت خطواتي متقطعة ... حتى انني سقطت على الارض وانجرحت ركبتي .. ولكنني لم اشعر بها ابدا من شدة خوفي ...
استطعت الهرب حينها ... لكنني لن اقدر على الهرب للابد ...
في اليوم التالي مباشرة ذهبت الى المدرسة ... حينما دخلت الصف ... كان تشانيول جالسا بمقعده ... لقد كنت خائفة حقا مما سمعته البارحة .. هل حقا سيقتلني .. نظر الي نظرات خالية من اي تعبير ... ثم ابتسم ابتسامة غريبة ... لم افهم معناها ... اسرعت وجلست بمقعدي ... لقد كان يجلس خلفي تماما ...
بعد ثواني قليلة ... دخل الاستاذ الصف لقد قال " هناك طالب جديد في صفنا" ... "مرحبا .. اسمي كريس ... انا الطالب الجديد هنا .. سررت بلقاىكم .. ارجوكم اعتنو بي " قال ذلك ثم وجه كلامه الى الاستاذ " ساجلس بجانب تشانيول " ...
لقد كان ذلك الصوت الذي كان يكلم تشان البارحة .. هذا ما كان ينقصني .. الان كيف ساهرب من اثنان ... يالحظي .. لم يكن يجب ان اتبعه ... يا لي من فضولية عديمة النفع ...
بعد انتهاء الدوام المدرسي ... كنت اوضب كتبي داخل حقيبتي او يجدر بي القول .. انني كنت انتظره ليغادر اولا .. كي لا يتبعني ...
احسست به ينهض عن مقعده ... وقف بجانبي تماما .. رفعت راسي لانظر اليه ... بعدما ترددت كثيرا ... ابتسم تلك الابتسامة مجددا ... ثم قام بوضع ورقة على طاولتي ... وغادر دون قول اي كلمة ... لحق به المدعو كريس ... دون ان ينظر الي ...
انه ... حقا .... وسيم جدا .... ياللهي ما هذا ....ما الذي افكر به ... يا لي من حمقاء ....
اااه انا لم اكتشف جانبي الطفولي هذا .. الا مؤخرا ...
امسكت الورقة بشجاعة ... لا اعلم ما الذي حدث لي ... احسست بشجاعة كبيرة .. نسيت خوفي تماما ... " تعالي امام الكهف بعد الدوام المدرسي .. نحن ننتظرك ... ان تاخرتي ... ستموتين ... "
ياااا اقشعر بدني من الرسالة ... لكن الامر الاغرب انني لم اخف مطلقا ...
ذهبت الى الكهف ... كان تشانيول واقفا ينتظرني ... قلت له ... "ماذا تريد ؟"
تشانيول: هل لا تهتمين لحياتك حقا ؟!؟! ... لماذا تبعتني ؟ ... سيقتلونكي ... انهم حقا اوغاد ... انتي لا تعرفين شيئا بعد ... اعطيكي اخر فرصة للهرب ... فقط لاجل صداقتنا ... اهربي بسرعة قبل ان ياتو ...
سالته: هل انت مصاص دماء حقا ؟ ... ام مستذئب ... ما الذي حدث لك عندنا اختفيت ؟..
قال: لم تكوني فضولية بالسابق ..وايضا ... مصاص دماء ... لقد تغيرت حقا ... لم تكوني تؤمني بهذه الخرافات ..
قلت: لقد قلقلت عليك كثيرا ... وايضا بكيت ... خفت ان لا اراك مجددا ... حتى بعد ان عدت ... لقد تغيرت كليا ... اشتقت لضحكتك ... اشتقت للهو معك ... انا اريد ان نعود كالسابق ... اشتقت كثير ... لصديقي ... صديق طفولتي ...
قال: من المستحيل ... ان يعود كل شيء كما كان ... اهربي ارجوكي .. قبل ان ياتو ..
تدخل شخص فجاه .. انه صوت ذلك الكريس ...
قال:" وهو يضحك باستهزاء " لن تذهبي الى اي مكان ...
انحنى تشانيول له ..
كريس: هذه هي اذن الفتاة الجريئة ...
تشان: اجل سيدي .. انها بارك هانا ..
استغربت كثيرا .. لما تشان يكلمه بهذه الطريقة ...
قلت لتشان: ياااا لما تكلمه هكذا .. انت لست عبده ...
كريس: بلا انه عبدي ... الجميع هنا عبيد لي ...
ظهرت انياب كريس واصبح لون اعينه احمر ... صدمت حقا من منظره ... انه حقا مصاص دماء ... لم استطع تصديق ذلك ... انهم موجودون حقا ... حاول كريس الاقتراب مني وقتلي ولكن تشان وقف بسرعة امامي ..
تشان:" وهو منحني لكريس " ارجوك .. ارجوك لا تؤذيها ... لقد قلت لي انني من سيقرر مصيرها ... ارجوك ...
كريس: حسنا ... سامهلك شهرين فقط ... ثم ساقرر اذا ما كنت ساقتلها ام احولها ...
غادر كريس ولحق به جميع اتباعه ما عدا تشانيول ... كنت سالحق به ... لكن تشان امسكني قبل ان اتحرك .. ووضع يده على فمي ...
تشان:"يهمس" لما تتصرفين هكذا ... سازيل يدي ولاكن لا تقولي شيئا حسنا ؟
هززت راسي ... ثم ازال تشان يده عن فمي ...
تشان: تعالي ساخذك لمكان بعيد ... لكي نستطيع ان نتحدث ...
قلت : حسنا... لكن هل انت حقا مصاص دماء ؟؟
تشان: اجل ...
حملني تشان على ظهره ثم ركض بسرعة البرق ... لم ارى شيئا من سرعة تشان ... بدات اصدق حقا انه مصاص دماء ... توقف تشان في مكان مهجور ثم انزلني ...
قلت: اااه راسي ... اشعر بالدوار ..
نظرت اليه .. كان يبتسم ... اشتقت حقا لهذه الابتسامة ..
قلت: ما الذي يحدث ؟ ... من هذا المدعو كريس ؟
سالته بفضول ...
قال: كريس .. هو مصاص الدماء الذي حولني... لا اعلم لما انا من كل الناس ولكنني بدات احب الامر ... الا ان عجرفته الزائدة تزعجني كثيرا ... انه لا يبتسم ابدا ... انه مزعج ايضا ..
قلت : اذن اتركه ... اهرب بعيدا ... " لم اعرف من اين اتيت بالجراءة لقول هذا ... انني اتصرف بشكل غريب مؤخرا ...
تشان: حتى انتي تتصرفين بغرابة ... انه السبب... كل من يراه يصبح غريبا جدا ...
قلت: ولكن ما علاقته بتصرفاتي
قال: انه يملك قوى تجعله يؤثر على الناس بشكل غريب ...
قلت: هكذا اذن ... ولكن ما الذي سيفعله بي ..؟ هل حقا سيقوم بتحويلي ؟
قال: يجب عليه ذلك .... انه من قوانينا .. لا يجب على بشري ان يعرف سرنا ... او سيقوم بقتلكي ...
قلت: قتلي !!! ... لا اريد الموت..
قال:" وهو يضحك على وجهي " .. لا تخافي ... ساحميكي ولو كلفني حياتي ...
.
.

هل اقول الحقيقة ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن