تراودني الأفكار على حين غرة وتعتصرني بعض الكلمات أحياناً - في مخاض عنيف - لتطالبني بولادة لائقة على الورق..
ومع ذلك، لم أكن لأكتب وأنا جالس بمكتبي فأنهمك وأغوص بعوالمي.. حتى يقاطعني توبيخ المسؤول عني - وقد عقد ذراعيه وحاجبيه - واقفاً أمامي..بدى لي الحمام هو الحل الأنسب للجلوس والكتابة في خصوصية تامة.. ولكي أتفادى الشكوك وكثرة التساؤلات عن زياراتي الكثيرة والمتكررة وعما أفعله هناك بالضبط كان لزاماً أن أنشر شائعة معاناتي من الغازات وسوء الهضم..
فأرسم على وجهي ملامح المقهور المشتكي في طريقي نحو الحمام.. في كل مرة.خلق الأمر جواً من المرح والشفقة الطفيفة والتفاعل الاجتماعي من حولي (لم أمانع الأمر رغم تحفظي من الأمر في السابق).. لكن الأهم أنني خلقت "منبها لوقت الكتابة" حيث أني إذا تخلفت عن إحدى زياراتي للحمام يذكرني أحد الزملاء الملاصقين لحجرتي الخشبية في مرح واستهزاء وخوف من أن يكون ضحية غازاتي..
غازات وهمية باتت لصيقة باسمي - وحتى بسيرتي - في العمل حالياً.."لم أهتم للأمر..
المهم أن أكتب.. وأكتب في سلام"!